انسحاب خالد علي: أذرع السيسي تهاجمه ومؤيدوه يشكرونه

انسحاب خالد علي: أذرع السيسي تهاجمه ومؤيدوه يشكرونه

القاهرة

صفية عامر

avata
صفية عامر
25 يناير 2018
+ الخط -
اعتلى اسم المحامي الحقوقي، خالد علي، قمة الترند المصري، ليلة الأربعاء، عقب إعلان انسحابه من خوض الانتخابات الرئاسية، اعتراضاً على ممارسات السلطة القمعية. إذ تعرض لهجوم ضار من قبل الأذرع الإعلامية، واللجان الإلكترونية، الموالية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مقابل إشادات واسعة بموقفه من جانب شخصيات سياسية وعامة.

وقال الإعلامي تامر أمين، في برنامجه المذاع على قناة "الحياة" الفضائية: "عاوز تخدم الشعب المصري إزاي، وأنت بتنسحب؟" مدعياً أنه حصل على معلومات مفادها أن "انسحاب خالد علي من السباق الرئاسي جاء لعدم قدرته على استكمال التوكيلات الشعبية اللازمة لترشحه، وجمع حملته الانتخابية لنحو ثمانية آلاف توكيل فقط".

بدوره، عبر الإعلامي عمرو أديب عن حزنه لانسحاب خالد علي من الانتخابات، "رغبةً منه في فتح المجال العام وتعدد الرؤى"، معتبراً ما ذكره في مؤتمر إعلان انسحابه عن التحقيق مع رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، سامي عنان، ضمن صراع الأجهزة "غير صحيح"، بدعوى أن الأخير لم يكن مدعوماً من أي جهاز في الدولة، حتى يكون هناك صراع بين مؤسستين.

وفي برنامجه المذاع على قناة "المحور" الفضائية، اتهم الإعلامي محمد الباز، خالد علي، بـ"بيع الوهم للمصريين"، قائلاً إنه "فشل في جمع توكيلات الناخبين، واضطر للانسحاب من سباق الرئاسة، بعد أن ساق الاتهامات حول منعه من جمع التوكيلات من دون دليل"، مضيفاً: "كان الأولى بالمرشح المحتمل أن يعترف بفشله في تكوين جبهة مؤيدة لترشحه".

فيما وجه الإعلامي أحمد موسى أسئلة عدة لخالد علي، من بينها: "أين التوكيلات التي جمعتها، أو تزكيات نواب البرلمان اللازمة للترشح؟ وهل توجهت رسمياً إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، وتقدمت لها بأوراق ترشحك حتى تعلن انسحابك؟"، ثم تابع: "الحديث عن انسحابك غير صحيح، فأنت كان لديك رغبة أو نية في الترشح، ولكنك لم تتقدم رسمياً للترشح".

البحث عن كومبارس

دخل البرلماني مصطفى بكري على الخط عبر تغريدة، متسائلاً: "هل يعود حمدين صباحي لواجهة الترشيحات الرئاسية مجدداً؟ حمدين نفى، ولكن دعونا ننتظر"، ليعلق على حديثه المدون شريف عصام، بقوله "شكلهم بيدوروا على كومبارس تاني.. كلمة زي دي من مصطفى بكري (بتاعهم)، ممكن ماتبقاش من فراغ".

وسخر عمرو الهادي قائلاً: "أحمد موسى بصوت يغشاه الأسى: قدامنا لحد يوم الإثنين.. أي حد يجمع توكيلات، ويروح يا جماعة". في حين قالت الحقوقية الموالية للنظام داليا زيادة: "ما فعله خالد علي اسمه (تراجع)، وليس (انسحابا)، فهو لم يتقدم بأوراقه للترشح، ولم يكن ليستطيع جمع الحد الأدنى من التوكيلات التي تؤهله لخوض معركة (ليست على مقاسه)".

ترحيب واسع

على الجانب الآخر، أبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات عامة ترحيبهم بقرار خالد علي الانسحاب، من خلال تدشين وسم "#شكراً_خالد_علي"، موجهين التحية له، لرفضه لعب دور "الكومبارس"، وإفشال "الديكور الانتخابي" لنظام الرئيس الحالي، باعتبار أن قرار الانسحاب يعد أصعب من قرار الترشح.

وقال العضو السابق بحملة السيسي الانتخابية، حازم عبد العظيم: "شكراً خالد علي، لم تخذلنا.. عاشت مصر حرة مستقلة كريمة.. دولة الظلم ساعة، وغداً لناظره قريب.. تحية لكل الشباب اللي اشتغل في الحملة، والجميع يعلم كم المجهود والإخلاص الذي بذلتموه.. لن يضيع مجهودكم هدر، والمستقبل لكم، ولكل شباب مصر الحالم بالتغيير.. رغم حكم العسكر، الذي سنسمع نهايته قريباً".

وكتب نائب رئيس الوزراء (الأسبق) في أول حكومة لسلطة الانقلاب، زياد بهاء الدين، قائلاً: "لم تكن انتخابات من الأصل، بل استفتاء أو مبايعة لفترة ثانية.. مع ذلك، ومع الاختلاف في الرأي، فإن التحية والاحترام واجبان لكل من حاول أن يأخذها مآخذ الجد، وأن يخوض المعركة في ظروف لا تمت للديمقراطية بأي صلة".

من جهته، قال السفير السابق، معصوم مرزوق، متهكماً: "ستكون المنافسة شديدة، خيبهم الله.. يكفي أنه (السيسي) سيكون رئيساً بثلاثة ملايين صوت فقط من بين مئة مليون مصري"، متابعاً: "على الشعب ألا يسمح للمرشح الواحد بالحصول على 5% من الأصوات.. ومصدر أكد لي أن رئيس حزب الوفد، السيد البدوي، قد يتقدم للانتخابات، مقابل بعض التسويات لديونه، وأشياء أخرى".





انسحاب بطعم الفوز

وعلق المرشح الرئاسي الأسبق، ورئيس حزب غد الثورة، أيمن نور، بقوله: "كامل احترامي، ولو كنت فعلت غير هذا، ما كنت أنت خالد علي، الذي أعرفه، وأثق فيه"، مشيراً إلى أنه "انسحاب بطعم الفوز"، وأن انتصار السيسي "بطعم العار".

وعقب الحقوقي جمال عيد: "كما قال خالد علي (أقطاي هو أيبك.. وأيبك هو أقطاي)، ومبروك على السيسي الـ 15 رمز انتخابي له وحده"، مضيفاً "ختام ليوم خالي من الملل: عمرو أديب بيقول لعبد المنعم سعيد: "بس يا دكتور كده السيسي هاينزل مع نفسه؟ ليرد الكاتب: مش أمر غريب.. نيلسون مانديلا ماحدش نزل أمامه في الانتخابات!".

وتابع: "من مقر حملة خالد علي، هناك 18 ألف توكيل، إضافة إلى توكيلات المحافظات التي لم تصل مقر الحملة في القاهرة، والتوكيلات التي سلبها بلطجية، لا علاقة لهم بالحملة من مواطنين في القاهرة والمحافظات.. كان لسه 6 أيام، وحملة خالد علي لم تضبط متلبسة بشراء توكيلات بـ 50 جنيه"، في إشارة إلى السيسي، مختتماً "خالد علي نزع عنهم ورقة التوت".
بينما قال القيادي في الحزب المصري الديمقراطي، أستاذ القانون، محمد نور فرحات: "تحية لخالد علي على الإقدام، وعلى التراجع، الذي لا نوافق عليه، ولكن الستار لم يسدل يعد.. بعد الانتخابات الرئاسية سأبدأ مشاوراتي لتشكيل حزب مدني لكل قوى الثورة المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية.. ومحصن ضد الاختراق".



عنان ليس ساذجاً

إلى ذلك، علق المتحدث باسم حملة عنان، أستاذ العلوم السياسية، حازم حسني، بالقول: "أعتقد أني، وغيري من شيوخ هذا الوطن، قد قمنا بواجبنا بقدر ما تتحمل طاقة البشر، وإن تقاعس منا المتقاعسون.. وسنستمر في القيام بواجبنا هذا، ما بقيت في أعمارنا أيام تسمح لنا بهذا، وليكمل الشباب من بعدنا ما يمكن أن يجدوه يستحق البناء فوقه، مما سنتركه لهم".

وأضاف حسني، في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "بعيداً عن الشامتين، الذين يتناولون الأمور في أطر ذهنية ضيقة، أقدم تقديري للحريصين على إبداء النصائح أحياناً، واللوم أحياناً أخرى.. لكنني أرجو من الجميع إدراك أن ما حدث مع الفريق سامي عنان لم يكن بسبب سذاجته، أو سذاجتنا، لأن للواقع أبعاداً أخرى لا يراها الكثيرون".

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.

المساهمون