"العدالة المنتظرة"... وثائقي حول انتهاكات الكيميائي في سورية

"العدالة المنتظرة"... وثائقي حول انتهاكات الكيميائي في سورية

24 يناير 2018
من وقفة بعد مجزرة الكيميائي بالغوطة عام2013(ديميتار ديلكوف/فرانس برس)
+ الخط -
تحت اسم "العدالة المنتظرة"، أصدر "مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية" فيلماً وثائقياً قصيراً بأربع لغات حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية، من المزمع أن يشارك به في مهرجانات للأفلام الوثائقية على المستوى الدولي. 

ونشر المركز على موقع "يوتيوب" البرومو الترويجي للفيلم، والذي يأتي عقب 5 سنوات على استخدام غازات السارين والكلور والخردل في سورية، وتكليف 11 دولياً للتفتيش والتحقيق، ووجود آلاف المقابلات مع ذوي الضحايا والناجين وعينات من الذخائر ومصادر تصنيعها، إضافةً إلى القرارات الدولية والإحصائيات، موثقة جميعها لدى المركز.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في "مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية- CVDCS" نضال شيخاني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "المركز عمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW لـ 5 سنوات على إنجاز مشاريع وتحقيقات شملت مناطق عديدة قد استُهدفت بالمواد السامة وتوّجت بقرارات دولية مُفرغة من فحواها، أي أنها لم تردع آلة القمع عن استمرار استخدام المواد المحرمة دولياً ولم تكترث بمحاسبتهم، وبالتالي كان لا بد لنا من طرق أبواب أُخرى كالوثائقيات التي من شأنها أن تنقل معاناة ضحايا الأسلحة الكيميائية وذويهم إلى شعوب العالم".

وأضاف "لا يضيع حق وراءه مُطالب. وبالتزامن مع العمل على التوثيق والتحقيقات المستمر حتى يومنا هذا، عمل المركز CVDCS على وضع برنامج يتضمن صناعة الأفلام الوثائقية بلغات مختلفة ومشاركتها في مهرجانات دولية، بالإضافة إلى متابعة ملف حقوق الضحايا في محاكم أوروبية مختصة، بحثاً عن العدالة المنتظرة".

من جانبها، قالت مخرجة الفيلم الفلسطينية ريتا إسحاق، في حديث مع "العربي الجديد": "بدأت فكرة الفيلم بفتح باب جديد لما نراه من انتهاكات بحق الإنسان وجرائم الحروب. ومن منطلقي كإنسانة وصحافية ومخرجة للأفلام الوثائقية عشت تجربة الحروب والألم في غزة المحاصرة كان لي دافع قوي لرصد وتوثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية الشقيقة، والتي عانت قمعا لسنوات وتعاني قمعا آخر تحت مظلة مطالبتهم للحريات".

وتابعت "المشاهد تحرك حجر الصوان، وبالنسبة لي طرقت بابي واستفزتني فطرحت فكرة الفيلم لتتوج أعمال المركز بالتوثيق إلى عمل وثائقي يشيد ويشهر إعلامياُ بالصورة ما يرتكب من مجازر كيميائية في سورية".

ولفتت إلى أن "الرسالة الموجهة هي رسالة دولية، بأن ما يحصل في سورية من جرائم كيميائية، واختزلت في فيلم 12 دقيقة بأن الإدانة الدولية والشجب لا يوقفان المجازر، ورسالة للشعوب أن من يحكم ويدير دولهم باسم حقوق الإنسان يقف متفرجا أمام المجازر الكيميائية في سورية دون دور حقيقي لتجريم ومحاسبة الفاعل".

وأضافت "فوجئت بحجم المواد الموجودة لدى مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية، وسنقوم بعمل سلسلة من الأفلام الوثائقية باسم العدالة المنتظرة، تظهر جوانب أخرى من الحرب الكيميائية في سورية، مثلاً الولادات المشوهة والاختلاجات العصبية التي أصابت الضحايا وتأثير المواد الكيميائية السامة على البيئة".

ورأت أنه "سيكون له أثر على الشارع الغربي والعربي، وأقصد بذلك الشعوب، فمن يلامس القاعدة الشعبية لا بد له أن يهز قمم الهرم. ومن خلال الرأي العام والتحرك يمكننا ملامسة التغيير. وإذا كان صداه لن يصل في هذا الفيلم فإصرارنا على مواصلة تنفيذ الأجزاء الأخرى للفيلم ستطرق كل الأبواب، ولا مفر من العدالة".

يشار إلى أن إسحاق، هي صحافية ومراسلة تلفزيونية فلسطينية من غزة عملت مع العديد من الوسائل الإعلامية في غزة وليبيا ودبي، وأنجزت عدة أفلام وثائقية، منها فيلم "فاطمة" الذي حاز جائزة دولية. كما أخرجت أول عمل سينمائي للمرأة في غزة تحت عنوان "جسد الدرامي". وتقول "طرقت الباب السوري لأن الحلم العربي ليس حكراً على أبناء الشعوب وإنما على كل الشعوب العربية من منطلق مناهضة الظلم والظالم مهما كان".



المساهمون