شارلي إيبدو تنتقد قرار مجلس الدولة حول البوركيني

شارلي إيبدو تنتقد قرار مجلس الدولة حول البوركيني

31 اغسطس 2016
ريس هاجم الجميع (جاستن تاليس/فرانس برس)
+ الخط -
انتقدت صحيفة "شارلي إيبدو" اليوم الأربعاء قرار "مجلس الدولة" الفرنسي تعليق قرار حظر البوركيني. وسخرت الصحيفة، في الصفحة الأولى، من خلال رسم جمع الصحافي إيدوي بلونيل، صاحب موقع ميديا-بارت الإخباري الذي أدان حظر البوركيني، معتبراً إياه لباساً كغيره، مع سيسيل دوفلو، القيادية الإيكولوجية، ونجاة فالو- بلقاسم، الوزيرة الاشتراكية للتربية الوطنية، من "وحدة" اليسار، الذي "صفّق" لقرار المحكمة الفرنسية.

وعبر رسم لمدير التحرير ريس، سخرت الصحيفة من موقف عمدة بوردو ورئيس الحكومة السابق والمرشح للانتخابات آلان جوبيه الذي أعلن عن رفضه سنّ قانون لحظر البوركيني. ويظهر الرسم جوبيه لابساً البوركيني، وفوقه جملة: "جوبيه: الجُبن السعيد"، في تهكم ظاهر من شعاره الانتخابي: "الهوية السعيدة".

وكرست الصحيفة افتتاحيتها للتعبير عن الامتعاض من قرار "مجلس الدولة" تعليق القرارات البلدية التي تحظر البوركيني في الشواطئ. وشنّ ريس هجوما على اليسار واليمين الفرنسيين معا في إدارتهما لهذه القضية. فقد هاجم اليسار لأنه امتدح قرار المحكمة، ولأنه يرى في الحظر تعبيرا عن "عداء للحرية"، كما هاجم اليمين الذي لا يرى في الأمر سوى "تعبيرٍ عن إسلام فاتح" والذي لا يرى في البوركيني "إلا رمزاً لدين يتحدى، في نظرها، هوية فرنسا".

واعتبر ريس أن اليسار الفرنسي لم يعد سوى "جثة تكشف عن تقعّرها حين تصطدم بمشكلة". وأضاف بأنه صفق لقرار "مجلس الدولة" لأنه "يعتقد أن هذا القرار يمكن أن يمسح أربعين سنة من جُبنه". ورأى أن "الخوف هو الذي يدفع اليسار للتصفيق لهذا القرار الإداري وليس النزوع التقدمي"، مضيفاً "خوف من الدين، وخوف من إغضاب ناخبين يأمل في جني أصواتهم، وخوف من كل شيء فيه بعض التعقيد".

ولم يسلم اليمين الفرنسي أيضاً من سهام ريس. وانتقد "مشاريع القوانين التي لا تحُلّ شيئا لأن النظام الأخلاقي الإسلامي يَسخَرُ من القوانين والمراسيم. وإن التكتيك المُتَّبَع هو سياسة الأمر الواقع. لا نقاش، ولا تصويت ولا انتقاد". وأضاف: "حينَها لن يكون لدينا أي خيار، علينا أن نتأقلم مع الحجاب والبرقع والبوركيني". واعتبر أن القانون الذي يحظرُ البرقع لم يساهم في اختفائه "لأن أفراد الشرطة خائفون من خلق اضطرابات. كما أن المُنتَخَبين المحليين لا يريدون أن تتحدث الجرائد في صفحاتها الأولى عن بلداتهم".

وعبّر مدير شارلي إيبدو عن أسفه لأنّه لا أحد من الصحافيين والرسامين يستخدم "الحقّ الذي منحه إياه القضاءُ الفرنسي، حين قرّر أنّ جنحة ازدراء الأديان لا وجود لها، وأن بالإمكان رسم الأديان بصفة كاريكاتورية". وتساءل ريس: "مَن هو الذي تجرَّأ، باستثناء رسّامي شارلي إيبدو، على رسم النبي؟" وأجاب: "إن الرسامين يخشون من ممارسة حقٍّ منحَهُ إيَّاهُم القضاءُ، لأنهم يخافون أن يُقتَلوا".

واعتبر ريس أن "النظام الأخلاقي الجديد، الذي يستلهم الإسلام، تجاوز القانون الفرنسي بشكل كامل، وهو ما يعني في نظره أن قانون الخوف أصبح، من الآن فصاعدا، أقوى من الخوف من القوانين".

المساهمون