"غارديان" تكشف تفاصيل دور "كامبريدج أناليتكا" في فوز ترامب

"غارديان" تكشف وثيقة تبيّن دور "كامبريدج أناليتكا" في فوز ترامب

23 مارس 2018
الوثيقة أظهرت كيفية استهداف الناخبين الأميركيين على الإنترنت (Getty)
+ الخط -
كُشف عن وثيقة داخلية من شركة الاستشارات "كامبريدج أناليتكا" للمرة الأولى، وقد بيّنت كيفية مساهمة الشركة في وصول المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، عن طريق "غوغل" و"سناب شات" و"تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب".

صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اطّلعت حصرياً، اليوم، على الوثيقة (بريزينتايشن) المكوّنة من 27 صفحة، أعدّها مسؤولو "كامبريدج أناليتكا" الذين عملوا بشكل وثيق في حملة ترامب الرئاسية عام 2016.

وأوضحت الموظفة السابقة في "كامبريدج أناليتكا"، بريتني كايزر، أن أبحاث مسح مكثفة وبيانات وخوارزميات لتحسين الأداء استُخدمت في استهداف 10 آلاف إعلان مختلف أمام جمهور متنوّع، في الشهور السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية. وعُرضت هذه الإعلانات مليارات المرات، وفقاً للوثيقة.

كذلك قُدّمت الوثيقة المذكورة إلى موظفي "كامبريدج أناليتكا" في لندن ونيويورك وواشنطن، بعد أسابيع من فوز ترامب، لإطلاعهم على أسلوب الشركة في التغلب على إحدى أكثر الأزمات السياسية إثارة للجدل في التاريخ الحديث.


"ذا غارديان" التي درست الوثيقة أكدت أن التقنيات المذكورة فيها قانونية. لكن فضيحة استحواذ "كامبريدج أناليتكا" على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم على "فيسبوك" ترفع الغطاء عن أسلوب تعقّب البصمات على الإنترنت والحياة اليومية للناخبين الأميركيين.

الوثيقة تضمّنت مواد شحيحة حول كيفية استغلال منصة "فيسبوك" من قبل الحملة الانتخابية. إلا أنها أشارت، في إحدى صفحاتها، إلى أن "كامبريدج أناليتكا" تمكّنت من مراقبة مدى فعالية رسائلها في أنواع مختلفة من الناخبين، ما منح الشركة والحملة الانتخابية تقييماً مستمراً عن مستوى التفاعل والمشاركة على منصات "فيسبوك" و"تويتر" و"سناب شات".

وإمكانية الحصول على تحديث حول تفاعل المستخدمين تعني أنه بالإمكان تحديث الخوارزميات باستمرار، بشكل يمكنها من إيصال رسائل مختلفة موجهة إلى الناخبين، بناءً على ملفاتهم الشخصية (بروفايل).

ولفتت "ذا غارديان" إلى أن مستوى المعلومات التي يمكن للشركة جمعها حول المستخدمين والشهية الواضحة لدى شركات "وادي السيليكون" للاستفادة من التبرعات الانتخابية ظهرا في صفحة أخرى من الوثيقة نفسها، وبيّنت أن حملة ترامب ركزت على توجه معين يوم الانتخابات: البيانات الإدارية الخاصة بـ "يوتيوب".


وأوضحت أن إعلانات على مواقع "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل" وتطبيق مشاركة الموسيقى "باندورا" استُخدمت في إقناع 35 ألف مؤيد لتحميل تطبيق استُخدم من قبل المؤيدين الأكثر نشاطاً.

كذلك بيّنت الوثيقة أن "كامبريدج أناليتكا" وحملة ترامب استخدمتا تقنية إعلانات جديدة أطلقتها "تويتر" بداية العام الانتخابي، وتمكن العملاء من إطلاق تغريدات فيروسية، أي أنها تنتشر على أوسع نطاق، بالإضافة إلى ميزة "الإعلانات التحادثية" Conversational Ads لتشجيع متابعي ترامب على التغريد باستخدام مجموعة من الوسوم (هاشتاغ) المحددة سلفاً.

كما استغلت الشركة إحدى الميزات التي وفرها تطبيق "سناب شات"، ما مكّن المستخدمين من إمكانية التمرير السريع إلى أعلى الصفحة في التطبيق والاطلاع على الصفحة الإلكترونية المحملة سلفاً.


وأوضحت الوثيقة أن "كامبريدج أناليتكا" لم تكن ذات فائدة في توفير أموال المانحين للحملة الانتخابية، لكنها اعتبرت أداة مفيدة في الحصول على "اتصالات" الناخب المحتمل.

وأكدت إحدى صفحات الوثيقة أن الشركة استعانت بالإعلانات المدفوعة على "غوغل" في تنفيذ "إعلانات البحث المقنع"، لتعزيز ظهور المحتوى المؤيد لترامب والمعادي للمرشحة الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون.

ولفتت إحدى الصفحات إلى أن الشركة ضمنت ظهور نتائج بحث مدفوعة وداعمة لترامب، حين يبحث المستخدمون عن "ترامب وحرب العراق" على محرك البحث، في استراتيجية عنوانها "تحكم بالانطباع الأول".