هذه التطبيقات استخدمها منفذو الاعتداءات الإرهابية

هذه التطبيقات استخدمها منفذو الاعتداءات الإرهابية

27 مارس 2017
مسألة الخصوصية والأمان عادت بعد اعتداء لندن (راي تانغ/الأناضول)
+ الخط -
بينما يُطالب المسؤولون حول العالم تطبيقات وسائل التواصل بمكافحة المحتوى الإرهابي، يستمرّ تنظيم "داعش" باستغلال التطبيقات المشفّرة للتواصل بين مؤيديه وعناصره.

وفي فبراير/شباط الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقاً بعنوان "الذئاب المنفردة ليست وحيدة: كيف يدير داعش المؤامرات الإرهابية العالمية عن بُعد"، شرحت فيه كيفية قيام تنظيم "داعش" بتعليم وتدريب مجنديه الجدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، مستخدماً طريقة جديدة، أطلق عليها المحللون اسم "مؤامرات مفعّلة من داعش".

وأفاد التقرير بأن 10 "مؤامرات مفعلة" من "داعش"، على الأقل، نفذت من إندونيسيا مروراً بباريس وألمانيا وحتى الولايات المتحدة الأميركية، منذ عام 2015. ويعتبر "داعش" هذا الأسلوب أرخص وأسهل توجيهاً، لكنه يُكشف في كثير من الأحيان، بعد الإمساك بالمشتبه بهم.

وأشار إلى أن بداية خيوط التخطيط لتلك الاعتداءات تعود إلى عناصر مقيمة في سورية، لكن أسلوب التنفيذ عن بُعد يعني محدودية الاعتماد على الملاذ الآمن الذي ضمنه التنظيم لنفسه في سورية أو العراق، بل إن القيود المفروضة على منح تأشيرة الدخول وتشديد التفتيش في المطارات عند الوصول لا تحدّ من نشاط التنظيم، إذ يدرب المجندون حيث يعيشون، ولا يحتاجون إلى السفر من أجل الخضوع للتدريب.

وبالفعل، استخدم مناصرو التنظيم التطبيقات في التواصل قبل تنفيذ اعتداءات في دول غربيّة. وبينما لم يُعرف مضمون تلك المراسلات، إلا أنّ السلطات تُطالب بإمكانيّة الولوج إليها، ما يُشكّل صراعاً على الخصوصيّة بين الشركات التكنولوجيّة وجهات إنفاذ القانون في تلك الدول.

نستعرض هنا بعض الاعتداءات التي عُرف أنّ منفذيها استخدموا تطبيقات التراسل:


اعتداء لندن: واتساب
أشارت تقارير بريطانيّة إلى أنّ منفذ اعتداء لندن، يوم الأربعاء الماضي، خالد مسعود، كان يتحدث عبر "واتساب"، قبل دقيقتين من تنفيذه الهجوم الذي أدى إلى مقتل 4، بينهم شرطي، قرب البرلمان البريطاني في ويستمنستر.
ولم يُعرف، على وجه التحديد، ما إذا كان مسعود يَقرأ، يُرسل، أو يَتلقّى رسائل عبر "واتساب"، لكن عُرف أنه كان ناشطاً على التطبيق. 


طعن مانيانفيل: فيسبوك لايف
في يونيو/حزيران 2016، طعن عبدالله العروسي قائداً بالشرطة الفرنسية وزوجته في مانيانفيل، غربِ العاصمة الفرنسية، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عنها.
ورصد صحافي متخصص بالمسائل الجهادية الإلكترونية، ويدعى دايفيد تومسون، حينها، أحد أصدقاء العروسي يبثّ مباشرةً من داخل أحد المنازل الفرنسية، تُظهر القاتل ورسالته. 

ووجّه العروسي رسالةً طويلة على "فيسبوك" مدتها 13 دقيقة يرجّح أنها معدّة سلفًا، بدأها بمبايعة أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش)، ودعا فيها إلى قتل رجال الشرطة وحرّاس السجون والصحافيين ومغنّي الراب الذين عدّد بعض أسمائهم.

سان برناندينو: أيفون
شكّل اعتداء برناندينو أساساً لقضيّة حول الخصوصيّة بين مكتب التحقيقات الفدرالي وشركة "آبل"، دعمتها شركات تكنولوجية أخرى. وجاء ذلك بعد طلب FBI ابتكار حيلة لاختراق "آيفون" تعود ملكيّته لأحد منفّذي هجوم سان برناندينو في كاليفورنيا في كانون الأوّل/يناير 2016.

والتفتت جميع الأنظار إلى "آبل" حينها، حيث اعتبر بعضهم أنها تستحق الاحترام لوقوفها ودفاعها عن خصوصية المستخدمين، بينما رأى بعض آخر أنّ "آبل" تبالغ في رد فعلها، لأن مكتب التحقيقات لم يطلب سوى الولوج إلى هاتف واحد.


اعتداءات باريس: واتساب وتيليغرام
اكتشف المحققون في اعتداءات باريس في ديسمبر/كانون الأول 2015، أنّ المعتدين كانوا يتواصلون عبر "واتساب" و"تيليغرام" لتنسيق الهجوم. 
وقال المحققون حينها إنّ المنفذين كانوا يستخدمون تطبيقات التراسل للتواصل في ما بينهم، لفترة معيّنة قبل تنفيذ الاعتداء، من دون معرفة مضمون تلك الرسائل.