كيف جنّدت روسيا نخبة من القراصنة في حربها الإلكترونية؟

كيف جنّدت روسيا نخبة من القراصنة في حربها الإلكترونية؟

06 يناير 2017
(Getty)
+ الخط -
تواصل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقاتها حول حرب روسيا الإلكترونية على الولايات المتحدة الأميركية، فنشرت أخيراً مقالاً للكاتب والصحافي أندرو كرايمر، تطرّق فيه إلى الأسلوب الروسي في تجنيد نخبة من القراصنة في حربها هذه.
واستهل كرايمر مقاله بنقل تصريحات أحد القراصنة الإلكترونيين، ألكسندر فياريا، الذي طلبت منه الحكومة الروسية المشاركة في الهجوم الإلكتروني، بدلاً من حماية الناس منه، وفقاً له.
وعمل فياريا (33 عاماً)، كمبرمج إلكتروني، لكن طُلب منه فجأة "المشاركة في تغييرات واسعة تستهدف الجيش الروسي العام الماضي". رفض فياريا العرض، لأنه "يخالف مبادئه الأخلاقية"، ثم لجأ إلى فنلندا، خوفاً من تبعات هذا الرفض، وفق ما نقل عنه كرايمر.
وحول هذه التغييرات، أوضح الصحافي أن الجنرالات العسكريين في البلاد سعوا إلى إعادة تعريف معنى الحرب، باعتبارها أكثر من "مجرد مسابقة في الفولاذ والبارود"، بل الاعتماد على الحرب الإلكترونية، كركيزة أساسية في توسيع مصالح الكرملين. علماً أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فرضت أخيراً عقوبات على روسيا للتدخل في الانتخابات الأميركية الأخيرة، بعد توجيه اتهاماته لها بتسريب بيانات من "اللجنة الديمقراطية الوطنية"، خلال حملة الانتخابات الرئاسية.
وأشار كرايمر إلى أن الحكومة الروسية عملت لأكثر من ثلاثة أعوام على اكتشاف أبرع المبرمجين الإلكترونيين، والتوجه لهم من خلال الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض فرص عمل على طلاب الجامعات والخبراء، والتحدث علناً عن البحث في عالم المجرمين السري عن أي موهبة محتملة في هذا المجال. ورأى أن روسيا كثفت جهودها في الحرب الإلكترونية بدءاً من عام 2012، بعد تعيين وزير الدفاع، سيرغي شويغو.
وأفاد بأن شويغو استقدم إعلانات مصورة على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في روسيا، "فكونتاكتي". ويظهر في أحد الفيديوهات رجل يصدر أصواتاً باستخدام بندقيته العسكرية، قبل البدء بالكتابة على حاسوب محمول موجود بجانبه.
وجاء في النص المكتوب خلال الإعلان: "إذا تخرجت من الجامعة، إذا كنت تقنياً اختصاصياً، إذا كنت على استعداد لاستثمار علمك، نحن نقدّم لك الفرصة"، وأضاف "أعضاء من السرايا العلمية يتمتعون بإقامة مريحة"، بينما ظهرت صورة شقة مفروشة وغسّالة.
كما أوضح كرايمر أن بعض الشباب يفكرون في خيار الالتحاق بما يسمى "السرايا العلمية"، هرباً من التجنيد الإلزامي في القوات المسلحة في البلاد، مشيراً إلى أن استبيان الحكومة الروسية يطرح أسئلة على المجندين، للاطلاع على مدى معرفتهم للغات البرمجة.