هذه الصور تجسّد "الكراهية في زمننا"

هذه الصور تجسّد "الكراهية في زمننا"

16 فبراير 2017
الصورة الفائزة بالجائزة (فيسبوك)
+ الخط -
يعيش العالم نزاعات دامية في مناطق مختلفة، مخلفة مآسيّ إنسانية، فيما يعاني آخرون بطرق أخرى بسبب السياسات التي تعزز الكراهية، وهنا أبرز الصور التي تظهر آثار "الكراهية في زمننا"، والتي كانت موضوع جائزة "وورلد برس فوتو" لهذه السنة.

ومن بين 80400 صورة قدمها 5034 مصوراً من 125 بلداً، تم اختيار صورة صادمة التقطت للشرطي التركي الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة، وهو يشهر مسدسه ويرفع إصبعه، فيما تغيرت ملامح وجهه من شدة الغضب، للجائزة الأولى.

وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بشجاعة برهان أوزبيليسي، مصور وكالة "أسوشييتد برس" الذي لازم مكانه، فيما مولود ميرت ألتينتاس، الشرطي التركي البالغ من العمر 22 عاماً، يطلق تسع رصاصات على السفير أندريه كارلوف وهو يهتف "الله أكبر" و"لا تنسوا حلب"، أثناء افتتاح معرض للصور الروسية في أنقرة.





وفي السياق ذاته، فاز ثلاثة مصورين من وكالة "فرانس برس" بجوائز، اثنان منهم لأعمالهما المتعلقة بالنزاع الدامي في سورية.

وتحدث أوزبيليسي عن صورته القوية التي انتشرت في أنحاء العالم وحظيت بـ18 مليون مشاهدة، قائلا: "من اللحظة التي سمعت فيها الطلقات، عرفت أنها ستكون لحظة تاريخية وجدية"، وأضاف: "عرفت أن عليّ القيام بعملي كصحافي، لا يمكنني فقط الإسراع بالهرب لإنقاذ نفسي".

وأقرت لجنة التحكيم في مؤسسة "وورلد برس فوتو" في أمستردام أن مهمتها كانت صعبة في اختيار فائز العام 2017.

وقالت ماري كالفيرت العضو في لجنة التحكيم إن "القرار كان صعباً للغاية، ولكننا شعرنا في النهاية أن صورة العام يجب أن تكون متفجرة تعبر عن حقيقة الكراهية السائدة في زمننا".

وفاز مصور وكالة "فرانس برس" في مانيلا نويل سيليس بالمركز الثالث عن فئة الأخبار العامة بفضل صورة التقطها تظهر مساجين يحاولون النوم في سجون مكتظة بالنزلاء في المدينة.


وفاز المصوران السوريان، عبد دوماني وأمير الحلبي بالجائزة الثانية عن فئة "سبوت نيوز" لصورهما التي تظهر أطفالاً يعيشون تحت القصف في مدينتي حلب ودوما.




وهي المرة الثانية على التوالي التي تكرم فيها مؤسسة "وورد برس فوتو" أعمالاً لدوماني.

وقال رئيس لجنة التحكيم المصور البريطاني، ستيوارت فرانكلن، لوكالة "فرانس برس": "ليست المسألة بهذه السهولة بالنسبة إلى هؤلاء المصورين السوريين، إنهم يتعرضون لمخاطر رهيبة، هؤلاء الشباب يروون قصصهم من وسط الجحيم فعلاً".

وقال أوزبيليسي، الذي غطى محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وعمل في سورية وليبيا ومصر، إنه لطالما حاول أن يكون دائماً متأهباً لمواجهة الاختبارات الصعبة ليكتسب "الشجاعة الكافية لمواجهة عالم دفعه الكاذبون والفاسدون إلى التعفن، وبهدف محاولة القيام بشيء من الخير".

وعبر عن حزنه لمقتل السفير، الذي كان نتيجة مباشرة "للكارثة السورية" على حد وصفه، وأضاف أوزبيليسي الذي عمل لدى وكالة "أسوشييتد برس" منذ عام 1989 أن "هذه الصورة سجلت لحظة مهمة في تاريخ تركيا، خصوصاً على صعيد العلاقات" مع الدول، وهو ما وافق عليه الحكام.

وقال عضو لجنة التحكيم جواو سيلفا: "أرى العالم الآن يسير نحو حافة الهاوية"، واصفاً ألتينتاس أنه رجل "وصل بوضوح إلى نقطة الانهيار"، وأضاف أن هذه الصورة تعكس كل ما يحدث حول العالم "إنها تجسد وجه الكراهية".

وفاز 45 مصوراً بجوائز عن ثماني فئات تناولت مجموعة واسعة من المواضيع، انطلاقاً من التوترات العرقية في ولاية لويزيانا إلى الجدران التي تبنى حول العالم لمنع تدفق المهاجرين. واعتبرت تانيا حبجوقة، العضو في لجنة التحكيم، أن خيار الفائزين، لهذا العام، كان "جريئاً"، و"سيفتح حتماً باب النقاش الذي أعتقد أنه ضروري".

وتأثرت المسابقة نفسها بشكل مباشر بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السفر والهجرة، إذ اضطرت إيمان محمد العضو في اللجنة أيضاً إلى إلغاء رحلتها إلى أمستردام للمشاركة في التقييم، إذ خشيت ألا يسمح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة حيث تعيش عائلتها.









(فرانس برس)