صور عامل نظافة في العراق تتحول إلى أيقونة

صور عامل نظافة في العراق تتحول إلى أيقونة على مواقع التواصل

30 نوفمبر 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
تحوّلت صور عفوية لعامل نظافة من العراق إلى أيقونة على مواقع التواصل الاجتماعي. وسارع كتاب وإعلاميون وناشطون إلى نشرها والتعليق عليها، معتبرين أنها تمثلهم.

وأظهرت الصور العامل وهو يقوم بتنظيف إحدى بالوعات المجاري في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غربي العراق، وبدت ملابسه متسخة بالطين الأسود، وهو ينظر إلى الكاميرا نظرة أدهشت كثيرين وعلى جبينه بضع قطرات من العرق.

وكتب الإعلامي فراس الحمداني على صفحته الرسمية على "فيسبوك" قائلاً "للوهلة الأولى ظننته بطلاً هوليودياً في أحد أفلام السينما العالمية، وتبين أنه أحد الأبطال العراقيين الذين يأبون إلا ان ينهض العراق من جديد بسواعدهم"، مرفقاً تعليقه على صورة العامل بوسم "أنت أشرف منهم" في إشارة إلى السياسيين العراقيين.



فيما كتب الشاعر سيف الحديثي على صفحته الرسمية "أتشرف أن أضع في صفحتي الشخصية صورة هذا الرجل المكافح من أجل لقمة عيش حلال دون أن أعرف من هو لعل رجولة المسؤولين الذين باتت ضمائرهم ميتة تهتز".

وأضاف الحديثي "لكن الصورة تخبرنا عنه أنه رجل بكل معنى الرجولة.. أقف إجلالاً واحتراماً له ولكل قطرة عرق سالت منه ولكل إنسان مثله".



وكتب الناشط المدني عمر الخطاب "أحد ابطال دائرة مجاري الرمادي يعمل 6 ساعات في اليوم مقابل 10 آلاف دينار بينما يعمل البرلماني بالبدلة وربطة العنق والعطور الفاخرة 4 ساعات في الشهر مقابل 8 ملايين دينار". متسائلا "أين العدل؟".


لكن متخصصين في برامج الفوتوشوب ذهبوا إلى أبعد من ذلك، بعد أن قاموا بتصميم صور للعامل مع أبطال السينما العالميين مشبّهين إياه بفيلم بويكا.

ونشرت صفحة بغداد واسعة الانتشار في العراق صوراً للعامل، صممها عدد من المختصين ببرامج الفوتوشوب والهواة الشباب نشروها على صفحاتهم وفي المجموعات المشتركين بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت صفحة بغداد تعليقا على الصور "عامل نظافة من الأنبار يشعل مواقع التواصل الاجتماعي أخذوا له لقطة عفوية، أثناء عمله ونشروها على الفيس، وبعدها الناس اكتشفوا الشبه الكبير بينه وبين الممثل الأجنبي سكوت إدكينز بطل فيلم بويكا، وبدأوا بعمل تصاميم عالمية. والجميل في الموضوع أن شكله لائق ليكون بطلاً عالمياً".

وحصل العاملان اللذان ظهر أحدهما في الصور التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي على كتاب شكر وتقدير من محافظ الأنبار كتب فيه "نظراً للجهود المبذولة والمخلصة من قبلكم في تقديم الخدمات إزاء محافظتنا العزيزة وما لمسناه من تفان وإخلاص وسعيكم الدائم للارتقاء بعمل الدائرة لا يسعنا إلا أن نقدم لكم شكرنا وتقديرنا العاليين آملين منكم بذل المزيد من الجهد والعطاء خدمة للصالح العام".


واعتبر إعلاميون وكتاب أن العاملين يستحقان التكريم لأنهما يقومان بعمل شاق وخطر في نفس الوقت حيث ينزلون إلى عمق مجاري الصرف الصحي بملابسهم دون أوكسجين أو أية عدد للسلامة لتنظيفها منعا لانسدادها.

وقارن الناشطون والإعلاميون في تعليقاتهم بين هذين العاملين البسيطين وبين السياسيين العراقيين الذين قادوا البلاد إلى العديد من المصائب والكوارث منذ عام 2003 وحتى الآن بحسبهم.

المساهمون