"سي نيوز" الفرنسية تُقيل إعلامية لتوقيعها عريضة ضد لوبان

"سي نيوز" الفرنسية تُقيل إعلامية لتوقيعها عريضة ضد لوبان

27 ابريل 2017
الإعلامية الفرنسية أودري بولفار (فنسنت أيسور/Getty)
+ الخط -

أقالت إدارة شبكة "سي نيوز" الإخبارية (آي تيلي سابقاً) الإعلامية أودري بولفار، بحجة "عدم حفاظها على الحياد" في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بعدما وقعت بولفار على عريضة نسائية أطلقتها وزيرة العائلة والطفولة وحقوق المرأة، لورانس روسينيول، للمطالبة بالتصويت ضد مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، في الجولة الثانية المقررة في 7 مايو/أيار المقبل.

ووقعت على العريضة أكاديميات وجامعيات وعاملات في الحقل المهني والصحي والحقوقي، يعتبرن أنّ برنامج لوبان "لا يسمح أبداً بتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، ولا يشجّع على التدريب وإنشاء آليات جديدة لتحقيق التكافؤ بين الجنسين"، وفقاً لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

وجاء في نص العريضة التي وقعت عليها بولفار أنه "لا يزال موقف السيدة لوبان سلبياً من الإجهاض ووسائل منع الحمل وطرق المساعدة على الإنجاب، ولا يبدو أنها مستعدة لتجعل من المساواة بين الجنسين قضية وطنية، الأمر الذي يصرّ إيمانويل ماكرون (مرشح تيار الوسط الفرنسي) على تحقيقه".

وأضافت "وتحدث عنه (ماكرون) في برنامجه الخاص عن المرأة وتطلعه إلى ترشيح العدد نفسه من النساء والرجال إلى الندوة البرلمانية، عدا عن رغبته في تعيين سيدة لمنصب رئيس الحكومة، من دون أن ننسى التزامه الدفاع عن النساء في ميادين العمل إزاء ما يتعرضن له من عنف جسدي أو تحرش لفظي".


وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر إقالة بولفار، وانقسم الرأي العام بين مؤيد لخطوة الشبكة ومعارض لها. وزيرة التربية الوطنية نجاة بلقاسم استنكرت ما حصل، واعتبرت أنّ "الجمهورية تفقد اليوم رصيداً جديداً بعد أن أصبح فعل مواجهة التطرف سلوكاً نصفه بغير المحايد".

ودعم وزير الدولة للشؤون الأوروبية، هارلم ديزير، الإعلامية الفرنسية، وكتب على صفحته "أودري بولفار تُطرد من عملها بسبب دعوتها للتصويت ضد اليمين المتطرف! ما هذا الانحدار؟". أما النائب الأوروبي عن "حزب الخضر" والمرشح السابق للرئاسة، يانيك جادو، فشارك العريضة على صفحته وترك لها رسالة دعم. كما فعل عشرات الصحافيين في الدوريات والقنوات الفرنسية.

ومن ضمن الردود الداعمة لها، والتي شكّلت صدمة لكثيرين، تغريدة عمدة مدينة بيزيه الذي نجح عن لائحة "الجبهة الوطنية"، روبير مينار، إذ كتب على صفحته "ليس من العدل أن تقال أودري! ثلاثة أرباع الإعلاميين يجب إقالتهم إذا كان التعبير عن الرأي السياسي ممنوعاً".

في المقابل، أشاد نائب رئيس حزب "الجبهة الوطنية"، فلوريان فيليبو، بقرار القناة القاضي، وقال "ما فعلته بولفار يطرح مشكلة فعلية لأنه لا يمت إلى النزاهة بصلة".

بدوره، وجّه مدير حملة لوبان الانتخابية، دافيد راشلين، كتاباً لإدارة "سي نيوز" قال فيه إن "التزام بولفار السياسي بخط واضح، يمنعها أن تكون حيادية في تقديمها للحلقات السياسية وبالتالي فإنّ إقالتها أكثر من ضرورية".



المساهمون