هل استعدت تونس للحرب السيبرانية؟

هل استعدت تونس للحرب السيبرانية؟

11 أكتوبر 2018
(Getty)
+ الخط -
تتعرض تونس كغيرها من الدول إلى هجمات إلكترونية من قبل قراصنة مختصين. وقد سبق لمواقع إلكترونية لوزارات تونسية أن تعرضت إلى عمليات قرصنة. كما أن تونس تعاني من توظيف الإنترنت والمحامل التي أنتجتها في تجنيد شبابها في حروب وفي عمليات إرهابية داخل تونس وخارجها. 

هذه الأسباب وغيرها جعلت تونس تفكر في سبل عملية للوقاية من هذه الحروب السيبرانية.
عن هذه الهجمات والحروب السيبرانية، يقول نوفل فريخة، المدير العام للوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية (وهو الجهاز المختص في الحماية الإلكترونية وصدّ الهجمات الإلكترونية المفترضة والتنبيه لها) في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ الحماية من الهجمات الإلكترونية بشكل تام أمر غير ممكن، خاصة إذا علمنا أن دولة مثل تونس فيها 7.5 ملايين هاتف وهي هواتف عرضة للاختراق إذا لم تتوفر لها شروط السلامة الإلكترونية. يضاف إليها 40 ألف موقع ويب، وهي مواقع رسمية تتبع وزارات ومؤسسات رسمية وأخرى تابعة لمؤسسات خاصة، ويصعب تأمينها بشكل كامل، لكن يبقى الأهم هو الالتزام بشروط السلامة الإلكترونية تلافياً لأي هجمات محتملة.

هجمات إلكترونية يراها العميد المتقاعد من الجيش التونسي ورئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب ممكنة ومنتظرة في أي وقت، فهي حرب مجالها الشبكة. لذلك يطالب العميد بن نصر بإعداد استراتيجية تونسية واضحة المعالم لمجابهة الهجمات السيبرانية. ويتساءل "لم لا يكون للبلاد (تونس) جيش سيبراني مثل تجارب بعض الدول الأجنبية التي أحدثت دفاعات مختصة في الأمن السيبراني".

لكن الخطر الحقيقي في مجال الأمن الإلكتروني، كما يراه نوفل فريخة، يأتي أساساً من عدم الاهتمام بالسلامة المعلوماتية من قبل بعض المسؤولين وعدم وعيهم بالمخاطر الحقيقية لهذه الحرب السيبرانية. ويضيف أن هجرة الكفاءات التونسية المختصة في الأنظمة المعلوماتية يصعّب من مهمة خلق دفاعات إلكترونية تونسية. فتونس تفقد سنوياً مئات المهندسين المختصين في الأنظمة المعلوماتية الذين يفضّلون الهجرة إلى دول غربية وشرق أوسطية بحثاً عن ظروف عمل أفضل وفرص أحسن.



ويشير عميد المهندسين التونسيين، أسامة الخريجي، إلى أنّ تونس فقدت منذ سنة 2016 وإلى حد الآن أكثر من عشرة آلاف مهندس اختاروا الهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل. ويمثل المهندسون المختصون في الأنظمة المعلوماتية جزءا هاما منهم.

هذا وقد حذر حزب القراصنة، وهو حزب معترف به في تونس أكثر من مرة من المخاطر التي تمثلها الهجمات السيبرانية على الاقتصاد التونسي وعلى المجتمع ككل، مطالباً الوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية ووزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي بتوفير بنية سلامة معلوماتية قادرة على صدّ الهجمات الإلكترونية التي قد تتعرض لها تونس في المستقبل القريب، خاصة أنه سبق لتونس أن تعرضت لمثل هذه الهجمات من قبل هاكر قاموا بعمليات ابتزاز من خلال برمجية "طلب الفدية".

يُذكر أن تونس صنفت في المرتبة 64 عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني (مؤشر يقيس مدى جاهزية الدول لمنع التهديدات الإلكترونية واستعدادها لإدارة الحوادث السيبرانية) وفقاً لتقرير أعدته أكاديمية الحكومة الإلكترونية في إستونيا. كما تحتل تونس المركز الرابع عربياً وفقاً لهذا التقرير الذي صدر في حزيران/يونيو 2018.

المساهمون