المؤتمر الأسبوعي للحكومة الموريتانيّة والصحافيين: بين العزوف والإغراء

المؤتمر الأسبوعي للحكومة الموريتانيّة والصحافيين: بين العزوف والإغراء

12 يونيو 2017
يُعقد مؤتمر صحافي أسبوعي للحكومة في موريتانيا (فيسبوك)
+ الخط -
دفع عزوف الصحافيين عن حضور المؤتمر الصحافي الأسبوعي المتعلق باجتماع مجلس الوزراء في موريتانيا، إلى بحث الحكومة عن بدائل أخرى لجذب الصحافيين لحضور المؤتمر، وحث الوزراء الآخرين على المشاركة فيه وشرح مشاريع قطاعاتهم، إذ يعقد وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة مؤتمراً صحافياً أسبوعياً يستعرض خلاله ما تم اتخاذه من قرارات حكومية، والرد على أسئلة الصحافيين.

فأصبح حضور ثلاثة أو أربعة وزراء في المؤتمر الصحافي الأسبوعي إغراء لا يقوى الصحافيون على مقاومته، خاصة إذا تعلق الأمر بوزراء مهمين يثيرون الجدل بمشاريعهم وتصريحاتهم، وهو ما يدفع العديد من الصحافيين إلى حضور المؤتمر الصحافي والفوز بتصريح مباشر من وزراء قد يتعذر الحصول على تصريحاتهم في الظروف العادية.

ويرى المتابعون أن الدفع بعدد من الوزراء لحضور المؤتمر الصحافي إجراء يهدف إلى كسب  ود الصحافة ونيل ثقتها، بعد أن تسببت بعض الأحداث في تأزم الوضع بينها وبين وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ، الذي كان يداوم على تمثيل الحكومة في المؤتمر الصحافي الأسبوعي لعرض وشرح مشاريعها.

وتسببت اللغة الخشبية لوزير الثقافة المتأثر بحادثة رميه بحذاء من قبل صحافي في نفور الصحافيين من حضور المؤتمر الأسبوعي للوزير، ورغم أنه من الصعب على الصحافي في موريتانيا الحصول على تصريح من وزير أو انتزاع معلومات منه، حيث يعتبر هذا المؤتمر الأسبوعي الوحيد الذي يمكن للصحافيين من خلاله الحصول على تصريحات حكومية، إلا أن غالبية الصحافيين كانوا يعتبرون أنه ليس من الضروري حضور المؤتمر الصحافي الأسبوعي بسبب الرسمية التي تطغى عليه.



وكان الصحافي الشيخ باي قد ﺭﻣﻰ ﻮﺯﻳﺮ الثقافة ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺤﺬﺍﺋﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ عرضه مشاريع الحكومة، واصفاً إياه بالوزير الكذاب، وأصدرت محكمة موريتانية حكماً على الصحافي بالسجن سنتين نافذتين بتهم استخدام العنف، والاعتداء المادي، وإهانة سلطة عمومية أثناء أداء مهمتها.

ويقول الصحافي محمد محمود ولد السالم إن الصحافيين عادوا لحضور المؤتمرات الأسبوعية للحكومة، بعد أن أصبحت مشاركة عدد من الوزراء ضرورية لإنعاشها.

ويضيف أن الصحافي لا يمكن أن يترك مهامه وأعماله الكثيرة من أجل الاستماع للبيان الحكومي دون أن يتمكن من الحصول على معلومات خاصة وتصريحات حصرية، لذلك فإن مشاركة عدد من الوزراء يعتبر عامل إغراء ومحفزاً كبيراً للصحافيين الميدانيين والمراسلين وحتى رؤساء التحرير، لحضور المؤتمر الصحافي.

ويشير إلى أنه رغم الخطوات الكبيرة التي قطعتها موريتانيا في مجال حرية الصحافة، إلا أنه ما يزال صعباً على الصحافيين محاورة الوزراء، فنادراً ما تنشر الصحف الموريتانية حواراً مع وزير أو مسؤول كبير، ويؤكد أن الوزراء في موريتانيا يخشون من أسئلة الصحافة التي تتسبب أحياناً في إبعاد بعض المسؤولين بسبب الملفات الساخنة التي يفتحها الصحافيون.

المساهمون