"المكتب"... جريدة حائط للنظام السوري

"المكتب"... جريدة حائط للنظام السوري

02 اغسطس 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
تم افتتاح جريدة "المكتب" في وسط العاصمة السورية دمشق، يوم السبت الماضي، والتي تعتبر الجريدة السورية الأولى من نوعها، فهي جريدة حائط ضخمة، تبلغ مساحتها الإجمالية 2000 متر مربع، وتحتل موقعاً حيوياً في العاصمة السورية، فهي تمتد على جدران فندق "سميراميس" الواقع في مركز المدينة، في شارع "شكري القوتلي" الممتد بين جسر الرئيس وشارع الثورة.

ورافق الحدث الإعلامي مجموعة من التصريحات المثيرة، حيث صرح مهند الحايك للوكالة السورية للأنباء "سانا"، أن مشروع الجريدة التي ستمتد على واجهات فندق "سميراميس" هو الأول من نوعه في العالم، وأن المشروع يحمل دلالات مهمة وكبيرة على الفكر الخلاق وروح الابتكار لدى السوريين، فالجريدة تمثل وسيلة إعلامية وتوعوية عامة، كما أنها تهدف لإعطاء حيز أكبر للإعلانات والخدمات، حيث ستتيح الجريدة الجديدة مساحة كبيرة للإعلان عن منتجات عديدة من خلال صور ضخمة ترافقها عبارات للإعلان عن المنتجات الاستهلاكية.

وعن طبيعة الجريدة، أكد الحايك، أنها جريدة فصلية، تصدر كل ثلاثة أشهر، وأنها مصنعة من مادة "الفليكس" المستخدمة عادةً في الإعلانات الطرقية.

وفي الوقت الذي يتفاخر فيه الإعلام السوري بإنجازاته الإعلامية، وتدعي الصحف السورية، أن الإنجاز الإعلامي الجديد دخل موسوعة "غينيس"، فإن التقارير الأخيرة المتخصصة بحرية الصحافة، والتي تجريها منظمة "مراسلون بلا حدود" سنوياً، تؤكد أن سورية لا تزال موجودة في القائمة السوداء، وأنها تحتل المركز 177 من حيث حرية الصحافة، وأنها أكثر دولة لجرائم القتل والاختطاف منذ أن بدأت الحرب السورية.

فما أهمية إطلاق أكبر جريدة في العالم من حيث المساحة؟ وما أهمية دخول إعلام النظام السوري في موسوعة "غينيس" من خلال الجرائد الضخمة والبرامج التلفزيونية والإذاعية الطويلة؟ في حين أن الصحافيين السوريين يعانون من خطر الاعتقال التعسفي أو الاختطاف أو الموت داخل سورية. ونسبة كبيرة من الصحافيين السوريين يلجؤون إلى دول الجوار وإلى أوروبا للاستمرار بعملهم! فإنجاز الإعلام السوري الجديد هو كباقي إنجازاته السابقة، هو إنجاز شكلي يفتقد للمضمون، وكأن النظام وإعلامه لا يزالان يحاولان أن يثبتا للعالم أن سورية بخير، عن طريق كافة الوسائل المتاحة، متجاهلاً التقارير الإعلامية العالمية المختصة بحرية الصحافة وأوضاع الصحافة في سورية.




المساهمون