موريتانيّون محبطون بعد إقرار تعديل الدستور

موريتانيّون محبطون بعد إقرار تعديل الدستور

16 اغسطس 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
تباينت ردود فعل الموريتانيين بعد إقرار المجلس الدستوري لنتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ورفض الطعون المقدمة ضده "لعدم استنادها إلى أدلة مقنعة". وبدت الأغلبية ناقمة على إقرار نتائج الاستفتاء وإعلان الحكومة أن مجلس الشيوخ أصبح جزءًا من الماضي، فيما عبّر البعض عن غبطته وسروره بـ "الجمهورية الثالثة"، في إشارة إلى احتمال ترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمرة الثالثة. كما أعلنوا دعمهم لدخول التعديلات حيز التنفيذ بعد إقرار المجلس الدستوري لنتائج الاستفتاء وتوقيع الرئيس عليها.


وكتب المدون والصحافي عبد الله ولد سيديا على صفحته بموقع فيسبوك "يوم حزين، اليوم يعلن المجلس الدستوري للموريتانيين أنه صادق على نتائج استفتاء "الأموات" قبل الأحياء وأنه يقبل ويزكي تغيير العلم والنشيد وإسقاط مجلس الشيوخ من دستور الجمهورية والحياة السياسية الموريتانية. اليوم بلا ريب يوم فارق وحزين في تاريخ هذه الجمهورية اليافعة التي لم تكمل بعد عقدها السادس، وهي تكفكف الدمع حزنا على علمها الذي شوهوا بالحمرة خضرته واستباحو ألوانه بحجج واهية.

طبعا لا يقيمون وزنا للكم الهائل من الشهداء الذين سقطوا عند سارية ذلك العلم دفاعا عن تلك الألوان التي سيطويها النسيان، لم يعد هناك معنى لتذكر تضحيات أولئك الأبطال مادام تغيير علمهم يمكن أن يتم بهذه السهولة من رفاق سلاح لم يخوضوا معركة واحدة في حياتهم. اليوم تستخرج رسميا شهادة وفاة لنشيد التوحيد "كن للإله ناصرا وأنكر المناكرا" بحجة أنه لا يتناغم مع حماس المؤسسين الجدد "للجمهورية الثالثة".

وأضاف "سنحاول أن نكون ديمقراطيين وحداثيين منفتحين يقبلون الهزيمة حتى وإن كانت بسلاح التزوير وليس الانتخاب، وسنقبل معكم نتيجة تعلمون علم اليقين أنها لا تعكس إرادة شعب مغلوب على أمره، سنبتلع بمرارة هذه الهزيمة ونسلم معكم بقدرنا، بل وسنتظاهر باحترام علمكم المشوه وندعي الطرب لنشيدكم المبتور، لكن هل سيغير كل هذا من الواقع المرير لهذا الشعب الفقير حد البؤس؟".



وقال المدون موسى دجاكيتيه "علمهم ليس علمي ونشيدهم لا يمثلني... هذا فقط هو علمي. ونشيدي فقط هو تلك الكلمات التي وردت عن قطب زمانه باب ولد الشيخ سيديا، أما الجمهورية الثالثة فإلى مزبلة التاريخ... لا تهمني وليست في حمضي النووي فالجمهوريات لا تقام مع الجهل والتملق والنهب والرشوة. لا بد للجمهوريات من رجال سياسيين ومثقفين ومحنكين سياسيا. ليس كل من قام يمكنه القيام بالجمهورية".


وكتب الناشط محمد ميدو على صفحته "وداعا أيها العلم الغالي، لقد صبرت معنا ستا وخمسين سنة وسبعة أشهر وستة عشرة يوما وست عشرة ساعة... فلترقد في سلام. أتيت بما عليك وزدت. كم سيصبر معنا العلم الجديد؟".

وعبّر المدون والكاتب محمّد فال ولد بلاّل عن استغرابه من سعي المدونين إلى إقناع الناس بأنّ الرئيس ولد عبد العزيز لن يغادر السلطة بعد انتهاء ولايته، معتبراً أنّهم لو أنفقوا نصف ذلك الجهد في إقناع الناس في المدن والأرياف أنّه انتهى ومُنتَه ومُغادرٌ لا محالة عام 2019، لكان ذلك أفضل.

وكتب "المهم، الآن وبعد أن قاطعت المعارضة الاستفتاء وتركت النظام يعبث بالصناديق كما يشاء، فليس أمامها سوى مواصلة الضغط والرّفض والتعبئة ضد النتائج المترتّبة عليه؛ ولكنها في الوقت ذاته مطالبة بفتح آفاق نضاليّة جديدة، ومن ضمنها التحرّك والبحث عن أفضل طريقة ممكنة لتنظيم انتخابات برلمانيّة سابقة لأوانها، والبدء من الآن في الإعداد والاستعداد للفوز بها وبالانتخابات الرئاسيّة من بعدها. أعتقد أنّ ذلك أجدى وأسلم من الجلوس والتكذيب والتفنيد والانتظار. موريتانيا اليوم على مشارف مرحلة جديدة وصعبة من حياتها السياسية، ومن حقّها أنْ تتطلّع إلى الخروج منها بسلام وأمان".


وعبّر المدون بمبا الشيخ عن غبطته وسروره من إقرار التعديلات الدستورية ونشر على صفحته خبر توقيع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك بعيد إقرارها من طرف المجلس الدستوري "... ألف مبرووك للشعب الموريتاني".

كما عبّر بياده ولد سيدي عن سعادته باقرار التعديلات الدستورية وقال "مبروك للشعب الموريتاني تجاوز مرحلة والدخول في أخرى؛ فالجمود موت كما يقولون، ومبروك لنا تجاوز مرحلة عمرية إلى أخرى".

وفي المقابل قال المدون محمد الأمين سيدي مولود إنه كان يتوقع إقرار التعديلات الدستورية من قبل المجلس الدستوري "لا أظن أنه يوجد أي شخص كان يعول جديا على المجلس الدستوري؛ فهيئة تشيد بالانقلابات في سيرة شخص يفترض أنه رئيس منتخب، في حفل تنصيبه؛ ويقودها وزير تعليم معاوية أيام تسريب الباكالوريا؛ ويزكيها عزيز... من الصعب أن تملك ذرة من الشجاعة والمصداقية تخولها رفض التزوير الوبائي الأخير".

وكتبت منى عبد الفتاح على صفحتها "المعضلة الآن ان الرئيس والبرلمان (منتخبون) بصلاحيات الدستور القديم وسيمنحهم الدستور المعدَل صلاحيات جديدة لم يفوضها لهم الناخبون أصلا مما يحتم على الرئيس حل البرلمان والاستقالة و دعوة الناخبين لانتخابات سابقة لأوانها تكون بداية المأمورية الثالثة.. قصدي الجمهورية الثالثة".

وعبّر أحمد محمود سيدي حامدينو عن سخريته من تغيير العلم وكتب "الفوج الأول من الحجاج يغادر بهذا العلم (القديم) والفوج الثاني بعلم جديد..".


ورأى المدون محمد سعدنا ولد طالب أن على الأحزاب السياسية تغيير سياستها وكتب "ستكون بعض أحزب المعارضة (ذات الحضور الشعبي) أمام خيارات صعبة فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية التي ستجري عقب إقرار التعديلات الدستورية، وسيكون التعامل مع هذا الأمر مشيا على خيط مشدود بين مبادئ تنتصر للرفض وعدم المشاركة، وواقع سياسي معقد يكره سياسة المقعد الفارغ".


المساهمون