التغطية الإعلامية لاحتجاجات تونس... غضب وتساؤلات

ويرفض الناشطون في "الجبهة الشعبية" هذه الاتهامات. وكتب عبد العزيز الورفلي: "اتهام الشاهد "الجبهة الشعبية" بتأجيج الاحتجاجات هو هروب إلى الأمام وتنصل من مسؤوليته في ما يحدث الآن من تبعات خياراته".

وركّز بعضهم الآخر من التونسيين على التغطية الإعلامية للاحتجاجات والحيرة في توصيفها.

وكتبت الإعلامية سميرة الساعي: "سؤال مهني بحت: ها التحرّكات الليليّة اللي قاعدة تصيرآش نسمّيوها (ماذا نسميها)؟ برشة (الكثير) مصطلحات حتى على مستوى المؤسسة الإعلامية الواحدة! احتجاجات؟ أنا شخصياً تبنّيت (أعمال عنف وشغب)".

أما أستاذ الإعلام صلاح الدين الدريدي، فاستغرب من تغطية وكالة الأنباء الرسمية (وكالة تونس أفريقيا للأنباء) للأحداث. وعلّق قائلاً: "فتحت الآن موقع وكالة تونس أفريقيا للأنباء لمتابعة أخبار الاحتجاجات فوجدت برقيتين فقط تم بثهما مع الساعة الحادية عشرة ليلاً وتتعلقان بالوضع في سيدي بوزيد وباجة وهو على ما يبدو آخر ما بثته الوكالة التي من المفترض أن تتواصل خدماتها على مدار الساعة. أما المصدر المعتمد فهو أمني بما يعني أن المحرر لم يكلف نفسه عناء التحول على عين المكان واقتصر على التدوين. البلاد تشتعل والوكالة تقتصر على برقيتين يتيمتين تبثهما قبل الإسراع إلى (تصكير الحانوت (غلق الوكالة) ودون توظيف باقي أشكال الكتابة الوكالاتية الأخرى".

ورأى إعلاميون آخرون، ومنهم هادي يحمد، أن من واجب الصحافي تبني مطالب الفئات الاجتماعية الضعيفة دون حياد في ذلك. وكتب: "المطلب الحقيقي موش (ليس) إعلان حظر التجول والتضييق على الناس في حرياتها. المطلب الحقيقي هو التراجع على كل الزيادات في الأسعار وحزمة الإجراءات الضريبية المرهقة للمهمّشين والفقراء. إعلامي لا يتبنى الحقوق الاجتماعية للطبقات المهمشة ولا يدافع عن حق كل المواطنين في العيش بكرامة ولا يقدس الحريات العامة والخاصة ليس إلا (كلب حراسة) للآخرين".

ووُجّهت تلك التهمة للتلفزيون الرسمي التونسي الذي استضاف ناشطاً في حملة "فاش نستناو" وقام بمحاكمته على الهواء مباشرة، وهو ما أثار غضب كثيرين على مقدم البرنامج شاكر بالشيخ. وعلّق عصام هاني: "شاكر بالشيخ صحافي مذيع يقبض أجرته من المال العام.. حتى إعلام بن علي لم ينزل لهذا المستوى".