"داعش" يخسر آخر منابره: توقّف إذاعة "البيان" في الموصل

"داعش" يخسر آخر منابره: توقّف إذاعة "البيان" في الموصل

27 فبراير 2017
بدأت الإذاعة بالبث عام 2015 (صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت مصادر أمنية عراقية توقّف بثّ إذاعة "البيان"، التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في الموصل، مع التقدم المستمر للقوات العراقية، خلال معارك استعادة الجانب الأيمن للمدينة، والتي انطلقت قبل نحو أسبوع.



وكشفت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ إذاعة "البيان"، التابعة لتنظيم "داعش"، توقفت عن البث بشكل مفاجئ بعد تعرّضها لقصف جوي، تزامناً مع توغل القوات العراقية في الجانب الأيمن

من الموصل، بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي.

وأكدت مصادر محلية من الموصل توقّف بث الإذاعة، منذ يوم السبت، والتي كان بثها يغطي كافة أنحاء مدينة الموصل وضواحيها.

واعتبر مراقبون أنّ توقف بث الإذاعة يعتبر خسارةً للتنظيم لآخر منابره الإعلامية في الموصل، والتي بدأ بثها قبل نحو عامين، بعد سيطرة التنظيم على المدينة في يونيو/حزيران 2014.

وقال الناشط قصي الموصلي، إنّ "التنظيم بعد سيطرته على الموصل منتصف 2014 استولى على معدات إذاعية وأجهزة بث عديدة وفضائيات تابعة لمؤسسات الدولة، وبدأ بالبث عبر إذاعته الخاصة التي سماها "البيان"، مطلع 2015، بخمس لغات، وهي العربية والإنكليزية والروسية والفرنسية والكردية".

وأوضح الموصلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هوائيات الإذاعة تعرضت لضربة جوية، يوم السبت، وتوقّف البث تماماً مع تقدم القوات العراقية. وهذا يعني أنّ التنظيم خسر المنبر الإعلامي الوحيد والأخير، وكان يبث عبر هذه الإذاعة إصداراته الصوتية وبرامجه الخاصة".

وكان تنظيم "داعش" أطلق مطلع 2015 إذاعة "البيان" في الموصل، ليبدأ ببث البرامج الإذاعية التي شملت إصداراته الصوتية والأناشيد الخاصة بالتنظيم وأيديولوجياته الخاصة.

وتوقف بث الإذاعة مرتين، أولاهما كان في مارس/آذار 2015، حينما تعرضت المدينة لقصف مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي، فأوقفت الإذاعة بث برامجها الاعتيادية واكتفت

ببث تلاوة القرآن. فيما توقّف بثها مرة ثانية في سبتمبر/أيلول 2016 بشكل مفاجئ، حسب مصادر محلية.

ويقول مراقبون إنّ التنظيم اعتمد في بداية سيطرته على المدينة على البث الإذاعي، بعد أن استولى على المعدات والأجهزة اللازمة للبث، في وقت تصاعدت فيه وتيرة تشديد التنظيم على البرامج التلفزيونية حتى منتصف 2016، حينما قرر حظر أجهزة الاستقبال الفضائي تماماً.


ويقول الخبير الأمني، جاسم الشمري، إنّ "تنظيم "داعش" كان يريد السيطرة على أدمغة المواطنين عبر برامجه الخاصة، بعد أن أصدر قراراً بحظر أجهزة الستلايت وأطباق استقبال البث الفضائي من المنازل كافة، وأصدر عقوبات صارمة على المخالفين".

وبيّن الشمري أنّ "هذه الإذاعة كان يحاول التنظيم من خلالها عزل أهالي الموصل عن العالم الخارجي وبث الأخبار عبرها للناس، ومنعه مصادر الأخبار الأخرى، للسيطرة التامة على ما يجري في المدينة، ومنع أي تململ قد يحصل ضد التنظيم".


وكانت إذاعة البيان تبثّ الأخبار اليومية للعمليات العسكرية التي يخوضها "داعش" في مختلف المناطق عبر برامج خاصة، ما جعلها مصدراً إخبارياً معتمداً لكثير من وكالات الأنباء العالمية لنقل ما يجري من أحداث في عموم العراق.


ولم تكن الإذاعة تعتمد على المواد الإخبارية، بل تضمنت برامج أخرى كالأناشيد الخاصة بالتنظيم وتلاوة القرآن وتعليم اللغة العربية والفقه، فضلاً عن اللقاءات الصوتية وتقارير ميدانية مختلفة يعدها عناصر التنظيم.


وكان تنظيم "داعش" استولى بعد سيطرته على الموصل منتصف 2014 على أربع قنوات فضائية و18 محطة إذاعية محلية و34 جريدة وثماني مجلات، تصدر جميعها في الموصل، واستولى على كافة أجهزتها ومعداتها، بحسب المصادر.

وكشفت مصادر محلية من الموصل أنّ التنظيم أسس، منتصف عام 2015، قناة تلفزيونية محلية أطلق عليها اسم "الخلافة" وبدأت بثها التجريبي داخل الموصل.