"جماعة بيروت": مصطلح عراقي جديد... فإلى من يرمز؟

"جماعة بيروت": مصطلح عراقي جديد... فإلى من يرمز؟

31 يناير 2017
تجاوز معدّل الفقر في العراق الـ30% (فولك نيلسون/Getty)
+ الخط -
تعدّدت أساليب التهكم والتلميح الموجهة من قبل الشارع العراقي إلى المسؤولين والسياسيين وقادة الأحزاب الدينية على حد سواء. وأخذت، أخيراً، أشكالاً مختلفة تتناسب مع كمية المشاكل التي تعترض حياتهم اليومية بدءاً من البطالة وانعدام الأمن والخدمات وارتفاع نسبة الأميّة وصولاً إلى ارتفاع معدلات الفقر التي كشف عنها أخيراً، وتجاوزت سقف الـ 35 في المائة من إجمالي الشعب العراقي.

وساهمت منصات ومواقع التواصل الاجتماعي في انتشار تلك المصطلحات التي بات بعضها مخصصاً لشخصية معينة، والأخرى لجميع المسؤولين. وتبدأ من الشعر الشعبي، ولا تنتهي عند المصطلحات التي تُحدّث كل فترة، وفق ما يطرأ عليها من تغييرات، وبينها "سكان المنطقة الخضراء"، و"أبو المسبح"، و"السيد أتاري"، و"أبو الدريلات" و"أبو مصرف الزوية"، وغيرها من المصطلحات الكثيرة التي تلمح إلى شخصيات سياسية معينة.

لكن مصطلحات أخرى أصبحت أكثر تداولاً وتدلّ على صاحبها، من دون ذكر اسمه، مثل "المؤمنون الجدد" و"جماعة السيد" و"تاج الراس" و"ناولني كفني" أو "ساكني مستعمرة الخضراء" و"جماعة ساخت إيران". وكلها مصطلحات تسبق الحديث عن أي ملف فساد مالي أو شكوى شعبية من حال البلاد اليوم، بينما تتنعم الطبقة الحاكمة والأحزاب وعوائلهم خارج العراق.

وتعدّ "جماعة بيروت" أبرز هذه المصطلحات وأحدثها، ويعني بها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولين والسياسيين العراقيين الذين اتخذوا من العاصمة اللبنانية بيروت قبلة لهم، بعد تشديد السلطات الإماراتية والأردنية والتركية المراقبة على المعاملات المالية، كتحويلات واستثمارات العراقيين.

وفرضت الحكومات المذكورة تشديداً أمنياً، بعد ورود معلومات عن عمليات تبييض وغسل أموال من قبل المسؤولين العراقيين.

وسرّب ناشطون، في الوقت نفسه، صوراً لمسؤولين وسياسيين ورجال دين في بيروت، أثناء قضائهم الإجازة، بينما يوجهون بيانات ونداءات للشعب العراقي لـ"مواصلة الكفاح وقتال داعش والصبر على الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد".

وفي سياق متصل، كشف مسؤول بارز في وزارة المالية العراقية أن نسبة التحويلات المالية من بغداد إلى بيروت خلال عام 2016 بلغت 370 مليون دولار أميركي، معظمها من قبل مسؤولين وسياسيين عراقيين أو مواطنين مقربين من مسؤولين في الحكومة.

وتمنع قوانين "البنك المركزي العراقي" نقل الشخص أكثر من عشرة آلاف دولار أميركي في رحلته من المطارات العراقية إلى الخارج، إلا أنه وفقاً للمسؤول نفسه، فإن مئات الآلاف من الدولارات تحوّل من العراق عبر المسؤولين والسياسيين، ونال لبنان الحصة الأكبر من هذه التحويلات، يليه دبي والأردن، وبرزت عواصم من دول أميركا اللاتينية على قائمة التحويلات المالية أيضاً.

وقال الناشط أحمد سعدي المعروف بانتقاداته اللاذعة على مواقع التواصل أن "مصطلح جماعة بيروت يشمل كل مسؤول يعيش من أموال العراقيين ويسكن بيروت ويطالب المسحوقين بالجهاد والصبر عبر دعوات طائفية لا تؤدي إلا إلى مزيد من الدماء من خلال بيانات مكتوبة في شارع الحمراء"، في تصريحه لـ"العربي الجديد".