التحريض على اللاجئين السوريين: مواقع التواصل شريكةٌ في الجريمة

التحريض على اللاجئين السوريين: مواقع التواصل شريكةٌ في الجريمة

10 يوليو 2017
حملات تحريض ضد اللاجئين (محمد زيات/فرانس برسGetty)
+ الخط -

غالباً ما يعاني اللاجئون السوريون من موجات تحريض ضدهم في دول الجوار السوري، سواء في الأردن أو لبنان أو تركيا، وإلى جانب ما تسببه هذه الحملات من أثر معنوي وضغط في الحياة اليومية التي يعيشها السوريون الهاربون من الحرب في بلادهم، قد يكون خطاب الكراهية هذا سبباً غير مباشر في جرائم تم ارتكابها، إضافة إلى اتساع الهوة بين اللاجئين وسكان تلك البلاد.

ففي الأسبوع الماضي، شهدت تركيا حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بإعادة السوريين إلى بلدهم، وانتشر وسم #SuriyelilerEvineDoensuen.

من ناحيتها، أصدرت الداخلية التركية بياناً اعتبرت فيه أن "تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، يهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية".

وأشارت الداخلية إلى أن "جهات معينة تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة، وتروّج لها بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ الأنصار والمهاجرين، ويُحدث شرخاً داخل المجتمع"، لافتة إلى أن "المعطيات الرسمية الموجودة تؤكد أن نسبة انخراط السوريين في المشكلات والأحداث المؤسفة أقل من النسب المروّج لها".

واختلفت مواقف السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء هذه الحملة، فمنهم من دافع عن الدولة التركية بكل ما أوتي من قوة، في حين هاجمها آخرون.


وأخذ المزاج العام منحى آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد طغيان أخبار جريمة مقتل الأم السورية أماني الرحمون (20 عاماً) وابنها خلف (11 شهراً) إلى "قضية رأي عام" في تركيا تطالب بإنزال أشد العقوبات بالمجرمين.

وأبلغ قرويون الشرطة التركية عن عثورهم على الجثتين في إحدى غابات سكاريا، الخميس الفائت، والتي تلقت بلاغاً من الزوج عن فقدانهما إثر عودته إلى المنزل، ليتضح بعد التحقيقات أن شابين تركيين خطفا الزوجة الحامل في شهرها السابع، وطفلها، من منزلهما الواقع في حي الخطيب في مدينة سكاريا، قبل اغتصاب الأم، وقتلها ورضيعها بتحطيم رأسيهما بالحجارة.


لبنان

وفي لبنان، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حرباً طاحنة في الفترة الأخيرة، بسبب عمليات قام بها الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين السوريين.

إذ قام الجيش اللبناني بمداهمات واسعة لمخيمات النازحين في عرسال، وانتشرت صور لتعذيب لاجئين سوريين، وتمديدهم تحت حرارة الشمس.

ولعبت وسائل الإعلام اللبنانية دوراً مهماً في التحريض ضد اللاجئين، بنقلها أخبارا كاذبة ومشوهة، وانتقل الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم "#الجيش_اللبناني" قائمة الأكثر تداولاً في لبنان، إلى جانب وسم #عرسال بالإنكليزية، #Arsal.

وظهرت أصوات نادت بإبادة بلدة عرسال كاملة لأنها آوت النازحين، وأخرى دعت إلى حرق كل مخيمات اللاجئين.

وكان لافتاً أن بين هؤلاء عاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الذين يتقاضون رواتبهم من دول ومنظمات يفترض أن دورها هو مساعدة النازحين السوريين في لبنان وتأمين شروط حياة إنسانية لهم.


وفي الجانب الآخر، هناك من انتقد مشاهد التعذيب التي مورست بحق اللاجئين.


الأردن

وفي الأردن، كما بقية دول الجوار، كثيراً ما كانت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة لخطاب الكراهية، إذ كانت وسائل الإعلام تطلق حملات جماعية للتحريض ضد اللاجئين بين فترة وأخرى، على مدار السنوات الماضية، وتنتقل بدورها إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم محاولات بعض المنظمات التصدي لهذا الخطاب السلبي، ومنحه صفة عقلانية، والتركيز على الجوانب الإيجابية، والحث على استثمار وجود اللاجئين بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف، إلا أن الخطاب الشعبوي المتوتر كان يسود في كل مرة، خاصة أن وسائل إعلام وإعلاميين يقفون خلف إشعال فتيله.

وتنتشر اليوم قصة جريمة القتل التي ارتُكبت بحق طفل سوري في العاصمة عمان، بعد تعرّضه للاغتصاب، إذ تمت مقابلتها بغضب ومطالبات بإعدام القاتل، إضافة إلى تركيز بعض الصحافيين على جانب التوعية وتثقيف الأهل والأطفال حول الاعتداءات الجنسية وطرق حمايتهم بشكل فعال.



(العربي الجديد)



المساهمون