الإعلام التونسي وسؤال المصداقية مجدداً

الإعلام التونسي وسؤال المصداقية مجدداً

02 أكتوبر 2017
تصريح كاذب عن المرزوقي (Getty)
+ الخط -
تعود مسألة مصداقيّة الإعلام وفخّ الأخبار الكاذبة إلى تونس، بعدما نشر موقع إذاعة "إي أف أم" الخاصة تصريحاً نقله عن الأمين العام لحزب "حراك تونس الإرادة"، عماد الدايمي، زعم فيه الموقع أنّ الأخير قال إنّ رئيس الحزب، المنصف المرزوقي، سيعلن (الأحد) انطلاق الثورة التونسية الجديدة من محافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي).


وبينما أثار الخبر جدلاً واسعاً، واعتبره البعض دعوةً إلى الفوضى، نفاه الدايمي جملةً وتفصيلاً، مؤكّداً أنه لم يدلِ بأي تصريح، إنما ما نشر مجرد بحث عن إثارة المشاكل عبر نشر الأكاذيب، مشيراً إلى أنه لم يلتقِ بأي صحافي أو مراسل لأية وسيلة إعلامية تونسية.

هذه الحادثة جعلت الإعلام التونسي في حرج من مسألة مدى مصداقية ما ينشره ومدى احترام القواعد المهنية في التعاطي مع الأحداث، خصوصاً أنّها تزامنت مع نشر مواقع يوم الخميس 28 أيلول/سبتمبر الماضي خبر مقتل الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري المختفيين في ليبيا منذ 8 أيلول/سبتمبر 2014، ليتضح أنّ الخبر لا أساس له من الصحة.

من جانبه، دعا نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، الصحافيين، إلى التثبت قبل نشر الأخبار والابتعاد عن ثقافة السبق الصحافي من دون بذل المجهود الكافي من خلال تقاطع المصادر حتى لا يتم السقوط فى هذه الأخطاء التي تمس من مصداقية الإعلام التونسي.
وكان العنوان الذي نشرته صحيفة "الصريح" اليومية إثر لقاء الرئيس التونسي الباجي قايد السيسي برئيس الترجي الرياضي التونسي حمدي المدب: "رئيس الجمهورية يستقبل رئيس الدولة الترجية" مثار غضب أيضاً، إذ اعتبره البعض سقوطاً مدوياً في التجاذبات بين الفرق الرياضية التونسية، خصوصاً أن العنوان آثار غضب جماهير النادي الإفريقي والنجم الساحلي.

وسخر تونسيون من هذه الأخطاء التي وقع فيهما الإعلام التونسي، واصفينه بـ"إعلام العار" و"عدو الثورة" و"إعلام الثورة المضادة"، وأنه يخدم اجندات خاصة لأطراف سياسية معينة.
وقال الإعلامي والباحث في علوم الإعلام والاتصال، معز زيود، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ في مثل هذه الممارسات ضرباً لمصداقية الإعلام التونسي وإساءة له بتعلة البحث عن السبق الصحافي دون مراعاة لمواثيق الشرف المهنية.

وأضاف أن حرية الصحافة التى عرفتها تونس بعد ثورة 14 يناير/يناير 2011 غير مسبوقة كان من نتائجها بروز ظواهر مثل عدم التحري قبل نشر الأخبار وهو ما أثر سلباً على صورة الإعلام لدى المتلقي التونسي وهو ما دفع البعض الى التشكيك في مصداقيته ومهنيته، وهما أكبر خطر قد يتعرض له الإعلام ويفقده جمهوره.