ماكرون يستبعد الصحافيين من الإليزيه

ماكرون يستبعد الصحافيين من الإليزيه

26 أكتوبر 2018
يسيطر التوتر على علاقة ماكرون بالصحافيين (Getty)
+ الخط -
أعلن قصر الإليزيه، يوم الأربعاء، عن نقل قاعة الصحافة الحالية الموجودة داخله إلى قاعة أخرى ملحقة بالقصر الرئاسي، نهاية عام 2018.

وبرّر الإليزيه الانتقال إلى المقر الجديد بتوافر شروط عمل محسَّنة، مثل استقبال نحو 36 وظيفة شغل حقيقية، إضافة إلى أنه يمنح أفضلية للنقل المباشر للقنوات الإخبارية المستمرة، مع توفر تكنولوجيات جديدة، لكن السبب الرئيسي هو رغبة مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الاستفادة من قاعات الاجتماعات في المقر التاريخي.

وهذا الإجراء الجديد سيضع حداً لأربعين عاماً من حضور وسائل الإعلام إلى قاعة الصحافة التي تنفتح على قلب الإليزيه، خاصّة أثناء انعقاد مجلس الحكومة واستقبال الضيوف الأجانب. كما أن وكالات الأنباء، وبينها "فرانس برس"، لديها وجود دائم هناك.

وقد عبّر الكثير من الصحافيين، خاصة أولئك الذين يغطون الأنشطة الرئاسية، عن احتجاجهم على هذا القرار الذي كان في ذهن ماكرون عند وصوله إلى الإليزيه، قبل أكثر من سنة (مايو/ أيار 2017)، ولم يتراجع عنه إلا بسبب انتقادات العديد من وسائل الإعلام، معتبرين أن إبقاء قاعة الصحافة في قلب الإليزيه يمثل "حرية نقل المعلومة".



وأمام هذه الاحتجاجات، استحضر الإليزيه "بدء الأشغال في الأشهر والسنوات المقبلة في الجناح الغربي من فندق إيفرو لجعله يتناسب مع عمل أطقم الرئاسة. وهذه الأشغال ستشمل قاعة الصحافة، وهو ما سيصعب الوصول إليها".

وشرح مكتب الرئيس ماكرون أنه "لا توجد في النطاق التاريخي إلا قاعة واحدة للاجتماعات من أجل 822 موظفاً. كما أن هذه القاعة التي تتسع لـ20 شخصا لا تسمح بتغطية الاحتياجات الحالية للرئاسة، بشكل يومي، وتفرض عدة عمليات نقل إلى المُلحقات".

ومن بين المعارضين لهذا القرار الرئاسي برزت "جمعية الصحافة الرئاسية" التي لم تَرَ فيه سوى أنه "إغلاق الإليزيه أمام الصحافيين" و"قرار ينتهك حرية الصحافيين في العمل ونقل المعلومة". وشددت الجمعية في بيان لها، على أن "قاعة الصحافة الحالية هي فضاء عمل ضروري لكل الصحافيين الذين يتابعون أخبار الرئاسة. كما أنها علامة على الحرص على الشفافية التي احترمها رؤساء الجمهورية الخامسة المتعاقبون".

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفضاء الصحافي يعود الفضل الأول فيه لرئيس الجمهورية السابق فاليري جيسكار ديستان (1974 - 1981)، الذي أدخل الصحافيين إلى القصر، ثم خلفه فرانسوا ميتران، فانتقل معه الصحافيون إلى المكان الحالي، المطل على ساحة الشرف، رغبة من الأخير في إضفاء الشفافية على ممارسته للسلطة، أو كما يدّعي.



والواقع أنه فور وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة عبّر عن رغبته في خروج الصحافيين من نطاق القصر، وتخصيص مكان لهم مقابله في شارع الإليزيه.

ولا يمكن لهذا القرار، في نظر المراقبين، أن يكون غريباً عن العلاقات الصعبة، في الأشهر الماضية، بين ماكرون والصحافة، خاصة بعد اندلاع ما يعرف بـ"قضية بنعلا"، وما استتبعها من صمت رئاسي محير، ثم اتهامات الرئيس للصحافيين بإطلاق سخافات، وقراره أخيراً بإعادة تنظيم قصر الإليزيه، وعلى الخصوص إدارة الاتصال، التي عهد بها إلى سيلفان فور، كاتب خطابات الرئيس ماكرون، تساعده سيبيث نَدْيَاي، مستشارة الرئيس ماكرون المكلفة بالعلاقات مع الصحافة.

ولم تفعل الحكومة شيئا لطمأنة الصحافيين، إذ قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، بنجامين غريفو، إن تصريحات المحتجين هي "تهويلات".

المساهمون