شعار "فيسبوك" يدفع المستخدمين لمزيد من التصفح؟

شعار "فيسبوك" يدفع المستخدمين لمزيد من التصفح؟

16 أكتوبر 2017
(برندان سميالوسكي/فرانس برس)
+ الخط -
يدمن كثيرون على متابعة صفحاتهم على "فيسبوك"، ومراجعة إشعاراته كل دقيقة، وقد يرتبط ذلك بالتعود على الاستخدام اليومي، لكن دراسة حديثة أثبتت أن مجرد رؤية شعار "فيسبوك" وحده كافٍ كي يدفع المستخدمين لطلب المزيد من التصفح والاستخدام.

لقد وُجِدَ أن تصفح وسائل السوشيال ميديا قد تشكل لدى كثير من المستخدمين عادة صعبة الكسر من الشعور بالرضا، فالناس يترسخ لديهم مع الوقت شعور بالمكافأة عند الدخول على "فيسبوك". وهذه المشاعر الإيجابية بدورها قد تجعل المستخدمين يتوقون إلى مزيد من الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

أجرى الباحثون دراستين على تكرار استخدام "فيسبوك" والأقل تكرارًا، ووجدوا أن التعرض لفترة وجيزة لصورة ذات صلة بفيسبوك سواء كانت شعاراً أو لقطة شاشة، يمكن أن يسبب استجابة ممتعة لدى مستخدمي السوشيال ميديا بصورة متكررة. وهذا بدوره قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في معاودة الدخول إلى صفحاته، فالمزيج المتكون من مجرد مشاهدة الشعار وتكرار الدخول تجعل وسائل الإعلام الاجتماعي صعبة المقاومة للغاية.

تقول أليسون إيدن الأستاذة المساعدة في قسم الاتصال بجامعة ولاية ميشيغان الأميركية: "الأمر يشبه تعلم الأطفال أن سوء السلوك يجذب لهم الانتباه، ويلفت الأنظار نحوهم، فالإحساس بالفوز يتحقق لدى المستخدم عند الدخول إلى "فيسبوك". وتضيف إيدن أنه وفي هذه الدراسة يحدث الجذب حتى مع شيء بسيط مثل شعار "فيسبوك"، أو مجرد رؤية صفحة صديق على الموقع، أو أي شيء مرتبط مع "فيسبوك"، كلها تكفي لتحقيق هذا الانجذاب والارتباط الإيجابي مرة أخرى.

في الدراسة الأولى تعرض المشاركون لصورة ذات صلة أو شعار لفيسبوك، ثم تلاها رمزٌ باللغة الصينية، ثم طلب منهم الحكم على الرمز إذا كان لطيفا أو سيئا. بعد التعرض لصورة فيسبوك أو صورة مستوحاة منه، صنف المشاركون كثيرو الدخول على "فيسبوك"، الصورة الصينية على أنها ممتعة بقدر أكبر مما قاله المستخدمون الأقل استخداما للموقع.

في الدراسة الثانية أعطي المشاركون مسحاً لقياس الرغبة الشديدة في استخدام "فيسبوك"، وتقول أليسون: إن الإغراء الذي يصنعه إدمان الدخول على الموقع يجعل الناس يشعرون بالذنب، وهذا ينمي لديهم محاولات للكفاح ضد ذلك لكنها غالبا ما تفشل. ويحاول الكثيرون تنظيم الاستخدام، لكن أيضا مع الفشل يزداد الشعور بالسوء، ويدخلون مرة أخرى لفيسبوك ويشعرون بالسوء ثانية وهكذا، إنها دورة من فشل التنظيم الذاتي. وتضيف الباحثة أن هذا الشعور بالذنب هو أشد ضررا على النفس من عدم السيطرة على استخدام السوشيال ميديا. وقد يكون الحل هو إزالة بعض الإشارات والرموز من البيئة المحيطة بالناس، على سبيل المثال إزالة شعار "فيسبوك" من شاشة الهاتف الخلوي الرئيسية.

* نشرت ورقة بحثية تصف نتائج كلتا الدراستين في مجلة علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية (journal of Cyberpsychology, Behavior and Social Networking) في أغسطس/آب 2017، كما أسهم فيها باحثون من جامعتي فريج (Vrije) ورادبود (Radboud).


دلالات

المساهمون