تيجان كاراش والكابوس: هكذا أجبروني على قراءة بيان الانقلاب

تيجان كاراش تستعيد ليلة الكابوس: هكذا أجبروني على قراءة بيان الانقلاب

15 يوليو 2017
تيجان كاراش (فيسبوك)
+ الخط -
في الخامس عشر من تموز/ يوليو 2016، أدرك الانقلابيون في تركيا أن أحد أسس نجاح أي انقلاب هو السيطرة على الإعلام. ولا تزال التجربة المصرية ماثلة أمامهم، حيث قام نظام الانقلاب برئاسة عبد الفتاح السيسي ليلة الثالث من يوليو 2013 بمداهمة عدد من مكاتب القنوات ووقف بثها إلى جانب مصادرة معدات لمكاتب إنتاج تتعامل مع وسائل إعلام أجنبية. هكذا دخلت قوات من الانقلابيين الأتراك في تلك الليلة إلى مقر قناة "تي آر تي trt" التركية وهددت موظفيها وأجبرت الإعلامية تيجان كاراش على إذاعة بيان الانقلاب. رغم لحظة الرعب الكبيرة التي عاشتها كاراش وتحدّثت عنها لاحقاً، إلا أن تلك الليلة أكسبتها شهرة عالمية.

بيان الرعب

بلهجة خائفة ونظرات فيها قلق ورعب أذاعت كاراش البيان الذي قالت فيه عناصر الانقلاب إنها "تولت السلطة من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان"، وأن "جميع العلاقات الخارجية الحالية للبلاد ستستمر"، وأنهم "من مجموعة ضباط وليس من القيادة" إلى جانب "ضمانهم الأمن والاطمئنان والرفاه للشعب التركي... والقضاء على العوائق الفعلية التي تقف في وجه الحريات ودولة القانون... والحفاظ على الشعب والدولة وضمان الوحدة المطلقة... وإعادة كسب المكانة الدولية التي خسرتها الدولة... القضاء على التهديدات التي تواجه الجمهورية".. لكن سرعان ما تبيّن أن المحاولة لم تنجح وأن ظهور الرئيس رجب طيب أردوغان على شاشة "سي أن أن تورك" ودعوته الأتراك للنزول إلى الشارع، قد أتى بثماره. هكذا توقف بثّ قناة "تي آر تي" التركية، لتعود بعد يوم.




حقيقة تلك الليلة

مع عودة بث القناة، كشفت تيجان كاراش أنّ "أربعة جنود فرضوا علينا قراءة البيان"، مشيرةً أمام حشد من المواطنين ووسائل الإعلام، إلى أنّه لم يكن أمامها من خيار "سوى أن تقرأه". وأضافت "ولكن الآن انتهى هذا الكابوس. قاموا بتهديدنا بالسلاح وفرضوا علينا قراءة البيان، وكل من يشاهدنا ويعرفنا يدرك التزامنا بالشرعية والديمقراطية، ونشكر كل من جاء إلى هنا لمساعدتنا". يومها حضر عدد من المواطنين إلى مقرّ القناة، وسط تهليل من العاملين فيها، الذين أكّدوا أنهم احتُجزوا كرهائن، بالتزامن مع تأكيد فشل المحاولة الانقلابيّة.
هكذا تحولت تيجان كاراش إلى نجمة في تركيا وفي العالم، وتنقلت في أكثر من منبر لتتحدّث عن تلك التجربة. وروت في أكثر من مناسبة بالتفاصيل ما الذي حدث في أروقة القناة التركية الرسمية ليلة محاولة الانقلاب، فقالت إن أربعة عسكريين دخلوا بالقوة استديو البث وقاموا باحتجازها لأكثر من نصف ساعة. وبعد التهويل والتهديد، أجبروها على تلاوة بيان الانقلاب وهم شاهرون لأسلحتهم في وجهها ووجه فريق العمل. لكن مع ظهور الرئيس أردوغان ورسالته التي وجهها للأتراك، بدأ الموطنون بالتوافد إلى مقر المحطة بكثافة، وهو ما أجبر عناصر الجيش المشاركين بالانقلاب على مغادرة المحطة.

كابوس الصحافيين

ومع الذكرى الأولى للانقلاب، لا تزال كاراش تتحدّث عن تجربتها في تلك الليلة باعتبارها مثلاً لما تعرض له الإعلاميون والصحافيون في تلك الليلة "الجميع يعرف مواقفي السياسية من خلال برامجي ومقابلاتي، لكن تحت تهديد السلاح اضطررت لقراءة هذا البيان"، البيان نفسه الذي عادت واعتذرت عنه مؤكدة أنه لم يكن أمامها من خيار آخر سوى قراءته.



دلالات