انتخابات الصحافيين المصريين: هكذا أديرت المعركة

انتخابات الصحافيين المصريين: هكذا أديرت المعركة

19 مارس 2017
+ الخط -
مشهد غير متوقع داخل نقابة الصحافيين المصريين حصل أول من أمس الجمعة: النقيب السابق يحيى قلاش، خارج الانتخابات على خلفية قضية اقتحام النقابة للقبض على الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا، بينما عمرو بدر شخصياً بداخلها بعد فوزه على مقعد عضو مجلس النقابة.

قلاش الذي لا يزال يواجه مصيراً غامضاً في قضية إيواء هاربين داخل مبنى النقابة على خلفية مواقفهما الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، بينما عمرو بدر حصل على حكم بالبراءة في قضية التظاهر رفضاً لاتفاقية ترسيم الحدود التي كانت قد أبرمتها الحكومتان المصرية والسعودية.

كانت محكمة جنح مستأنف قصر النيل، قد أجلت في جلستها الماضية في 25 فبراير/شباط الماضي، النطق بالحكم في استئناف نقيب الصحافيين يحيى قلاش، وعضوي المجلس خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، على حكم حبسهم عامين، في اتهامهم بإيواء مطلوبين أمنياً.

اللافت أيضاً في انتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب وستة من مقاعد مجلس النقابة، التي جرت الجمعة، وفاز فيها على مقعد النقيب، الكاتب الصحافي بجريدة الأهرام القومية، العضو السابق بالحزب الوطني المنحل عبد المحسن سلامة، وعلى مقاعد المجلس الستة فاز في المنافسة فوق السن، كل من محمد خراجة وحسني الزناتي من "الأهرام"، وجمال عبد الرحيم من صحيفة "الجمهورية" القومية، وفاز من تحت السن، أيمن عبد المجيد من صحيفة "روز اليوسف" القومية، ومحمد سعد عبد الحفيظ من صحيفة "الشروق" الخاصة، وعمرو بدر رئيس تحرير "بوابة يناير" الخاصة.


(العربي الجديد)


الغلبة كانت لمرشحي الصحف القومية، وتحديداً "الأهرام"، أو قائمة عبد المحسن سلامة، لكن المشهد أيضاً يحتوي على أعلى نسب أصوات لمرشحي تحت السن لصالح سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر، وهو ما يحلله بعض المراقبين، بأن عبد الحفيظ وبدر، حصلا على أصوات ناخبي يحيى قلاش، دون تفتيت للأصوات على مقاعد تحت السن، بينما حصل أعضاء المجلس من الصحف القومية على أصوات ناخبي عبد المحسن سلامة، بعد تفتيت الأصوات على مقاعد فوق السن، والتي ترشح لها عدد كبير من المرشحين، ومن بينهم أسماء بارزة، كخالد البلشي، عضو المجلس السابق ومنسق لجنة الحريات، وعضوي المجلس السابقين أسامة داوود وكارم محمود، فضلا عن وجوه نقابة سابقة وبارزة مثل هشام يونس، وإبراهيم منصور.

ويرى الجناح اليساري من الصحافيين، أن عبد المحسن سلامة والمؤسسات القومية نجحت في الحشد الذي تفتقر إليه باقي المؤسسات لحسم المعركة الانتخابية؛ فقلاش حصل تقريبا على إجمالي الأصوات التي سبق وأن فاز بها على منافسه في انتخابات 2015 ضياء رشوان.
وحصل عبد المحسن سلامة على 2457 صوتاً، مقابل 1890 صوتاً ليحيى قلاش، بفارق 433 صوتاً.

وكان رشوان قد خسر أمام يحيى قلاش في الانتخابات التي أجريت في 20 مارس/آذار 2015، بعد منافسة ساخنة، بفارق 869 صوتاً لصالح قلاش الذي حصل على 1948 صوتاً، مقابل حصول رشوان على 1079 صوتاً.

وحضر انتخابات عام 2015، ما يقرب من 3200 صحافي، بينما حضر انتخابات الجمعة ما يقرب من 4500 صحافي، بفارق أكثر من ألف صوت إضافي.

على الجانب الآخر، يرى أنصار سلامة أن "التغيير كان مطلوبا في الفترة الحالية"، من منطلق أن "قلاش حصل على فرصة في الانتخابات الماضية، وآن أوان تجديد دماء النقابة"، مؤكدين على أكبر دليل على ديمقراطية الانتخابات هو عمرو بدر الذي يعتبرونه أحد أسباب رفض منح فرصة جديدة لقلاش. ويتوقع صحافيون، أن تشهد نقابة الصحافيين خلال العامين المقبلين، حالة من الشد والجذب نتيجة التفاوت الأيديولوجي الكبير في تكوين مجلس النقابة، بتشكيله الجديد.




المساهمون