"تقبرني يا حبي"... مأساة اللجوء السوري في لعبة فيديو

"تقبرني يا حبي"... مأساة اللجوء السوري في لعبة فيديو

09 اغسطس 2017
(توصيف مصطفى/فرانس برس)
+ الخط -
استلهم كثيرون من الثورة السوريّة والبيئة الغنيّة بالفنّ في العديد من أعمالهم الفنية في مختلف أنحاء العالم، فأنتجت العديد من العروض المسرحية والأفلام السينمائية والمعارض التشكيلية، إضافةً إلى الروايات والقصص والنصوص الأدبية، التي وجدت في الواقع السوري فضاءً خصباً؛ فكانت تلك الفنون انعكاساً للمأساة الإنسانية التي يعايشها السوريون، في الداخل والخارج، بشكل يومي.

ولم يقتصر حضور البيئة السورية المعاصرة، وقصص الحرب واللجوء، على الأعمال الفنية والأدبية فقط. بل إنها جذبت أيضاً العديد من صناع ألعاب الفيديو، فطرحوا ألعاباً جديدة. ولكنّ معظمها كانت ضعيفة من الناحية التقنية، وتعتمد في تسويقها على مكانة الأحداث السوريّة في الصحف العالمية، من دون أن تتّسم معظم هذه الألعاب بالجدة أو الابتكار؛ لا بل إنّ بعض سلاسل ألعاب الفيديو، التي عانت في الأعوام الأخيرة من تراجع شعبيتها، لجأت إلى البيئة السوريّة لعلها تعيدها إلى الواجهة من جديد. فعلى سبيل المثال، فإن أحداث لعبة "تومب رايدر 2016" تدور داخل سورية نفسها.

وإذا ما حاولنا أن نفسّر سبب اهتمام العديد من مطوري ألعاب الفيديو في الآونة الأخيرة، بإدراج القضية السوريّة ضمن ألعابهم، فإن السبب يعود إلى أمرين: فإما أن يكون الهدف تجاريا، فتدرّ اللعبة أرباحاً هائلة بسبب مركزية القضية السورية في الإعلام العالمي؛ أو أن يكون السبب سياسياً، كما هو الحال في لعبة "وحدة النمر". ولكنّ الصحافي ومطور الألعاب الفرنسي، فلورنت ماروين، الذي صمم لعبة فيديو جديدة، تستمد أحداثها من حكايات اللاجئين السوريين، يرى أنّ لعبته "تقبرني يا حبي" هدفها إنساني بحت، وأنها موجّهة للأوروبيين، لتجعلهم يشعرون بمأساة اللاجئين السوريين.

واللعبة التي صممها ماروين، والتي ستصدر الشهر المقبل، هي عبارة عن لعبة على الموبايل، من نمط "ألعاب التعاطف". فيقوم اللاعب باستخدام شخصية اللاجئ السوري "ماجد" لمساعدة زوجته "نور" للّحاق به إلى أوروبا، من خلال الرد على رسائلها، التي تتحكّم بتوقيتها اللعبة، وليس اللاعب. وبحسب ما أكد ماروين، فإنّ هذا الخيار جاء ليلائم سوء شبكة الإنترنت داخل سورية، فهو سيساعد الأوروبيين على إدراك شعور اللاجئين السوريين بشكل أفضل.
ومن خلال التعليمات التي يوجهها "ماجد" لـ"نور"، فإنّ مستخدم اللعبة سيودي بنور إلى "الخلاص في أوروبا أو التهلكة بالبحر أو البقاء في سورية أو حتى في إحدى دول الجوار"؛ وهذه النصائح ستودي بنور إلى أحد السيناريوهات التسعة، التي استمدها ماروين من حكايات سوريين في الواقع، تواصل معهم بنفسه، وحصل على موافقتهم لتحويل مأساتهم للعبة فيديو! وبناءً على ذلك، تفاخر ماروين عبر تصريحاته، بأنّ هذه اللعبة ستكون أول لعبة تجمع بين العمل الصحافي وألعاب الفيديو والتسلية.
ولكن يبقى السؤال الأبرز أين تكمن التسلية في هذه اللعبة؟ وكيف سيستمتع الناس بلعبة تستغلّ مأساة اللاجئين بشكلٍ من الأشكال، ويقتصر نشاط اللاعب فيها على إرسال رسائل لشخصيات متخيلة على تطبيق خاص، أشبه بتطبيق "واتساب"؟ والأهم من هذا كلّه، ماذا تقدّم تلك اللعبة للاجئين أصلاً؟