قراصنة روس يستولون على بيانات سرية لـ"وكالة الأمن القومي"

قراصنة روس يستولون على بيانات سرية لـ"وكالة الأمن القومي"

06 أكتوبر 2017
شكوك تحوم حول "كاسبرسكي لاب" (سيرغي كونكوف/تاسّ)
+ الخط -

استولى قراصنة إلكترونيون روس على وثائق سرية من "وكالة الأمن القومي" الأميركية (أن أس إيه)، بعدما قام أحد الموظفين بتخزينها على حاسوبه الشخصي. وطرح المحققون إمكانية اختراق البيانات، عبر استغلال برنامج مكافحة الفيروسات من "كاسبرسكي لاب"، العلامة التجارية الروسية المستخدمة على نطاق واسع حول العالم.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فقد تضمنت الوثائق عالية السرية، تقنيات "وكالة الأمن القومي" في اختراق شبكات الكمبيوتر الأجنبية لجمع معلومات استخباراتية.

ويبدو أن القضية الأخيرة منفصلة عن اختراق أمني أكبر، من قبل مجموعة قرصنة إلكترونية تدعى "شادو بروكرز" Shadow Brokers، استحوذت ونشرت على العلن عينات من آليات الوكالة في القرصنة، طوال أكثر من عام.

وأفاد المحققون، بأن الموظف لم يتعمد السماح بالحادثة، إلا أنه أخذ البيانات السرية إلى منزله لأنه أراد الإشارة إليها أثناء العمل على سيرته الذاتية، علماً أن إخراج الوثائق إلى المنزل انتهاك صارخ للقانون الأميركي وقواعد الوكالة.

وبرنامج الشركة الروسية "كاسبرسكي لاب" مثبت على حاسوب الموظف الشخصي، وكان مسؤولو أمن أميركيون تخوفوا مراراً من التعاون مع الشركة وحذروا من احتمال استغلالها على يد الحكومة الروسية.

لكن العديد من ضباط الأمن في الوكالة أشاروا إلى أن الخرق لا يطرح بالضرورة احتمال تورط "كاسبرسكي لاب"، إذ إن برامج مكافحة الفيروسات تمسح البيانات روتينياً، بحثاً عن البرمجيات الخبيثة، وتحمّل أيضاً ملفات معينة إلى سحابة، لقيامها بدراسة معينة.

وأوضح الخبير في مجال الأمن السيبراني، جايك ويليامز، أن "برامج مكافحة الفيروسات يمكن استخدامها في التجسس، والشكوك تحوم حول كاسبرسكي، لكننا لا نعرف القصة الكاملة"، وفقاً لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية.

وكانت الحكومة الفدرالية أمرت، الشهر الماضي، بإزالة برمجيات "كاسبرسكي" من أجهزة الحاسوب الحكومية كافة. ويحقق "مكتب التحقيقات الفدرالي" (أف بي آي) في وجود "أبواب خلفية" في منتجات "كاسبرسكي" يمكن أن تسمح للمخابرات الروسية بالوصول إلى الحواسيب عبرها، إلا أن الشركة نفت دائماً أي صلة تربطها بالمخابرات الروسية.

وليس واضحاً دور خرق "وكالة الأمن القومي" في قرار الحكومة بحظر منتجات "كاسبرسكي". وتحوم الشكوك حول الشركة منذ سنوات عدة، ويعود ذلك جزئياً إلى مؤسسها، يوجين كاسبرسكي الذي انخرط في الكلية التقنية التابعة لـ "كي جي بي"، وخدم في المخابرات العسكرية.

يذكر أن "وكالة الأمن القومي" الأميركية واجهت أزمات عدة في السنوات الأخيرة، إذ عام 2013 استولى موظف في الوكالة، إدوارد سنودن، على مئات آلاف الوثائق السرية، ثم سافر إلى هونغ كونغ، وحول البيانات إلى الصحافيين والمؤسسات الإعلامية.

والعام الماضي، تم الكشف عن استحواذ موظف آخر في الوكالة، هارولد تي. مارتن، على عدد كبير من وثائق الوكالة، واصطحابها إلى مكان سكنه في ماريلاند، وإخفائها في سيارته وسقيفة الفناء. وتزامناً مع اعتقال مارتن، بدأت مجموعة "شادو بروكرز" بنشر أحد أكثر أدوات الوكالة سرية على شبكة الإنترنت.

المساهمون