فضيحة زوجة فرانسوا فيون تشغل الإعلام الفرنسي

فضيحة زوجة فرانسوا فيون تشغل الإعلام الفرنسي

28 يناير 2017
فرانسوا فيون (فرانس برس)
+ الخط -
لن تتوقف تداعيات التقرير الصحافي الذي نشرته أسبوعية "لو كانار أنشانيه" يوم الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني عن الوظيفة الوهمية التي شغلتها زوجة المرشح اليميني فرانسوا فيون، والأوفر حظاً للوصول إلى الإليزيه في الربيع المقبل، وتحصيلها حوالي نصف مليون يورو من الخزينة العامة طيلة 8 سنوات، عند فتح تحقيق قضائي شفاف بل ستترك أثراً كبيراً على مستقبل الحياة السياسية لفيون وآماله ــ التي كانت كبيرة جداً ــ في أن يصبح رئيساً لفرنسا في الأشهر الثلاثة المقبلة.
في التحقيق الذي نشرته، شرحت الأسبوعية الفرنسية، العلاقة القانونية التي تحكم موظفي الشأن العام في فرنسا بعائلاتهم وقالت إنّ القانون الفرنسي لا يمنع توظيف أقارب شرط ألا تكون الوظيفة وهمية، وأن يتم التصريح عن ذلك استناداً إلى القانون الذي تمت المصادقة عليه في البرلمان سنة 2013. وأضافت الصحيفة "عملت بينيلوب فيون، كملحقة برلمانية في الفترة بين 1998 و2002 عندما كان زوجها نائبا عن منطقة "سارت" (Sarthe) وكانت تتقاضى راتباً شهرياً قدره 4600 يورو. ثم عملت في فريق زوجها الوزاري بين سنتي 2008 و2012 وكانت تتقاضى مبلغ 7900 يورو شهرياً. وفي النتيجة أنّ فيون لم يصرّح يوماً عن عمل زوجته، لذلك فإنّ ادعاءاته بالمحافظة على سجّله نظيفاً طيلة ثلاثين عاماً من العمل السياسي قد سقطت اليوم".
وفي السياق نفسه، نقلت "ليبراسيون" عن إحدى الموظفات التي سبق لها أن عملت مع فريق فيون الوزاري (من دون أن تفصح عن اسمها) نفيها أن تكون بينيلوب، زوجة فيون، قد حضرت اجتماعات سياسية وعلّلت ذلك بقولها "بينيلوب فيون تردد دائماً أنّها أم وربة منزل ولا علاقة لها بالشأن السياسي وهذا ما كشفته في المقابلات الصحافية، رغم ندرتها". وذهبت "ليبراسيون" أبعد من ذلك في لقائها مع مدير تحرير مجلة Revue des deux Mondes ميشال كرييو الذي اعترف بدفع مبلغ 100 ألف يورو لبينيلوب لقاء ثلاث مقالات كتبتها في المجلة الشهرية. وهو ما أكده مالك المطبوعة مارك لادريت دو لاشاريير المقرّب من فرانسوا فيون في حديث لـ "الإكسبرس" الفرنسية: "شاركت بينيلوب في كتابة مادتين أو ثلاث وفي التحرير الأدبي لكنها لم تكن يوماً موظفة في المجلة".
وفي أول ردة فعل عبر وسائل، قال فرانسوا فيون أثناء مشاركته في حفل انطلاقة حزب يميني (La Droite libérale) في مدينة بوردو "أرفض كل الاتهامات الموجهة لي ولزوجتي. وأستغرب هذا الازدراء التي تتعرض له بينيلوب فقط لأنها امرأة وتعمل في الشأن العام!". كما أنه أكد لناخبيه في بيان أصدره أنه مستعدّ لكشف حقيقة هذه القضية بسرعة أمام القضاء الفرنسي. لكنه في الوقت نفسه عبّر عن "صدمته" لـ"تسرّب قضايا قديمة جرت بشكل قانوني، خلال فترة الحملة الانتخابية، قبيل الانتخابات الرئاسية بثلاثة أشهر". ووعد أنها سيواصل نضاله من أجل انتصار الحقيقة ومن أجل الدفاع عن شرفه. ونظّم مناصرو فيون حملة للدفاع عنه على شبكات التواصل الاجتماعي كرد على الهجوم الذي تعرّض له من مناصري المرشحين للرئاسة الفرنسية كافة، وعلى رأسهم الاشتراكي بينوا هامون الفائز في الدور الأول من الانتخابات التمهيدية في الحزب، الذي قال "أول ما يجب فعله في العهد الجديد هو منع توظيف الأقارب من أشقاء وأبناء وزوجات. هذا الأمر لم يعد مقبولاً أن نسمع عن 52 برلمانيا من أصل 577 لديهم أقارب يعملون في مكاتبهم". واعتبر مناصرو فيون أن ما يحصل استخدام "رخيص" للحروب الانتخابية، والدخول في مواضيع لا تؤثر على الحياة السياسية.
جوفري كلافيل، الصحافي الفرنسي شرح في مادة نشرتها "هافنغتون بوست" في نسختها الفرنسية كيف انقلبت حجج فيون التي قامت عليها حملته الانتخابية ضده، وكيف ستساهم في خسارته للانتخابات المقبلة. وقال كلافيل "هل يذكر فرانسوا فيون كيف هاجم آلان جوبيه في النزال الإعلامي الذي جمعهما عشية الدور الثاني، وأعاد التذكير بالوظائف الوهمية التي اخترعها جوبيه في بلدية باريس؟ ما رأيه بالوظيفة الشبح التي شغلتها زوجته طيلة ثماني سنوات؟".
النائب عن الحزب الاشتراكي كريستين بيريس ــ بون علّقت على الموضوع بشكل ساخر، مطالبة الادعاء المالي بالتحرك فورا لمحاسبة فيون "هل لكم أن تتخيلوا إيفون ديغول ملحقة برلمانية؟" وأرفقتها بوسم احتلّ الصدارة طيلة نهار الأربعاء الماضي في فرنسا "فضيحة بينيلوب فيون" (#Penelopegate). بدوره النائب الاشتراكي كريستوف كاستانير- الذي أعلن دعمه لإيمانويل ماكرون ــ غرّد على حسابه في تويتر "يقول فيون إنه لا يريد أن يرفع الحد الأدنى للأجور، لأنه من السهل التصرف بمال الآخرين عند البعض على حساب عمل البعض الآخر! حس الفكاهة عند فيون المقدس!".