"شريكي"... تطبيق لتعزيز العلاقات الزوجية

"شريكي"... تطبيق لتعزيز العلاقات الزوجية

14 نوفمبر 2017
فكرة التطبيق جاءت صدفة (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
عمل المهندس الفلسطيني محمد حنوش، لأكثر من عام، في إنجاز تطبيق "شريكي"، وخاض خلاله تحديات عدة لمواجهة الصعوبات التي اعترضت طريق عمله وكادت أن تؤدي إلى إنهائه بفعل العقبات البرمجية والمادية والفنية.
لم يتخيل حنوش (36 عامًا)، أن تقوده قراءته لأحد المقالات التي تتحدث عن معدلات الطلاق المرتفعة في العالم العربي إلى إطلاق تطبيق إلكتروني للأجهزة الذكية يساهم في التقريب بين الزوجين وتعزيز التوافق بينهما.

وتقوم فكرة التطبيق الإلكتروني على تسجيل الزوجين فيه من خلال بريدهما الإلكتروني، ثم تبدأ عملية التواصل بينهما عبر الإجابة في البداية عن 20 سؤالاً تحدد معايير مهمة، كمعدل الحب والاحترام والصداقة والثقة بين الطرفين، والتي لا تزيد عن 50 في المائة داخل التطبيق.
ويقول حنوش لـ"العربي الجديد"، إن فكرة التطبيق بشكل حقيقي جاءت عن طريق الصدفة وبعد قراءته لأحد المقالات التي تحدثت عن ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية وارتفاعها بدرجة كبيرة وكيفية علاج هذه الظاهرة في الوقت الذي يعيش فيه العالم تطورًا تكنولوجيًا هائلًا.
ويضيف أن هذا المقال دفعه للتفكير في إطلاق تطبيق للهواتف الذكية يستطيع كلا الزوجين استخدامه بشكل مشترك، ويقدم كل طرف للآخر الطلبات والخطوات الإيجابية بشكل يعزز بينهما معدل الحب والاحترام والثقة والصداقة التي تزداد أو تنخفض بشكل أسبوعي حسب إنجازهما.

(عبدالحكيم أبورياش)

ويوضح حنوش أن قراره بإنجاز التطبيق جاء من كونه أحد المهتمين بالمجال الريادي وكيفية التدخل لحل المشاكل الزوجية باستخدام التكنولوجيا، وهو ما تحقق عبر احتضان الفكرة من قبل حاضنة الأعمال والتكنولوجيا التابعة للكلية الجامعية في مدينة غزة التي وفرت جزءًا من الدعم التقني وبعض التمويل له.

ويبين أن فترة العمل على إنجاز التطبيق استغرقت نحو عام كامل من العمل، تمكن خلالها من اكتساب العديد من المهارات التي لعبت دورًا بارزًا في جعل تطبيق "شريكي" يرى النور، كتعلمه للبرمجة وقراءة ما يزيد عن 20 كتابًا تخصصيًا في مجال الحياة الزوجية وعلم النفس وغيرها من الكتب.

ويشير إلى أن التطبيق في عمله يعتمد على تعزيز مبدأ العطاء بين الزوجين عبر قيام كل طرف منهم بخطوات تجاه الطرف الآخر بشكل إيجابي، ثم بعدها يمكّنه التطبيق من طرح طلب للشريك الآخر الذي يقوم إما بالموافقة عليه أو رفضه، ولا تعمل هذه الأيقونة إلا بعد قيام الزوج أو الزوجة بخطوة لو بسيطة تجاه الشريك الآخر.

ويعتبر تطبيق "شريكي" هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي الذي يعنى بالتقريب بين الأزواج والمساهمة في حل الإشكاليات وتعزيز التقارب والتفاهم في ما بينهم باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل يحفظ الخصوصية لكل زوجين.
ويعمل المهندس الغزي حنوش بشكل شبه يومي لأكثر من عشر ساعات يوميًا على متابعة التطبيق وحل المشكلات البرمجية بالإضافة إلى إرسال رسائل للمشتركين المتفاعلين مع التطبيق بشكل يساعدهم في مختلف المجالات الخاصة بالحياة الزوجية.


 (عبدالحكيم أبورياش)

وعن الصعوبات التي اعترضته، يلفت حنوش إلى أن انسحاب شريكه الأساسي في الفكرة والذي كان سيوفر له النصائح الخاصة بالعلاقات الزوجية عبر قاعدة بيانات ضخمة، انعكس سلبًا عليه، فضلاً عن ضعف البرمجة التي نفذتها إحدى الشركات المحلية والتي أدت إلى إشكاليات كبيرة.

وينبه إلى أنه وبعد إنجاز هذه الشركة للتطبيق بشكل كامل، لم يكن بالشكل المطلوب، وتحمل التكاليف المالية التي دفعها لها، ثم قرر البدء من جديد عبر تعلم البرمجة ثم خوض تجربة برمجة التطبيق بشكل كامل وبجهد فردي استغرق أيامًا وأسابيع طويلة لخروجه بالشكل المطلوب.

وبحسب حنوش، فإن التطبيق الذي صدر بشكل رسمي وطرح عبر متجر الهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل "أندرويد"، منذ نحو شهر تقريبًا، تجاوزت مرات تحميله 600 مرة في الوقت الذي يقدر عدد الأزواج المتفاعلين عبر حسابات رسمية بنحو 300 من مختلف البلدان العربية.

ويبين أن نسبة التفاعل المبدئية مع التطبيق تعتبر جيدة ومشجعة لمواصلة العمل على تطوير التطبيق بشكل أكبر وأوسع، بالرغم من العقبات التي تتمثل في غياب التمويل المالي الذي يعتبر من أبرز العقبات والصعوبات الحالية التي تعترض تسويقه وتعزيز انتشاره.

ويطمح حنوش إلى أن يتمكن خلال الفترة القليلة المقبلة من توفير الدعم المالي اللازم عبر الجهات الداعمة لمثل هذه الأفكار والتطبيقات للعمل على تطويره وتعزيز انتشاره بما يمكن الأزواج من تقوية العلاقات في ما بينهم ويخفض معدلات الطلاق عبر استخدام التكنولوجيا والتطبيق.


المساهمون