الصحافي السوداني الطاهر ساتي.. طردته مصر فعاد مع البشير

الصحافي السوداني الطاهر ساتي... طردته السطات المصرية فعاد مع وفد البشير

20 مارس 2018
الطاهر ساتي بعد إبعاده من القاهرة (فيسبوك)
+ الخط -
في أبريل/ نيسان من العام الماضي، احتجزت سلطات مطار القاهرة، الكاتب الصحافي السوداني، الطاهر ساتي، ورفضت دخوله للأراضي المصرية، لكنه عاد اليوم الإثنين للقاهرة، ضمن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس عمر البشير في زيارته لمصر، وذلك في رسالة مبطنة يبدو أن الخرطوم أرادت وضعها في بريد القاهرة. 

ويُعد ساتي من أبرز الكتاب السودانيين انتقاداً وهجوماً على المواقف المصرية تجاه السودان انطلاقاً مما يعتبره احتلالاً مصرياً لحلايب، والتدخل المصري في الشأن السوداني، وعدم الالتزام باتفاق الحريات الأربع الموقع بين البلدين، فضلاً عن رده المباشر على هجوم الإعلام المصري على السودان.

وكان ساتي قد ذهب في أبريل/نيسان الماضي للقاهرة بغرض اللحاق بزوجته التي كانت في
مستشفى في القاهرة، إلا أن سلطات مطار القاهرة أخبرته بأنه ضمن قائمة سوداء لإعلاميين سودانيين ممنوعين من دخول مصر. واحتجز في نفس الوقت داخل مخفر للشرطة بمطار القاهرة وتم التحقيق معه حول كتاباته وأغراض زيارته للقاهرة، قبل أن يتدخل سفير السودان بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، وينجح في نقله لأديس أبابا ومن ثم للخرطوم. وقال ساتي عقب وصوله مطار الخرطوم حينها إن قرار حجزه هو أكبر دليل على أن مصر لا تحكمها مؤسسات دولة وإنما أجهزة أمنية.

وقال ساتي لـ"العربي الجديد" إن اختيار رئاسة الجمهورية له لمرافقة الرئيس عمر البشير ضمن الوفد الإعلامي، رغم علمها بموقف السلطات المصرية من كتاباته، أمر يحمل حزمة رسائل إيجابية وقوية لعدة أطراف داخلية وخارجية، لم يسمها.

وأشار إلى أن قبوله بالدعوة والعودة لمصر يأتي في إطار أداء واجب مهني وبمثابة ضريبة مهنية، حسب قوله، مضيفاً أن عليهم تلبية واجب المهنة مهما كانت الظروف والمتاعب، وقال إنه توقع بدايةً اعتذار السلطات المصرية ورفضها لسفره كما المرة السابقة.

ولم يكن قرار إبعاد ساتي العام الماضي استثناءً. إذ واجه صحافيون سودانيون آخرون ذات التصرف بالإبعاد من مطار القاهرة، أبرزهم رحاب طه رئيس، تحرير صحيفة الوفاق المستقلة، والصحافية إيمان كمال الدين، من جريدة السوداني، والصحافي هيثم عثمان، من الانتباهة.

وفي بيان منه حول حادثة إبعاد الصحافيين السودانيين وقتها، قال اتحاد الصحافيين إن استهداف الصحافيين السودانيين لا يساعد في تحسين العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن سلاح التخويف والتهديد وكبح الرأي، الذي تستعمله السلطات المصرية ضد الصحافيين لن يفضي إلى توفير مناخ يساعد على التوجه الرسمي المعلن لتحسين العلاقات.

غير أن رئيس تحرير صحيفة "الوفاق"، رحاب طه، الذي أُبعد هو الآخر عن مطار القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال لـ"العربي الجديد" إن الجهود الدبلوماسية الأخيرة وضعت العلاقة بين الخرطوم والقاهرة في مسار جديد، مشيراً إلى حرص القيادة السودانية على ابتعاث زميله الطاهر ساتي وهو أمر يشير على حرص من جانبها على كسر الحواجز في العلاقات المشتركة من أجل تطبيع متكامل في العلاقات، يشمل الجوانب الإعلامية "بحيث لا يكون مسموحاً بعد ذلك منع صحافي سوداني من دخول مصر بمثل ما يحرص السودان على عدم إبعاد الصحافيين المصريين".

وأضاف طه أنّ السماح بدخول ساتي مؤشر إيجابي لأنه كان بمقدور القاهرة رفض دخوله كما فعلت من قبل حينما رفضت للصحافي موسى يعقوب الدخول رغم أنه كان برفقة وفد رسمي.

المساهمون