ربع المرافق الإسرائيلية تعرض لهجمات إلكترونية

ربع المرافق الإسرائيلية تعرض لهجمات إلكترونية

04 يناير 2017
لا تلعب الإدارات دوراً في اكتشاف الهجمات الإلكترونية (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي فوضت قيادة الجيش الإسرائيلي شعبة الاستخبارات العسكرية بمهمة شن الهجمات الإلكترونية على "الأعداء" وشعبة الحَوسبة بتأمين الفضاء الإلكتروني العسكري، كشف النقاب عن أن ربع المرافق المدنية الإسرائيلية تعرض، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لهجمات إلكترونية.

وكشفت مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، الإثنين الماضي، النقاب عن أن 25 في المئة من المؤسسات في القطاعين العام والخاص، وضمنها البنوك، وسوق الأوراق المالية وشركات ومصانع التقنيات المتقدمة ومؤسسات عامة ومرافق حكومية، أكدت تعرض منظوماتها المحوسبة لهجوم إلكتروني "جدي" خلال هذه الفترة.

ونقلت المجلة عن دراسة أجرتها شركة "Konfidas" للاستشارات الاستراتيجية، والمتخصصة في مجال تقديم استشارات حول سبل مواجهة الهجمات الإلكترونية، أن المرافق التي أقرت بتعرضها لهجمات إلكترونية أثرت الهجمات على فاعليتها ونشاطها.

وأشارت معطيات الدراسة إلى أن 70 في المئة من المرافق في القطاعين العام والخاص في إسرائيل تستعين ببرامج متطورة لمواجهة الهجمات الإلكترونية. وحسب المعطيات، فإن 16 في المئة من المرافق المختلفة في إسرائيل ترفض الاعتماد على المقومات التي توفرها الدولة في الدفاع عن شبكاتها المحوسبة، من منطلق الحرص على خصوصيتها.

وأفادت الدراسة أن برامج تأمين المعلومات والدفاع التي تعتمد على تقنية محاكاة الهجمات الإلكترونية هي الأكثر جدوى في مواجهة الهجمات. وحسب الدراسة، فقد تبين أن تحقيق أكبر مستوى من النجاح في تأمين المرافق في مواجهة الهجمات الإلكترونية يتطلب بالأساس "تدريب وتأهيل" العنصر البشري، ممثلاً في إدارات هذه المرافق، على مواجهة هذه الهجمات واكتشافها وعدم الاكتفاء بالبرامج التقنية التي تعمل بشكل تلقائي.

واستدركت الدراسة، أن استراتيجية تأمين الشبكات المحوسبة في معظم المرافق في القطاعات المختلفة في إسرائيل لا تقوم على أساس لعب الإدارات دوراً في اكتشاف الهجمات الإلكترونية.

ونقلت المجلة عن مدير قسم "تطوير الوعي تجاه الهجمات الإلكترونية" في "Konfidas"، إيلي زيلبرمان، قوله إن إدراك إدارات المرافق لطابع المخاطر الناجمة عن الفضاء الإلكتروني "هي البداية الجيدة لمواجهة التحدي"، مستدركاً أن الإدارات مطالبة بمعرفة ما يتوجب عليها فعله.

وشدد زيلبرمان على أهمية تدريب الإدارات على مواجهة الهجمات من خلال المحاكاة القائمة على افتعال هجمات إلكترونية والتدريب على سبل مواجهتها. من ناحيته قال مدير عام "Konfidas"، رام لفي إن "السؤال الذي يطرح ليس: هل سيتعرض مرفق ما لهجوم إلكتروني، بل متى".


وفي سياق متصل، أمر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، جادي إيزنكوت، أن تواصل شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" الاضطلاع حصرياً بمهمة شن الهجمات الإلكترونية على الجهات التي تعد "أعداء" في نظر إسرائيل، وأوكل لشعبة الحوسبة في الجيش القيام بمهام الدفاع عن الفضاء الإلكتروني العسكري الإسرائيلي.

ونقل موقع "وللا" الإخباري، الإثنين، عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن شعبة الحوسبة ستكون مسؤولة عن "بناء الشبكات المحوسبة في قيادات الجيش وأذرعه المختلفة وتوفير الحماية لها".

وحسب المصدر، فقد قررت قيادة الجيش أن يتولى أحد أعضاء هيئة أركان الجيش مهمة دمج العمليات العسكرية في الفضاء الإلكتروني ضمن المخططات الميدانية للجيش مستقبلاً.

كما تراجع إيزنكوت عن مخطط سابق كان يقضي أن يتم تدشين قيادة عسكرية مستقلة تجمع بين شن الهجمات الإلكترونية ومهام الدفاع عن الفضاء الإلكتروني العسكري، مشيراً إلى أنه تقرر في النهاية أن تواصل "أمان" تنفيذ الهجمات الإلكترونية في حين تتولى شعبة "الحوسبة" مهمة الدفاع.

وأوضح المصدر أن جهات عسكرية حذرت إيزنكوت من خطورة توحيد الوحدات المسؤولة عن شن الهجمات الإلكترونية والوحدات المسؤولة عن الدفاع خشية تسرب معلومات استخبارية، على اعتبار أن معظم الهجمات الإلكترونية تهدف إلى جمع معلومات استخبارية عن أطراف معادية.

ونوّه إلى أن إيزنكوت لم يقرر بعد بشكل نهائي بشأن تقسيم المهام بين "أمان" وشعبة الحوسبة في كل ما يتعلق بالعمليات الهجومية والدفاعية في الفضاء الإلكتروني، مشيراً إلى أنه تقرر تكليف نائب رئيس هيئة الأركان، الجنرال أفيف كوخافي، بمهمة إعداد مخطط لحسم الموضوع في غضون شهرين.

وحسب المصدر، فإن الهدف الرئيس للقيادة العسكرية الإسرائيلية يتمثل في أن يتم توظيف القدرات في مجال الفضاء الإلكتروني في عمليات الميدانية، بحيث يستخدمها على مستوى الجنود والدبابات.

المساهمون