الصحافيون المصريون داخل السجون: معاناة قاتلة

الصحافيون المصريون داخل السجون: معاناة قاتلة

04 فبراير 2017
(Getty)
+ الخط -
خلال الأيام الماضية، أعلنت أسرتا صحافيين مصريين في السجون المصرية، معاناة ذويهم داخل محبسهم، على خلفية تعنت إدارة السجن في إجراء جراحات عاجلة لهما، أو عرضهما على طبيب معالج.
وأفادت أسرة الصحافي حمدي الزعيم، الصحافي بجريدة الحياة، بأن إدارة سجن طرة، رفضت نقل حمدي الزعيم، إلى مستشفى السجن لإجراء عملية جراحية في إحدى قدميه، بعد تعفنها إثر إصابته بجرح فيها، وتضاعف الجرح نتيجة إصابته المفاجئة بمرض السكري داخل السجن وارتفاع نسبته، مما اضطر زملاءه بالزنزانة لتنظيف الجرح له بأدوات الحلاقة والمناديل الورقية؛ لتخفيف الألم عنه.
وقالت زوجة الصحافي لمرصد صحافيون ضد التعذيب (مبادرة مجتمع مدني مصرية)، إن الزعيم توجه إلى عيادة السجن عقب إصابته بجرح في قدمه وتلوث الجرح واشتداد الألم عليه، إلا أن طبيب العيادة أعطاه مسكنا فقط، ورفض تنظيف الجرح له أو تحويله إلى مستشفى السجن، وخاصةً أن قدمه بدأت في مرحلة التعفن وإصدار رائحة كريهة، وادعى الطبيب أن الأمر لا يستدعي نقله، وأن الإصابة بسيطة.
وأردفت زوجة الزعيم "مع اشتداد الألم على حمدي، وعدم قدرته على المشي على قدمه، تطوع طبيبان من المسجونين السياسيين معه في الزنزانة؛ أحدهما بيطري والآخر جراح، بتنظيفها، إلا أنهما لا يملكان أدوات طبية، مما دفعهما لشراء ماكينات حلاقة من السجن واستخدام شفراتها لفتح الجرح وتنظيفه، واللجوء للمناديل الورقية لتغطية الجرح".
وأضافت: "الأمر كان أشبه بعملية جراحية، ولكن دون أدوات جراحة؛ حيث أمسك باقي السجناء في الزنزانة بحمدي أثناء مداواة الجرح، وسط صرخاته حتى فقد الوعي، إلى أن انتهى الطبيب السجين من تنظيف الجرح، والذي أخبره بضرورة نقله إلى المستشفى لإجراء العملية، حتى لا يتطور الأمر إلى غرغرينة قدمه، واللجوء إلى البتر".
وأوضحت زوجة الصحافي المعتقل، أنها أجرت زيارة استثنائية له الثلاثاء، وأخبرها بتفاصيل ما حدث، حيث إنه لا يستطيع المشي على قدميه حتى الآن، مشيرة إلى أنها تحدثت مع طبيب عيادة السجن؛ لتحويله إلى مستشفى السجن وإجراء جراحة له، إلا أنه رفض وأخبرها أن الأمر لا يستدعي جراحة، رغم رؤيته تعفن قدمه، على حد قولها.
وأكدت الزوجة أن المحامي تقدم بطلب لوكيل النيابة الخميس، أثناء جلسة نظر تجديد أمر حبسه؛ لإصدار أمر بتحويله إلى المستشفى، كما سيثبت خلال الجلسة تفاصيل ما تعرض له الصحافي من تعنت، وعرض حالة قدمه على وكيل النيابة؛ لتأكيد الواقعة.
وكانت نيابة وسط القاهرة الكلية، قد قررت إحالة كل من حمدي الزعيم، ومحمد حسن، الصحافي بجريدة النبأ، وأسامة البشبيشي، الصحافي بوكالة بلدي الإخبارية، إلى نيابة أمن الدولة العليا؛ لاختصاصها بمباشرة التحقيقات في القضية رقم 15060 لسنة 2016 جنح قصر النيل، يوم الاثنين الماضي، الموافق 9 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أكثر من 100 يوم من الحبس.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الصحافيين الثلاثة، يوم الاثنين الموافق 26 سبتمبر/أيلول الماضي، أثناء تصويرهم لتقرير ميداني بمحيط نقابة الصحافيين، وقد تم التحقيق معهم داخل القسم أمام رجال الأمن الوطني، عقب إلقاء القبض عليهم، ثم عُرضوا على النيابة مساء الثلاثاء، الموافق 27 سبتمبر/أيلول الماضي.




في السياق ذاته، اطلقت عدة حركات نسائية وصحافية الخميس، نداء استغاثة إلى جميع الإعلاميين والحقوقيين لدعم حملة "#انقذوا_شيرين_بخيت الصحافية المعتقلة في سجون النظام في مصر" بعد التدهور الحاد في حالتها بسبب استمرار احتجازها تعسفيا.
وقالت حركة نساء ضد الانقلاب، في بيان لها إن حالة شيرين سعيد بخيت، تدهورت بشكل مؤسف بعد مرور أربعة أشهر على اعتقالها، مع عدم وجود رعاية صحية في السجن.
وأضاف البيان أن "شيرين تعاني الويلات جراء ظروف الاعتقال غير الأدمية وفقدان الطعام والماء والرعاية الصحية فضلا عن البرد الشديد بحيث تغير لون وجهها وعيونها و يديها إلى اللون الأصفر ما أرجعه الأطباء إلى كسل شديد في وظائف الكبد والكلى وطالبوا بسرعة إجراء تحاليل وظائف كبد وكلى و فيروسات الكبد الوبائي في أسرع وقت ممكن قبل أن تزداد حالتها سوءا دون اكتراث من إدارة سجن المنوفية".
فيما حمّلت أسرة بخيت، وزارة الداخلية المصرية، المسؤولية الكاملة عن سلامتها خاصة أنها تعاني قبل اﻻعتقال من ضعف عام وأنيميا وآﻻم مستمرة في الكلى وفي الظهر، فضلا عن انخفاض في ضغط الدم كما تواجه مشكلات في أعصاب الأطراف، وتاريخها المرضي يرجع إلى طفولتها المبكرة حيث أجرى الأطباء لها عملية تغيير الدم وهي طفلة رضيعة.



المساهمون