الانتخابات البريطانية: ماي تكسب معركة الصحافة

الانتخابات البريطانية: ماي تكسب معركة الصحافة

08 يونيو 2017
معظم الصحف أيّدت ماي (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -
تلعب الصحف البريطانية دوراً مهماً في انتخابات المملكة المتحدة، ولا ينحصر دورها في التأثير على آراء الناخبين في البلاد، بل يتعدّاه إلى المشاركة في صياغة الأجندة السياسية للأحزاب، إلى درجة التداخل التام. وعكست صحيفة "ذا صن" هذا التماهي في عام 1992، إذ بعد انتخابات انتهت بفوز المحافظين حينها، عنونت الصحيفة غلافها بـ"ذا صن فازت"، في إشارة إلى حجم تأثير التغطية السياسية للصحيفة على نتائج الانتخابات.

وبرز الدور المؤثر للصحف البريطانية في اختيار مرشحها في الانتخابات العامة التي تجري اليوم الخميس. وانقسمت الصحف بشكل أساسي بين حزب المحافظين البريطاني ومرشحته تيريزا ماي، وحزب العمال البريطاني ومرشحه جيريمي كوربين.

خصصت صحف "دايلي مايل"، و"ذا صن"، و"ذا تيليغراف"، و"دايلي إكسبرس" أغلفتها لدعم حزب المحافظين البريطاني. علماً أن الصحف الأربع المذكورة دافعت بشراسة عن اتفاقية انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، في العام الماضي.

صحيفة "ذا صن" خصصت صفحاتها التسع الأولى لدعم حزب المحافظين ودعوة القراء إلى التصويت لصالحه، وهَجَت كوربين في غلافها، تحت عنوان "لا ترمي بريطانيا في كور-بين"، لاعبة على الكلام باللغة الإنكليزية، وملمحة إلى أن فوز كوربين يعني إلقاء البلاد في سلة مهملات.



وعددت الصحيفة عشرة أسباب للتحذير من انتخاب كوربين: "صديق الإرهابيين"، "لا فائدة منه في بريكسيت"، "مدمر الوظائف"، "عدو عالم الأعمال"، "زيادات ضريبية ضخمة"، "ألعوبة التحالفات"، "مستسلم في الملف النووي"، "هجرة مفتوحة"، "إنفاق مدمر"، و"ماركسي متطرف". وحذّرت في صفحتها الأولى من "رمي تقدّم وازدهار البلاد طوال الـ35 عاماً الماضية في المهملات".

وحذّرت من "نهاية" المملكة المتحدة في حال انتخاب كوربين، منبهة إلى أنه بحلول عام 2020 ستشهد بريطانيا "إغلاقاً للمحال التجارية، ارتفاعاً في نسبة البطالة، إضرابات، ارتفاع معدل التضخم، أعمال شغب، هجرة غير منضبطة...".

"وذا دايلي تيليغراف" نشرت في صفحتها الأولى مقالاً باسم الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية، ريتشارد ديرلوف، قال فيه إن "زعيم حزب العمال اشتراكي عالمي تقليدي أقام صلات مع جهات مستعدة لاستخدام الإرهاب عند حاجتها إليه، وبريطانيا ستكون أقل أمناً معه".

وصعّدت "ذا دايلي مايل" من موقفها عشية اليوم الانتخابي، إذ نشرت صور كوربين، والمستشار في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل، وعضوة ‏حكومة الظل المكلفة بالتعاون الدولي ديان أبوت، واصفة إياهم بـ"المدافعين عن الإرهاب".


الدعم الوحيد، اليوم الخميس، للعمال البريطاني جاء من حليفته التقليدية؛ "دايلي ميرور"، والتي هاجمت غياب مصداقية ماي، وعنونت غلافها بـ"أكاذيب، أكاذيب لعينة، وتيريزا ماي". أما "ذا غارديان" فاتخذت موقفاً محايداً اليوم، علماً أنها أعلنت سابقاً عن تأييد كوربين، وأثنت على تأييده واهتمامه بالناس، واصفة حملته الانتخابية بـ"النشطة"، عكس أداء ماي "الباهت". ووقفت "ذا تايمز"، اليوم، أيضاً، على الحياد، علماً أنها أيّدت ماي، أمس الأربعاء.



وعشية اليوم الانتخابي، أمس الأربعاء، أعلنت "ذي إيفنينغ ستاندارد" عن تأييدها ماي، وعنونت الصحيفة غلافها بـ"فوضى كوربين"، وخصصت صفحتين داخل الصحيفة للتحذير من عواقب فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات. علماً أن الوزير السابق المحافظ، جورج أوزبورن، استلم تحرير الصحيفة منذ 2 مايو/أيار الماضي، وانتقدت الصحيفة أداء المحافظين منذ ذلك الوقت، إذ نشرت 8 مقالات تنتقد الحزب في شهر أوزبورن الأول كمحرر، مقابل مقالتين اثنتين تنتقدان حزب العمال البريطاني.

ونظراً إلى مواقف الصحف البريطانية في اليوم الانتخابي والأيام السابقة، تبيّن أن "ذا تايمز"، "ذا تيليغراف"، "ذا دايلي مايل"، "ذي إكسبرس"، و"ذا صن" و"ذي إيكونوميست" و"ذي إيفنينغ ستاندارد" و"فينانشيال تايمز" وغيرها تدعم ماي. علماً أن الصحف الخمس الأولى تبيع أكثر من 4 ملايين نسخة يومياً في البلاد، وفقاً لإحصاءات شبكة "ايه بي سي" الأميركية في إبريل/نيسان الماضي، أي ما يعادل 80 في المائة من إجمالي القرّاء في البلاد.

أما الصحف الداعمة لحزب العمال البريطاني فتنحصر في "ذا غارديان" و"ذا دايلي ميرور"، لكن الإحصاءات أشارت إلى أن التقارير المؤيدة لكوربين هي الأكثر انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي.