الجزائر: التحقيق في قضية "أمير ديزاد" يطاول مشاهير وإعلاميين

التحقيق في قضية "أمير ديزاد" الجزائري: شبكة ابتزاز تستهدف مشاهير ورجال أعمال

16 أكتوبر 2018
مُنع 18 شخصاً من مغادرة الأراضي الجزائرية(فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
استدعت مصالح التحري التابعة لجهاز الدرك الوطني الجزائري 42 شخصاً، ومنعت 18 شخصاً من مغادرة البلاد بأوامر قضائية، بينهم فنانون وإعلاميون ورياضيون ورجال أعمال، في قضية ابتزاز وتشهير ودفع ونقل أموال إلى الخارج لصالح مدير صفحة شهيرة على "فيسبوك" يدعى "أمير ديزاد".

واعتقلت إلى الآن 26 شخصاً للتحقيق معهم، بعضهم في الحبس الاحتياطي، في قضية ابتزاز مسؤولين ورجال أعمال وشخصيات، والتوسط ونقل أموال إلى الخارج لصالح مدير الصفحة، وفق مصادر أمنية. ويتوقع أن تستدعي السلطات الأمنية نجل رجل أعمال معروف في الجزائر، يشتبه في تعاونه مع مدير الصفحة المذكورة.  

وتعتقد السلطات الأمنية، وفق مصادر "العربي الجديد"، أن "القضية تتعلق بشبكة ابتزاز تقوم على استخلاص والحصول على وثائق وصور ومعلومات دقيقة عن شخصيات ورجال أعمال وإعلاميين وفنانين معروفين، ثم تهددهم بنشرها في حال عدم دفع أموال، إضافة إلى تصفية حسابات بين رجال الأعمال وفنانين وشخصيات باستغلال معلومات تُنشر لقاء فدية مالية أو الدفع لعدم نشرها".


واستصدرت السلطات القضائية 18 أمراً بالمنع من مغادرة التراب الجزائري في حق 18 شخصا، بينهم لاعب سابق في فريق "مولودية الجزائر".

كما داهمت مصالح الدرك مقر قناة "بور تي في" المستقلة، لحجز أجهزة يستخدمها فنان راب يقدم برنامجاً تلفزيونياً اجتماعياً، يشتبه في علاقته بالشبكة، وتشتبه مصالح الأمن أن تكون هذه الأجهزة تستخدم في معالجة فيديوهات وصور قبل إرسالها للنشر على الصفحة.

وحققت مصالح الدرك في القضية نفسها مع رجل أعمال في مجال العقارات مسجون أصلاً في قضية دفع أموال لمواقع وصفحات على "فيسبوك" استهدفت محافظ العاصمة الجزائرية، عبد القادر زوخ.


وفي وقت سابق، اعتقلت قوات الدرك شخصين أحدهما موظف في بلدية الجزائر (قلب العاصمة)، بتهمة المساعدة في إرسال صور ووثائق خاصة إلى مدير الصفحة المذكورة.

ووفق مصادر أمنية، فإن السلطات تتحرى عن عسكريين وأمنيين يقومون منذ فترة بالتقاط صور لأسلحتهم ورتبهم العسكرية مع إخفاء هوياتهم وكتابة عبارات تدعم نشاط صفحة "فيسبوك" المذكورة ضد الفساد ورجالات السلطة.

وتعهد جهاز الدرك الوطني التابع لوزارة الدفاع بالتحري في القضية، بسبب جملة التجهيزات المتطورة التي حصل عليها الجهاز منذ فترة، والخاصة بمراقبة الإنترنت وتتبع الصفحات والمواقع المشبوهة ومحاربة الجريمة السيبرانية.  

مدير الصفحة هو شاب يدعى أمير بوخرص، ويقيم في فرنسا بطريقة غير قانونية. يقدم نفسه على أنه معارض للسلطة ويقوم بكشف ملفات سياسية واقتصادية وصفقات ووثائق وصور لكبار المسؤولين والشخصيات ورجال الأعمال وعائلاتهم وحياتهم الخاصة، ويقدم معلومات غاية في السرية ودقيقة، أثارت جدلاً حول المصادر التي تزوده بها.

ويحظى بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبلغ عدد المشتركين في صفحته 2 مليون معجب، تم غلقها قبل أسبوعين ونجح في استعادتها، ويقدم فيديوهات مباشرة يتحدث فيها عن قضايا فساد وملفات شخصيات سياسية ورجال أعمال، ويصل عدد متابعيه عبر البثّ المباشر إلى 27 ألف شخص.

المساهمون