احتجاجات تلاميذ المغرب تقسم مواقع التواصل

احتجاجات تلاميذ المغرب تقسم مواقع التواصل: مواجهة الشرطة وحرق العلم ومقاطع مفبركة

14 نوفمبر 2018
تواجه التلاميذ مع الشرطة عند البرلمان (فاضل سنة/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
واصلت احتجاجات تلاميذ المغرب ضد استمرار العمل بالتوقيت الصيفي في الشتاء احتلال مواقع التواصل الاجتماعي. وبدا المعلقون منقسمين حول مواصلة النزول إلى الشارع، خصوصاً بعد مواجهات مع الشرطة وحادثة حرق العلم المغربي، وهو نقاش شابه انتشار للأخبار الكاذبة، وخصوصاً المقاطع المفبركة.

الاحتجاجات متواصلة

واصل تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية التظاهر في شوارع مدن المملكة احتجاجاً على إضافة ساعة إلى توقيت غرينتش على مدار العام، بدلاً من الاكتفاء بالأشهر الدافئة، وهو ما تسبب في فوضى في المدارس بسبب عدم ضبط وقت الدخول والخروج والراحة، وكونها لا تصب في مصلحة التلميذ والأسرة. 

وكانت العاصمة على موعد مع احتجاجات تحولت إلى مواجهات بين التلاميذ والشرطة عند مبنى البرلمان، كما سبقتها احتجاجات شهدت حرق العلم المغربي.

جدل يصل البرلمان

احتجاجات سُمع صداها داخل قبة البرلمان المغربي الذي شهد نقاشاً حاداً، أمس الثلاثاء، حيث أجمعت المعارضة والموالاة على أن الساعة ليست فكرة جيدة لصحة المغاربة وأمنهم ونفسيتهم، واعتبروا قرار إضافتها ارتجالياً وسبباً في الاحتقان الاجتماعي.

وفي جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية بالغرفة الثانية للبرلمان، اعتبر فريق الأصالة والمعاصرة (معارضة)، أن قرار الحكومة بالإبقاء على التوقيت الصيفي كشف عن "ارتجالية حكومية كبيرة، تعاكس إرادة المواطنين ومصالحهم"، وأيده فريق العدالة والتنمية (أغلبية)، والذي رأى أن أجوبة الحكومة حول أسباب استمرار العمل بالتوقيت الصيفي "لم تكن مقنعة".

ورد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بن عبد القادر، على الانتقادات بأن الساعة لا تزال في المرحلة التجريبية، وسوف يتم إصدار تقرير مرحلي في أواخر شهر مارس/آذار المقبل حول نتائج اعتمادها قبل اتخاذ الخيار النهائي بخصوص توقيت المغرب.

حرق العلم والمواجهة مع الشرطة يقسمان المغاربة

تسببت هذه التطورات في انقسام بين المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى معسكر في المواجهات وإحراق العلم دليلاً على أن خروج الطلاب صغار السن إلى الشارع للاحتجاج فكرة سيئة، بينما أيد معسكر استمرار الاحتجاجات للضغط على الحكومة، فيما رأى آخرون في هذه الحوادث دليلاً على فشل نظام التعليم والتربية في المجتمع المغربي.

وكتب مولاي عبد السلام الإدريسي: "حرق العلم الوطني وفوضى من طرف تلاميذ قاصرين في احتجاجات أمام قبة البرلمان تعيد طرح مجموعة من الأسئلة المحورية أهمها: هل المنظومة التربوية والأخلاقية لرجال الغد بخير؟!".

وكتبت حياة بوفراشن: "من رفع الشعارات اليوم هم جيل جديد من الإنات والذكور لا يهابون المؤسسات ولا الرموز ولا يعترفون بالأخلاق ولا الوطن. يجب إعطائهم العبرة من أجل التهذيب والالتزام بالنظم المؤسسة لهذا الوطن والمشترك الجمعي لهذا الشعب! حتى لا تتفاقم الضباع بمجتمع فشلت فيه مؤسسة الأسرة والمدرسة في التهذيب والتربية للأسف".

وعلّق خالد أشيبان: "نتحدث ببساطة عن مراهقين لم يتم بناء عقلهم بطريقة سليمة، وفي نفس الوقت نطلب منهم أن يتصرفوا بطريقة سليمة تخضع لقواعد العقل والمنطق، يعني أننا نطلب المستحيل ببساطة، خاصة عندما نضيف إلى ما سبق أنه يوجد هناك دائماً من يصطاد في الماء العكر ويتحين الفرص لإشعال الفتن".

وتابع: "لهذا في البلدان التي تشبه بلدنا، والتي تعرف مستويات عالية من الجهل والمشاكل الاجتماعية، يجب تفادي اتخاذ قرارات تستفز الناس وتؤزم أوضاعهم أكثر، لأننا سنكون في هذه الحالة قد سكبنا الزيت على النار بأيدينا، وليس لنا الحق في استغراب النتائج بعد ذلك.. علينا إحصاء الخسائر فقط".


فتاة الشرطة: عهد تميمي مغربية أم قليلة تربية؟ 

تناقل رواد مواقع التواصل بكثافة صورة التقطها المصور الصحافي المغربي فاضل سنة، أظهرت فتاة غاضبة في مواجهة مباشرة مع الشرطة. وبينما حيّا البعض شجاعتها، اعتبر آخرون أن تصرفها خاطئ ولا يدعو إلى الفخر.

ونشر أنس خومان صورة الفتاة واصفاً إياها بـ"عهد التميمي المغربية"، بينما علّقت عليها إكرام بختالي: "صورة جميلة لكن نظرات التلميذة مُخيفة تحمل كماً كبيراً من الكره والحقد، ملامح وجهها تُوحي بشحنها داخلياً بأفكار وطاقات سلبية، لا نريد جيلاً تربى على العنف".



أخبار كاذبة ومقاطع ملفقة

شاب النقاش حول الاحتجاجات انتشار لأخبار كاذبة تمثلت في مقاطع فيديو مفبركة، بحيث تعود لحوادث قديمة حصلت قبل سنوات مضت، وأعيد نشرها من قبل قنوات في "يوتيوب" وصفحات في "فيسبوك" ومواقع إلكترونية على أنها وقعت خلال احتجاجات التلاميذ في الساعات والأيام الأخيرة.

وانتشرت مقاطع أظهرت تلاميذ يعترضون سيارة شرطة على أنها من الأيام الأخيرة، لكنها تعود إلى سنة 2014. كما نُشرت مقاطع تُظهر أعمالاً تخريبية في مدينة مراكش على أنها جديدة، لكنها في الحقيقة تعود إلى احتجاجات سنة 2011.











دلالات

المساهمون