"نيويورك تايمز" تُطبّع مع النازيين: تحسين صورة القوميين البيض؟

اتهام "نيويورك تايمز" بتطبيع القومية البيضاء ضمن بروفايل عن "متعاطف مع النازية"

26 نوفمبر 2017
غضب واسع ضد الصحيفة (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
تواجه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة حملة غضبٍ واسعة بعدما نشرت تقريراً (بروفايل) عن متعاطف مع النازية من أوهايو، رأى فيها كثيرون محاولةً من الصحيفة لتطبيع القوميّة البيضاء.

وفي التقرير الذي أعدّه مراسل الصحيفة، ريتشارد فوسيت، ونشر يوم السبت، تتبع الصحيفة الشاب، توني هوفاتر (29 عاماً)، من ضاحية دايتون في أوهايو، في طريق تحوله من "الموسيقي اليساري الغامض الذي يعزف الروك" إلى متعاطفٍ مع النازيّة و"قومي أبيض يُصرّح بمعتقداته".

وقال هوفاتر في التقرير إنّه يؤيّد "الفصل العنصري"، معرباً عن إعجابه بالزعيم النازي أدولف هتلر قائلاً إنّه "يُثير القشعريرة". كما اعتبر أنّ "تقديرات أعداد ضحايا الهولوكوست مبالغ فيها". وتحدث أيضاً عن دوره في إطلاق "حزب العمال التقليدي" اليميني المتطرف، وهي مجموعة شاركت في تظاهرة تؤيّد النازيين البيض في تشارلوتسفيل في فيرجينيا.


واعتبر قراء الصحيفة في سلسلة تغريداتٍ غاضبة أنّ البروفايل كان مُطبّعاً مع النازية، ولم يكُن نقدياً بما فيه الكفاية حول المواضيع المطروحة وما صرّح به هوفاتر، بحسب ما نقل موقع "هاف بوست" الأميركي.

وحاول كاتب التقرير، فوسيت، استخدام أسلوب "الحياة العادية" لإظهار "مدى سهولة اعتماد الأميركيين العاديين، كهوفاتر، آراءً راديكاليّة، والكراهيّة".

ورأى كثيرون أنّ تقرير "الملف الشخصي" هو محاولة لتطبيع آراء القوميين البيض، والفاشية، والحركة النازية الجديدة. وأكّد مغردون أنّ وصف هوفاتر لنفسه بـ"متعاطفٍ مع النازية" ليس "غير ضارّ" كما حاولت الصحيفة تبيان البروفايل.

كما انتقد أميركيون عنوان التقرير الذي حاول الجذب من خلال اعتبار النازية أمراً عادياً، وأنّ شخصية هوفاتر ساحرة، فقال "في قلب أميركا، المتعاطف مع النازي خلف الباب المجاور" (In America’s Heartland, the Nazi Sympathizer Next Door).

واعترف فوسيت بأن التقرير لم يُجِب على السؤال الذي طرحه أصلاً للإجابة: كيف أصبح شخص من "ذكي، ماهر اجتماعياً، ومن الطبقة المتوسطة"، يبلغ من العمر 29 عاماً، قومياً أبيض؟

واعتبر كثيرون أنّ التقرير يأتي ضمن سياق نمطي أكبر لكيفية تغطية "نيويورك تايمز" قضايا العرق، مشيرين إلى أنّ الصحيفة تحتاج أن توظّف عدداً أكبر من الأقليات في مراتبها التحريريّة العالية.




وقال أحد المغردين "عزيزتي نيويورك تايمز، كطبيب آسيوي، هاجمني نازي أبيض في موقف السيارات. أرجوكِ لا تساعدي على تطبيع القوميين البيض".

وكتب آخر: "النازيون: نريد أن نقتل جميع الأقليات... نيويورك تايمز: حسناً لكن أخبرونا أكثر عن نوع الطعام والأفلام الذي تُفضّلونه"، بينما غرّد ثالث قائلاً "التقرير المقبل في نيويورك تايمز سيكون بعنوان: (المتحرش بالأطفال خلف الباب المجاور... إنه عاشق لكرة القدم وطاهٍ بارعٍ بشكلٍ مفاجئ)".

وأعرب آخر عن غضبه قائلاً "أتعلمون ماذا أذكر قبل العام 2017؟ عندما كان التعاطف مع النازية أمراً مضراً ولم يكن من الممكن أن ينشر مقال ترويجي في نيويورك تايمز عن النازيين".

وقارن البعض بين مقال القصة الترويجية للمتعاطف مع النازية وآخر يتحدث عن مايكل براون، الرجل الأسود غير المسلح الذي قتل على يد الشرطة الأميركية، وكيف كانت "نيويورك تايمز" نقديّةً لبراون، ومتعاطفة مع هوفاتر. وكتب بول تومبكنز: "ربما تنتظر نيويورك تايمز أن يموت المتعاطف مع النازية قبل أن تكون نقديّة حياله!" وغرّد آخر "يجب تغيير لقب (نيويورك تايمز) من (السيدة الرمادية) إلى (الرجل الأبيض)".














(العربي الجديد)


المساهمون