الإعلام المصري يتقاذف المعلومات المتضاربة حول تحرير مفقود الواحات

الإعلام المصري يتقاذف المعلومات المتضاربة حول تحرير مفقود الواحات

31 أكتوبر 2017
أرجعت المواقع المعلومة لمصدر أمني مجهول (فيسبوك)
+ الخط -
ساعة أو أكثر قليلًا أمام محرك البحث "غوغل" كفيلة برصد أزمة الإعلام المصري في الحصول على معلومة عن النقيب محمد الحايس، المفقود منذ حادث الواحات. فجميع المعلومات متضاربة وعلى لسان مصادر أمنية مجهولة.

البداية كانت عندما نشر موقع "مبتدا" الذي تديره جهة سيادية خبراً بشعار "انفراد" عن تحرير الحايس، ثم ظهرت أخبار موجزة بعد ثلاث ساعات على مواقع "الدستور" و"الفجر" و"اليوم السابع"، تفيد بالعثور عليه، دون أية تفاصيل أخرى، مكتفية بتذييل الخبر بعبارة "سنوافيكم بالتفاصيل".

بعد تلك الأخبار الموجزة، تنافست جميع المصادر في الحصول على معلومة من مصادر أمنية بالجيش والشرطة. وجميع المعلومات جاءت متضاربة وعلى لسان مصادر أمنية مجهولة.

ففي الوقت الذي تشير فيه مواقع إلى نجاح "الداخلية" في تحرير الحايس، أكدت مواقع أخرى أن الفضل يرجع للقوات المسلحة، داعمين موقفهم بأنه عُثر عليه على الحدود الغربية مع ليبيا، بينما مواقع أخرى وجدت في رواية "تمكنت قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة وجهاز الأمن الوطني من تحرير الحايس" الملاذ للخروج من مأزق نسْب الفضل للجيش أو للشرطة.

ونقلت مواقع على لسان والد الحايس، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من وزارة الداخلية بالعثور على نجله، ومواقع أخرى نقلت عن الوالد نفسه أنه لا يعلم أي شيء من الأخبار المتداولة ولم يتلقَّ أي اتصالات رسمية.


وذكرت مواقع أنه تم نقل الحايس لمستشفى الشرطة بالعجوزة بمحافظة الجيزة، بينما مواقع غيرها نشرت أنه تم نقله لمستشفى القوات الجوية بالتجمع الخامس بمحافظة القاهرة.

على هذه الوتيرة من تضارب المعلومات عن "تحرير الحايس"، ظلت المواقع الإخبارية تتداول أنباء على ألسنة مصادر أمنية رفيعة، دون أن تخرج جهة أمنية واحدة، سواء وزارة الداخلية أو القوات المسلحة المصرية، بمعلومة واحدة تُنهي هذا الجدل.

وربطت بعض المواقع الإخبارية البيان الصادر عن القوات المسلحة المصرية، صباح اليوم، عن الهجوم على مناطق اختباء عناصر إرهابية على الحدود مع ليبيا، بالأنباء المتداولة عن تحريره، باعتبار أن تحريره تم بناءً على هذا الهجوم، رغم أن البيان نفسه لم يشِر إلى ذلك.
وكأنه إعادة لسيناريو هجوم الواحات الذي وقع منذ حوالى أسبوعين، وراح ضحيته 16 شرطياً مصرياً بحسب بيان وزارة الداخلية الذي صدر بعد ساعات طويلة من تداول أنباء عدة عن سقوط أكثر من 50 شرطياً خلال الحادث.

وفي اليوم التالي، دانت الجهات الأمنية والهيئة العامة للاستعلامات التغطية الخبرية لوكالة "رويترز" وشبكة "بي بي سي" بسبب نشْر أخبار على ألسنة مصادر أمنية، عن ارتفاع عدد ضحايا الحادث لما يقرب من 50 ضابطاً ومجنداً.

المساهمون