55 اعتداءً ضدّ الصحافيين الفلسطينيين خلال نوفمبر

55 اعتداءً ضدّ الصحافيين الفلسطينيين خلال نوفمبر

05 ديسمبر 2018
مقرّ قناة الأقصى بعد تدميره (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
قال المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" إن شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شهد تصعيدًا في عدد وجسامة الاعتداءات التي تستهدف الحريات الإعلامية في فلسطين، مقارنة بما كان عليه الحال في الشهر الذي سبقه.

وأشار المركز إلى أن عدد الانتهاكات التي رصدها ووثقها المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" خلال الشهر الماضي، بلغ ما مجموعه 55 اعتداءً، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 47 منها، فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة 8 انتهاكات فقط، علما أن الشهر الذي سبقه كان قد شهد 42 انتهاكا، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 34 اعتداء منها، فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وغزة 8 انتهاكات.

وحول انتهاكات الاحتلال، صعدت قوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها ضد الحريات الإعلامية في فلسطين بصورة كبيرة وارتكبت ما مجموعه 47 اعتداء في الضفة وغزة، يندرج معظمها ضمن الاعتداءات الجسيمة وشديدة الخطورة على العمل الإعلامي وعلى حياة الصحافيين والصحافيات.

ولفت المركز إلى أنه من أبرز هذه الاعتداءات وأشدها خطورة تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي مقر قناة الأقصى المؤلف من خمس طبقات في غزة والتي يعمل فيها نحو 220 موظفاً، حيث قدرت الخسائر التي نجمت عن ذلك بنحو 4 ملايين دولار، وفقاً لمديرها إبراهيم ظاهر.

وإلى جانب تدمير جيش الاحتلال مقر قناة "الأقصى" أصيب 11 صحافياً وصحافية برصاص وقنابل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتهم لأحداث مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإضافة إلى ذلك فقد اعتقل جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الشهر أربعة صحافيين، كما قمع بقنابل الغاز مسيرة للصحافيين كانت توجهت إلى حاجز قلنديا المقام على مدخل مدينة القدس، تأكيداً على الحق في حرية الحركة بمشاركة عدد من مسؤولي الاتحاد الدولي للصحافيين، الأمر الذي أدى إلى إصابة ما لا يقل عن تسعة صحافيين بحالات اختناق شديدة.

أما في ما يخص الانتهاكات الفلسطينية بحق الصحافيين الفلسطينيين في الضفة وغزة، فقال المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى": إنه تم تسجيل ثمانية انتهاكات فلسطينية ضد الحريات الإعلامية (ثلاث منها في الضفة ومثلها في غزة)، وهو رقم مماثل لما سجل في الشهر الذي سبقه، حيث كان قد سجل ثمانية انتهاكات فلسطينية أيضاً ضد الحريات الإعلامية خلال أكتوبر/ تشرين الأول.

ووقع خمسة من الانتهاكات الفلسطينية في قطاع غزة وهي: استدعاء الصحافي عبد الله عيسى إبراهيم مقداد واستجوابه بتهمة "إساءة استخدام وسائل التكنولوجيا"، واستدعاء واحتجاز إيهاب الفسفوس واستجوابه مرتين ارتباطاً بما ينشره، ومنع طاقم تلفزيون فلسطين من تغطية أحداث في حادثين منفصلين.
في حين وقعت في الضفة الغربية ثلاثة انتهاكات فلسطينية، تمثلت في منع عناصر أمن في رام الله صحافيين من تغطية اعتصام سلمي تضامناً مع الشعب اليمني وضد الحرب الدائرة هناك وتحطيمهم معدات تصوير لمجموعة من طالبات الإعلام في جامعة بيرزيت كن بصدد إعداد تقرير تدريبي لقسم الصحافة في الجامعة حول هذا الحدث.

بدوره، قال الباحث في مركز "مدى" غازي بني عودة لـ"العربي الجديد": "إن هذه الانتهاكات بالغة الجسامة تؤدي بصورة أو بأخرى إلى إخراج أعداد كبيرة من الصحافيين من ميدان العمل، 
لأسباب عدة، مثل استهداف المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها، أو استهدافهم بشكل مباشر وإصاباتهم وعدم مقدرتهم على استكمال العمل.

وأشار إلى أن هذا هو الهدف المنشود من قبل الاحتلال الإسرائيلي من أجل منع التغطية أو التعتيم على ما يجري على الأرض من انتهاكات وإجراءات احتلالية في الضفة وقطاع غزة.
ولفت عودة إلى أن الاعتداءات تزايدت بحق الصحافيين الفلسطينيين، منذ بدء مسيرات العودة في آذار/ مارس الماضي، إذ إنها تزايدت وكانت متأرجحة في الشهور الماضية، لكن الخطورة في هذه الانتهاكات ليست الأرقام، بل طبيعة الاعتداءات على الصحافيين، فعند الحديث عن تدمير مبنى قناة الأقصى يمكن الحدث عن أثر كبير وبالغ الجسامة على حرية الصحافة والتغطية الإعلامية في فلسطين.

المساهمون