إعلاميات تونس يسعين إلى المساواة: وقائع وتحديات

إعلاميات تونس يسعين إلى المساواة: وقائع وتحديات

13 اغسطس 2017
الإعلاميات مهمشات في الأدوار القيادية (كيم بدوي/Getty)
+ الخط -
بعد مرور واحد وستين عاماً على صدور مجلة الأحوال الشخصية، لا تزال النساء التونسيات يعتبرن أنهن لم يتمكن من الحصول على حقوقهن كاملة، وخاصة في المجال الإعلامي في البلاد، إذ تحضر المرأة التونسية بشكل بارز في القطاعات المهنية كافة، وقطاع الإعلام خاصة.

وأفادت العضوة في المكتب التنفيذي التابع لـ "النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين" والمكلفة بالملف الاجتماعي، فوزية الغيلوفي، بأن "المرأة العاملة في القطاع الإعلامي تتفوق عدداً على الرجل في القطاع نفسه، إذ تتجاوز نسبة الإعلاميات التونسيات الخمسين في المائة من إجمالي العاملين في حقل الإعلام التونسي"، في حديثها لـ "العربي الجديد".

وتحضر المرأة في القطاعات الإعلامية على مختلف أنواعها، بدءاً بالتلفزيون والراديو وصولاً إلى الصحافة الورقية والإلكترونية، كما تبرز في قاعات التحرير والتغطيات الصحافية الميدانية، ولا تتراجع عن التغطية في المناطق غير الآمنة ومناطق الحروب والنزاعات.

في المقابل، أشارت الغيلوفي إلى أن المرأة التونسية الإعلامية "تغيب في المناصب القيادية، إذ لا تتجاوز نسبة النساء اللواتي يتولين مناصب قيادية في قاعات التحرير الـ 15 في المائة من إجمالي هذه المناصب، ما لا يعكس مساهمتها الفعلية في الإنتاج الإعلامي التونسي".

هذه النسبة الضعيفة لحضور المرأة في المناصب القيادية أرجعتها الغيلوفي إلى "نظرة دونية للمرأة التونسية رغم تراكم مكاسبها وإثبات جدارتها في العمل الإعلامي الميداني أو في قاعات التحرير، إذ لا يزال البعض يرى أن المناصب القيادية حكر على الرجل الإعلامي، وهذا أمر يستدعي العمل عليه من قبل الهياكل النقابية، لتمكين المرأة التونسية من الحضور في المناصب القيادية بشكل يتوافق وحجم حضورها في القطاع الإعلامي ككل".

جيهان الخوني واحدة من القيادات الإعلامية الشابة في تونس، إذ تتولى إدارة "إذاعة الشباب" الرسمية، وترى أيضاً أن "حضور المرأة التونسية في المناصب القيادية لا يزال ضعيفاً رغم أنها أثبتت قدرتها وجدارتها بتولي هذه المناصب كلما دعيت إليها".

وأضافت الخوني أن "المرأة العاملة في القطاع الإعلامي تتعرض لصعوبات كبرى، لعل أهمها العمل على النجاح في التوفيق بين مهامها الإعلامية ومهامها العائلية، أمام الغياب شبه التام للرجل في هذا المجال وتحملها العبء الأكبر".

واعتبرت الخوني، في حديثها لـ "العربي الجديد"، أن "الأمل معقود على تمكين المرأة كي تتبوأ المكانة التي تليق بها في مجالس التحرير وفي المناصب القيادية الأخرى، لترجمة حضورها الفعلي في المجال الإعلامي في تونس".

يذكر أن القيادات النسائية في المجال الإعلامي في تونس تسجل حضوراً في الإعلام الرسمي أكثر من الإعلام الخاص، إذ تتولى إعلامية منصب مديرة "القناة الثانية" التابعة للتلفزيون التونسي الرسمي، وتتولى نساء عديدات مناصب قيادية داخل التلفزيون التونسي. كما تشرف مديرتان على محطتين إذاعيتين رسميتين، بالإضافة إلى رئيستي تحرير أخبار.

في المقابل، لا يزال دور المرأة القيادي محدودا في المؤسسات الإعلامية الخاصة في البلاد، وتقتصر على رئيسة تحرير إحدى الصحف المحلية ومديرتين في إذاعتين خاصتين، لكن الجمعيات النسائية و"النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين" تسعى نحو تعزيز دور المرأة القيادي، ويذهب البعض إلى المطالبة بالمناصفة الفعلية في المناصب القيادية بين النساء والرجال، في محاولة لمحاكاة الوضع في القوائم الانتخابية في البلاد، حيث يفرض القانون التونسي مناصفة تامة بين الجنسين.

يذكر أن "جمعية النساء الديمقراطيات" نظمت بالتعاون مع "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا)، ندوة عنوانها "حقوق الإنسان للنساء والتعاطي الإعلامي مع العنف الجنسوي في تونس"، في ديمسبر/كانون الأول الماضي.

واستعرضت صعوبة واقع المرأة التونسية العاملة في مجال الإعلام، بالإضافة إلى الصورة النمطية السلبية التي تسوّق عنها إعلامياً. وعرضت عضوة في "الهايكا"، راضية السعيدي، معطيات صادمة، إذ رصدت خطاب الكراهية ضدّ المرأة في البرامج التفاعلية بنسبة 36 في المائة، و20 في المائة في البرامج الترفيهية والإخبارية.

ولا يتجاوز حضور المرأة في البرامج التلفزيونية والإذاعية لمناقشة قضايا الشأن العام الـ 11 في المئة، مقابل حضور الرجل بنسبة 89 في المائة. كما لا تحضر المرأة التونسية بصفتها خبيرة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، إلا بنسبة واحد في المائة.