حرب إعلامية مرتقبة في جنيف 4 السوري

حرب إعلامية مرتقبة في جنيف 4 السوري

23 فبراير 2017
رياض حجاب خلال مفاوضات جنيف 3 (محمد حانون/الأناضول)
+ الخط -
يُفاجأ المتابع للشأن السوري حين يعرف أن المفاوضات التي عقدت وستعقد بين المعارضة والنظام السوري في سبيل الوصول إلى توافق على حل الأزمة السورية، لا تحظى باهتمام ومتابعة الكثير من السوريين، بالرغم من كونهم المتضرر الأكبر من الصراع والمتأثر الأكبر بنتائج هذه المفاوضات. 

ولعلّ أبرز مسبّبات عدم الاكتراث الشعبي بهذه المفاوضات هو إدراك السوريين أن كِلا طرفي التفاوض لا يخرجان بالحقائق وبمجريات المفاوضات الواقعية إلى النافذة الإعلاميّة، وأن كل ما سيسمعونه أو يقرؤون عنه على لسانهم ليس أكثر من تكرارٍ لخطاب حفظوه عن ظهر قلب.

ومع اقتراب انعقاد الجولة من مؤتمر جنيف 4 بين المعارضة والنظام، اليوم 23 فبراير/شباط، واستمراراً للتجارب السابقة، لا ينتظر من التصريحات والمؤتمرات الصحافية من قبل طرفي التفاوض أكثر من حفلة اتهامات لا توحي بتقدم حقيقي أو تقارب بين الطرفين.


تمهّد وسائل الإعلام الرسميّة السوريّة وتلك المؤيدة للنظام اليوم، قبيل عقد المؤتمر، بالتركيز على تشويه صورة المشاركين في وفد المعارضة، وتصفهم بالإرهابين، وهو ما يساعدها في عملية التعمية المنظمة التي تقوم بها على جرائم النظام بحق الشعب السوري.

وكما جرى خلال المؤتمرات السابقة في أستانة وجنيف، تقوم وسائل إعلام النظام بتغطية انتقائية لمجريات مؤتمرات التفاوض، وتبث المقتطفات التي تناسب توجهاتها في من المؤتمرات والتصريحات الصحافية.

طوال المؤتمرات، المباحثات والمفاوضات الماضية، أظهر وفد النظام اتباعه لأسلوب الحلقة الآمنة خلال المؤتمرات الصحافية التي عقدها على هامش هذه المفاوضات. إذ أحاط الوفد نفسه بمجموعة من الإعلاميين المؤيدين للنظام والذين كانوا يتبنون في أسئلتهم مصطلحات إعلام النظام، بالرغم من عدم تعريف معظمهم عن أنفسهم ووسائل قبيل طرح السؤال، ويَضمنون للناطق الرسمي أن يتلقى الأسئلة التي تخدم ما يود الإفصاح عنه، وهو ما يشير إلى أن انتقاء المصرّح للصحافي لم يكن يتم بشكل عشوائي.


بدت المؤتمرات الصحافية لوفد النظام أكثر تخطيطاً من تلك التي يعقدها وفد المعارضة التي كانت تعطي مجالاً لإعلاميين مؤيدين للنظام والذين كانوا يتقصدون ابتزاز الناطقين الإعلاميين للمعارضة.

كما يُركّز وفد النظام خلال تصريحاته الصحافية على هامش المؤتمر على مهاجمة شخصيات وفد المعارضة كأشخاص، كما حدث عقب مؤتمر أستانة الأخير إذ هاجم بشار الجعفري في أول تصريح له بعد الجلسة الافتتاحية وفد المعارضة مكرراً عبارة أنه "لا يرقى لمستوى الحدث" خلال دقائق.

ويتّبع الجعفري تكتيك تكرار مصطلحات النظام أمام وسائل الإعلام فيصف وفد المعارضة الذين يجلس معهم على طاولة التفاوض بممثلي "الجماعات الإرهابية المسلحة"، بغرض خلط المفاهيم في أذهان غير المطلعين على مجريات القضية السورية، والخلط بين المعارضة والجماعات الإرهابية التي تقاتل في سورية كـ "داعش" و"النصرة"، كما يكرر في كل مؤتمر اتهاماته لهم بمحاولة إفشال المحادثات في محاولة لتمييع محتوى التصريحات الإعلامية والتعتيم على القضايا الهامة التي ينتظر السوريون سماعها.