حملة تشويه ضدّ إيمانويل ماكرون من يمينيين متطرفين

حملة تشويه ضدّ إيمانويل ماكرون من يمينيين متطرفين

07 مايو 2017
وُصف ماكرون بـ"صديق الإرهابيين" (باتريك كوفاريك/فرانس برس)
+ الخط -




يُكثّف اليمينيّون المتطرّفون، تحديداً منهم المؤيدون لحركة "اليمين البديل" (آلت رايت) الداعمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة روبوتات (bots) وحسابات مزعجة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم الجمعة الماضي، مساعيهم إلى تشويه سمعة المرشح الرئاسي الوسطي إيمانويل ماكرون، ودعم منافسته اليمينيّة المتطرّفة مارين لوبان.

ومجموعة "اليمين البديل" تضم ناشطين يمينيين معروفين بأفكارهم المتطرفة والعنصرية ونزعتهم التخريبية. 

ومساء الجمعة 5 أيار/مايو، أي قبل أقلّ من 24 ساعة على الانتخابات الرئاسيّة، والتي يُصوّت فيها فرنسيّون، اليوم الأحد، لرئيسهم المقبل، قامت تلك الحسابات بنشر تسريبات من حملة ماكرون.

وبحسب "بي بي سي"، ظهر وسم "#MacronLeaks" (تسريبات ماكرون) على موقع "تويتر" على حساب شخصية من اليمين المتطرف، وأعيد نشر التغريدات 87 مرة في الدقائق الخمس الأولى لظهورها، بمساعدة برامج الكترونية لتسريع نشر الرسائل تلقائياً.

وخلال 90 دقيقة، جذبت المعلومات المسربة انتباه مؤيدي حملة مارين لوبان، الذين أسهموا أيضاً في مزيد من نشر هذه المعلومات باستخدام الـ"بوتس".

وبحسب "ذا تيليغراف"، فإنّ أول من أطلق الوسم هو أحد مؤيدي الرئيس الأميركي النشطين، جاك بوسوبيك. ويعرّف الأخير عن نفسه على موقع "تويتر" بأنه "رئيس مكتب الموقع الإلكتروني التابع لحركة اليمين البديل Rebel TV في واشنطن".

وبعد مرور نحو ثلاث ساعات ونصف بعد نشر التغريدة الأولى، استخدم وسم "#MacronLeaks" نحو 47 ألف مرة، قبل أن ينشر التسريبات حساب "ويكيليكس" ويلعب بالتالي دوراً رئيسياً في نشر الوسم والوثائق، والتي لم يتم التثبّت من صحتها جميعاً، بسبب نشر حسابات اليمينيين وثائق مزوّرة معها.

استمرّت هذه الحملة أمس السبت، مع تحذير السلطات المسؤولة عن العملية الانتخابية في فرنسا وسائل الإعلام من تناول محتوى تلك الوثائق وحذرت من زيف بعضها، بسبب فترة الصمت الانتخابي.

أما اليوم الأحد، فاستغلّ مؤيدو لوبان بداية الاقتراع للترويج لشائعات وتشويه سمعة ماكرون، عبر نشر صور مركّبة له مع عناصر لـ"داعش"، واقتباس كلام لمارين لوبان للسخرية منه، ووصفه بـ"صديق الإرهابيين".

وانتشر وسم #PasComplicedeMacron  (لست متواطئاً مع ماكرون) ووصل إلى الأكثر تداولاً في فرنسا، وملأته حسابات اليمين البديل صوراً وادعاءات ضدّ ماكرون، كما استُخدم وسمَا #Avote  و#MacronLeaks لنفس الغاية.

وانتشرت تغريدات من مؤيدين لحركة "اليمين البديل" تدعو للتصويت للوبان، وتسخر من ماكرون، فيما دعا مغردون إلى الحذر من تلك الحسابات التي "تحاول تكرار التجربة الأميركية في فرنسا".


وأعلنت حملة المرشح في انتخابات الرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون، عن تعرضها لـ "هجوم إلكتروني ضخم" أدّى إلى تسرّب مئات الوثائق الداخلية على شبكة الإنترنت، قبل ساعات من انتهاء حملة الانتخابات رسمياً، ليواجه ماكرون (وسط) مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، في الجولة الثانية من المعركة الانتخابية، الأحد.

وأشار المسؤولون في الحملة، الجمعة، إلى أن الوثائق الحقيقية اختلطت مع أخرى زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، "لزرع الشك وتضليل الناخبين"، معتبرين ما حصل محاولة واضحة لتقويض ماكرون.

ونُشرت وثائق بحجم تسعة غيغابايت على الإنترنت، في وقت متأخر من مساء الجمعة، من قبل مستخدم مجهول. وغرد موقع "ويكيليكس" رابط الوثائق المسربة، مشيراً إلى أنها "تحتوي على عشرات آلاف رسائل البريد الإلكتروني والصور والمرفقات حتى تاريخ 24 أبريل/ نيسان عام 2017".

وعلى الرغم من أن حملة ماكرون لم توجّه اتهاماً مباشراً إلى أي طرف بالمسؤولية عن التسريب، فالأنظار كلها اتجهت إلى روسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، لصالح ترامب، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. 

المساهمون