اليمين المتطرف يصعّد هجومه ضد عمالقة التكنولوجيا

اليمين المتطرف يصعّد هجومه ضد عمالقة شركات التكنولوجيا في "وادي السيليكون"

17 سبتمبر 2017
من التظاهرات المنددة بالعنصرية بعد أحداث تشارلوتسفيل (ستيفن ماتورن)
+ الخط -
تخوض شركات التكنولوجيا العملاقة في "وادي السيليكون" صراعاً ضد شركات تكنولوجية ذات ميول يمينية متطرفة، ووصل الخلاف أخيراً إلى قاعة المحكمة.

وتركز الشركات الكبرى، مثل "غوغل" و"فيسبوك"، في الفترة الأخيرة على استهداف المستخدمين أصحاب الخطاب اليميني المتطرف على منصاتها، وخاصة بعد أحداث مدينة تشارلوتسفيل العنيفة في ولاية فرجينيا الأميركية في أغسطس/آب الماضي، مما أدى إلى إغلاق سلسلة من الحسابات والصفحات.

وبعد أن انحصرت هذه الخلافات بقرارات تقنية اتخذتها هذه الشركات، انتقل إلى قاعة المحكمة. إذ اتهم موقع التواصل Gab شركة "غوغل" بانتهاك القوانين الاتحادية لمكافحة الاحتكار، بعدما أزاح عملاق التكنولوجيا الموقع من "متجر غوغل بلاي".

وزعم "غاب" في الدعوى المرفوعة، الخميس، أن "غوغل تحرم المنافسين، على أساس تمييزي، من إمكانية النفاذ إلى متجر التطبيقات App Store الذي يعد مرفقاً أو مورداً أساسياً". وقال الرئيس التنفيذي لـ "غاب"، أندرو توربا، إن "غوغل تشكل التهديد الأكبر لتدفق المعلومات بحرية"، وأضاف "بدأت غاب بالمكافحة ضد شركات التكنولوجيا الضخمة في السوق، وأجبرنا سلوكها الاحتكاري على نقل المعركة إلى قاعة المحكمة"، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وكانت "غوغل" قد حظرت الموقع من متجر التطبيقات، الشهر الماضي، على خلية انتهاك سياساتها التي تمنع خطاب الكراهية. وتحول مؤسس موقع "ذا دايلي ستورمر" التابع للنازيين، أندرو أنغلن، إلى مستخدم نشط على "غاب"، بعدما رفضت شركات عدة تشغيل موقعه. كما جذب "غاب" عدداً من الشخصيات اليمينية المثيرة للجدل، مثل ميلو يانوبولوس (صحافي متطرف عمل سابقاً في موقع بريتبارت) وأندرو "وييف" أورنهَيمر.

بدورها، أصدرت "غوغل" بياناً اعتبرت فيه أن الدعوى القضائية "لا أساس لها"، وأكدت أنها ستدافع عن قرارها في المحكمة. وشددت الشركة على أن "المواقع الراغبة بالظهور في متجر التطبيقات عليها أن تثبت مستوى كافيا من الاعتدال، وخاصة إزاء المحتوى المحرض على الكراهية وتشجيع العنف".

وبدأ موقع "فيسبوك" في الفترة نفسها بحظر حسابات تابعة لليمين المتطرف والنازيين الجدد، وتحديداً المعلقين على موقع "دايلي ستورمر"، واتبع موقع "تويتر" النهج نفسه. لكن كان لافتاً تحول المستخدمين من اليمين المتطرف إلى شبكة "في كاي" VK الاجتماعية والأكثر شعبية في روسيا.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، في أغسطس/آب الماضي، بأن القوميين البيض والناشطين اليمينيين في الدول الغربية بدأوا بالانضمام إلى شبكة VK بأعداد متزايدة، حيث لا يواجهون رقابة على خطابهم، مثل مواقع أخرى كـ "فيسبوك".

وأوضحت الصحيفة أنها وجدت 9 مجموعات افتراضية على الموقع الروسي تابعة لمنظمات النازيين الجدد والقوميين البيض والعنصريين، وأعضاءها من الأميركيين، بالإضافة إلى 50 مجموعة أخرى تابعة لمنظمة "كو كلوكس كلان" اليمينية، والعديد منها يديرها روس.

ووفقاً للموقع الإخباري "ميدوزا"، فإن أكثر من مائة مجموعة قومية على شبكة VK تضم آلافاً أعضاء من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والسويد ودول غربية أخرى. وأفاد أحد المستخدمين من اليمين المتطرف بأن الانتقال من "فيسبوك" إلى VK تحوّل إلى "موضة" بين القوميين، في محاولة لتجنب الرقابة على مواقع التواصل الأخرى.

وصرّح بأنه أنشأ مجموعتين على الشبكة تضمان 550 عضواً إلى الآن، واشتكى من أنه "ليس بإمكانه كتابة منشور عن أدولف هتلر على فيسبوك". بدوره، أفاد متحدث باسم الشبكة الاجتماعية الروسية بأن "VK تعارض الدعوات إلى العنف والكراهية وتحذف المواد المماثلة".

يشار إلى أن السلطات الروسية تطارد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وتسجن الكثيرين منهم، متذرعة بقانون فضفاض ضد التطرف، لكن معظم الملاحقين أُدينوا لانتقادهم التدخل الروسي في أوكرانيا. ويرجح ألا تقدر السلطات الروسية على استدعاء مستخدمين أميركيين للمحاكمة على التهم نفسها.

يذكر أن وجود المجموعات الأميركيّة المعارضة للهجرة والصواب السياسي، مثل النازيين الجدد والقوميين البيض، شهد نمواً كبيراً على شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة.

وأشارت دراسة نشرتها جامعة "جورج واشنطن" الأميركية، في سبتمبر/أيلول عام 2016، إلى أنّ "الحركات المتطرفة والمتعصبة للعرق الأبيض جذبت 22 ألف متابع على موقع تويتر منذ عام 2012، أي بارتفاع بنسبة 600 في المائة"، بالإضافة إلى أن متابعي هذه المجموعات تداولوا اسم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والمواضيع المتعلقة به "أكثر من أي موضوع آخر".

المساهمون