الصحف الأميركية عن إقالة كومي: ضربة ترامب القاضية

الصحف الأميركية عن إقالة كومي: ضربة ترامب القاضية

10 مايو 2017
وصفت "واشنطن بوست" الإقالة بـ "الانقلاب" (غابرييلا دمزوك/Getty)
+ الخط -

أقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، مما أثار عاصفة سياسية في الصحف ووسائل الإعلام الأميركية، التي وصفت ما حصل بـ "الانقلاب" و"ضربة ترامب القاضية".

وجاءت هذه الإقالة، أمس الثلاثاء، في وقتٍ يحقق فيه مكتب التحقيقات الفدرالي في مزاعم حول العلاقة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا. وفي رسالة إلى كومي، قال ترامب إن قرار فصله ضروري لاستعادة "الثقة العامة في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)".

صحيفة "واشنطن بوست" نشرت عنوان خبر إقالة كومي على ستة من أعمدة صفحتها الأولى، في دلالة على أهميته. وكتب الصحافي فيها، ديفيد إغناتيوس، مقال رأي وصف فيه ما حصل بـ "الانقلاب"، وقال إن "إقالة ترامب المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، سيكثف التركيز على قضية أبدى ترامب حرصاً شديداً على صرف النظر عنها؛ معرفته بالاتصالات بين مايكل فلين (مستشار الأمن القومي السابق لترامب) وآخرين مع روسيا".


ونشرت صحيفة "نيويورك دايلي نيوز" الخبر على غلافها، مرفقاً بعنوان عريض "ضربة ترامب القاضية". وتطرقت افتتاحية الصحيفة إلى خليفة كومي قائلة إن "مدير مكتب التحقيقات الفدرالي المقبل يجب أن يتمتع بنزاهة لا شك فيها". وأضافت "لا يمكن إدارة هيئة إنفاذ القانون الأكبر في البلاد في عهد دونالد ترامب، إلا على يد قاضٍ جنائي مستقل وذي قيمة ثقيلة".


أما صحيفة "نيويورك تايمز" المعروفة بعلاقتها العدائية مع ترامب، فأبرزت الخبر على صفحتها الأولى مخصصة له الأعمدة الستة كلها. وتابعت القصة "على أصداء ووترغيت"، في إشارة إلى الفضيحة الأشهر في تاريخ السياسة الأميركية، والتي أدّت إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في عام 1974.

وفي افتتاحيتها، ربطت الصحيفة بين إقالة كومي و"مجزرة ليلة السبت" في أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، حين أمر الرئيس الأميركي السابق، ريتشارد نيكسون، بإقالة مدعٍ خاص مستقل يحقق في "ووترغيت". لكن الصحيفة خلصت إلى أنه "الآن، لا يوجد مدعٍ خاص للنظر في احتمال انتهاك ثقة العامّة، أو احتمال سرقة الرئاسة من قبل قوة أجنبية معادية. ولهذا السبب، وصلت البلاد إلى مرحلة أكثر خطورة".

وأعلنت "نيويورك تايمز" بصراحة أن "كومي أُقيل، لأنه أدار تحقيقاً نشطاً بإمكانه إسقاط الرئيس".


وسيطر الذهول على طريقة تعاطي صحيفة "يو أس ايه توداي" مع الخبر. وفي افتتاحيتها، اعتبرت أن توقيت الإقالة "يغذّي الشكوك بإن إقالة كومي محاولة لتعطيل أو إبطال تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي في العلاقة مع روسيا".


ونشرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" غلافها في عام 1973 حول فضيحة "ووترغيت"، وقارنتها بقرار ترامب، معتبرة أنه "للمرة الثانية منذ تولي ترامب الرئاسة، يتحدّث المواطنون عن مجزرة ليلة السبت"، وذلك على حسابها على موقع "تويتر". 


وخلصت في افتتاحيتها إلى أن "هناك سببا وجيها للاعتقاد أنه عوضاً عن التطور في مركزه، ترامب سيبقى الرجل الذي اعتدناه خلال حملته الانتخابية: متهور، غير صادق، نرجسي، ولا يعلم حدود سلطته كرئيس، وغير مستعد لممارسة دوره كرئيس".


وعنونت صحيفة "شيكاغو تريبيون" غلافها "دونالد ترامب أسقط الفأس على كومي". ووصفت إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بـ "التصرف المتطرف، القانوني، والإشكالي إلى أبعد الحدود". ورأت الصحيفة أنه "بغض النظر عن تبريرات البيت الأبيض، فإقالة كومي تبدو ذات دوافع سياسية محضة".

وخلصت إلى أن "الإقالة لا تزال جديدة والكثير من التفاصيل لم تُكشف بعد، لكن المهمة تُقلقنا أكثر من البروتوكولات: الأميركيون الذين طالبوا بمعرفة تفاصيل التدخل الروسي كافة، عليهم الإصرار أكثر على ذلك الآن".


المساهمون