فيديو استفزازي يستعرض زيارة حفتر لتونس مع قوات عسكرية

فيديو استفزازي يستعرض زيارة حفتر لتونس مع قوات عسكرية

22 سبتمبر 2017
حفتر يحاول تقليد القذافي (نيكيتا شفيتسوف/ الأناضول)
+ الخط -
مباشرة إثر عودته إلى ليبيا، نشر المكتب الإعلامي للقوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، شريط فيديو استفزازيا حول الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى تونس، والتقى خلالها رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي.

ويظهر الشريط أن حفتر حل بتونس مدججا بقوات عسكرية خاصة وبعدد من السيارات المصفحة التي تم تحويلها على متن الطائرة التي أقلته إلى تونس، وجاء فيه قيام المجموعة المسلحة بترديد بعض الأناشيد العسكرية وكأنها في ميدان قتال أو تقوم بتدريبات عسكرية.

غير أن التدقيق في الشريط المذكور، المنشور على "يوتيوب"، يظهر أن هذه القوات لم تنزل مع حفتر من الطائرة التي توقفت في الجناح الرئاسي حيث كان في استقباله مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي، وأنها ربما رافقته أثناء خروجه من القصر الرئاسي.



وأيا يكن شكل الاتفاق الأمني بين الأمن الرئاسي التونسي ومرافقي حفتر، فإن الفيديو اعتبر مثيرا للاستفزاز خصوصا أن تونس تؤمن زيارات ضيوفها الرسميين من دون أدنى إشكال ولا يسمح إلا بمرافقة لصيقة من البلد الزائر، ولم يفهم مغزى نشر الفيديو بعد الزيارة إلا أنه للتأكيد ربما على الجانب الاستعراضي الذي يُعرف به حفتر.

الفيديو أثار عدداً من التعليقات، كان أبرزها ما ذهب إليه مدير ديوان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، عدنان منصر، الذي كتب على صفحته على "فيسبوك" أن "الاستعراض العسكري" الذي قام به حفتر في زيارته لقايد السبسي في الجناح الرئاسي بمطار قرطاج: إنتاج إعلامي محترف يحمل عدة رسائل.

وتابع: "بدا لي الاستعراض إماراتيا مصريا بالدرجة الأولى. وهذه أولى الرسائل. أعلم أنه منذ زيارة الراحل صدام حسين لتونس لم يتجرأ أي ضيف رسمي على القدوم بمثل هذه القوات كمرافقة أثناء زيارة رسمية لبلادنا. ما لا يعلمه كثيرون هو أن لبلادنا وبخاصة لجهاز الأمن الرئاسي تقاليد في هذا الشأن، وهي أن الضيف يترك نفسه في حماية الأمن الرئاسي ما عدا حماية لصيقة محدودة العدد. عكس ذلك تماما هو ما وقع، حيث استعمل حفتر سيارات كشف المتفجرات التي جاء بها على متن طائرته، وسيارات مرافقة أخرى دخلت حتى ساحة القصر، باعتبار أن التصوير كان يتم منها".

وأضاف: "هذه فضيحة حقيقية لرئاسة الجمهورية، وتجاوز للأعراف ليس له أي مبرر، وخرق لتقاليد الأمن الرئاسي، وهو ما لم يتم حتى بمناسبة زيارة (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة) هيلاري كلينتون لقصر قرطاج في 2013، حيث طُلب من الأمن الرئاسي تطبيق ما تعود تطبيقه، ودون أية استثناءات".


وللتذكير، فإن العقيد الليبي المطاح به، معمر القذافي، كان أيضا يزور تونس مع عشرات وربما مئات المرافقين والحراس الشخصيين خصوصا من النساء، وكان يحيط نفسه بهالة كبيرة وشروط عديدة غير معتادة لكل الدول التي يزورها، وآخرها باريس عندما نصب خيمته بالـ"إليزيه".

ويربط كثيرون بين شخصيتي القذافي وحفتر، ويرى ليبيون أن الأخير يحاول أن يتشبه بالقذافي، وتقليده بشكل واضح، ويتبيّن أن تونس قد تكون استجابت لبعض نواحي هذه الشخصية، ووضعت بروتوكولاً يصور حفتر وكأنه رئيس فعلي لدولة، وهو ما يبدو أنه أرضاه في الظاهر، ولكن هل ينفع كل هذا في تحويل مواقفه والوصول أخيراً إلى تفاهمات ليبية ليبية كما تريدها تونس من دون إقصاء لأي طرف؟



المساهمون