"أهل الشر" و"شاومينج" يلاعبان التعليم المصري من خلف القضبان

"أهل الشر" و"شاومينج" يلاعبان التعليم المصري من خلف القضبان

06 يونيو 2016
(تويتر)
+ الخط -
بعد يوم طويل من الجدل، حول تسريب امتحانات اليوم الأول للثانوية العامة بمصر، اكتشفت أخيرًا وزارة التربية والتعليم، مسؤولية "أهل الشر"، عن هذا التسريب، إذ أكد ذلك المتحدث باسم الوزارة، بشير حسن، في مداخلة على فضائية النهار.

وكان واضحًا في تحديد أهل الشر، أكثر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي رفض الإفصاح عنهم في حواره الأخير مع التلفزيون المصري، فقال حسن إن أهل الشر الذين يخترقون كل وزارات وجهات الدولة، هم "عناصر إخوانية"، ملقياً اللوم عليهم في تسريب امتحانات اللغة العربية والتربية الدينية، التي ألغي امتحانها أصلاً.

ورغم أنّ حسن، رئيس التحرير السابق لقناة "المحور"، اعترف بمسؤولية الوزارة عن التسريب في بداية مداخلته، لكنه لم يستطع كبح جماح نفسه، وما أدمنه من لوم "الإخوان"، كما حدث له في الواقعة الشهيرة مع تامر أمين على قناة "الحياة"، عندما قال له: "لبسها للإخوان على مسؤوليتي".

وحاول حسن نفي تسريب امتحان اللغة العربية، قائلاً إن التسريب كان للتربية الدينية فقط. لكن ريهام السهلي مقدمة "النهار اليوم"، استدلت بالخبير، الدكتور خالد رفعت صالح، الذي أكد أن ليس الامتحانات فقط التي تسربت، ولكن نموذج الإجابة للامتحان التي اعتمدتها الوزارة، فحاول حسن إقناعه بمسؤولية "أهل الشر" عن التسريب، رغم محاولات المذيعة نسب الموضوع "لأهل الفساد".


وكان تسريب امتحان اليوم الأول للثانوية العامة، على صفحة "شاومينج بغشش ثانوية عامة" على فيسبوك، وعدة صفحات مماثلة لها، والتي تخصصت في تحدي النظام، وتسريب امتحانات الثانوية، لتحقيق مطالب أعلنت عنها، وهي "إلغاء نظام التنسيق الظالم حسب وجهة نظر أدمن الصفحة، وإعطاء الحرية للطلاب في دراسة ما يختارون".

وقد أعلنت وزارة الداخلية القبض على من أنشأ الصفحة، في إشارة إلى قدرتها على الوصول لمديري الصفحات على مواقع التواصل، وعدم تمتع مستخدميها بالخصوصية في مصر كما تؤكد إدارة فيسبوك ومصر معًا. ورغم إعلان الداخلية أن المسؤولين طلاب جامعيون حديثو السن، لكن هذا لم يجب على عدة أسئلة، أهمها "كيف توصل طلاب جامعة للوصول لامتحانات المفترض سريتها التامة؟"، ما دفع بعض مؤيدي النظام، للمطالبة بـ"إشراف الجيش على الامتحانات"!
منصات التواصل واكبت الأحداث من بدايتها. ودشن الناشطون عدة وسوم، كان منها "#شاومينج"، و"#سابو_العربي_ولغوا_الدين"، و"#ثانوية"، غرّد من خلالها الجميع بسخريتهم وشماتتهم في الوزارة، وعبر بعضهم عن دهشته من الطريقة التي أصبحت منصات التواصل تتحدى بها الأجهزة الرسمية.

الطريف أن الساعات الأخيرة من الليل شهدت تسريب بعض الصفحات الساخرة لامتحان اللغة الإنجليزية، ما فجّر موجة جديدة من السخرية على صفحات التواصل. وعلق محمد: "اهو #شاومينج بتاع تسريب امتحانات الثانوية، بيعمل اللي القوى السياسية والتنظيمات مش قادرة تعمله، وهو اظهار فشل أجهزة الدولة".

وسخرت نودي: "اخويا عمال بيدعي في الساعة دي لـ #شاومينج كمان الله يباركله".

وتعجب ايهاب من حال الطالب المصري وقال: "طالب الثانوية، أصبح بدل ما يقوم الفجر يراجع قبل الامتحان، بيقوم يقلب ع صفحات شاومينج وProblem station عشان يشوف تسريب الامتحان". وسخر "أبو هبة" من تسريب امتحان الإنجليزي: "امتحان الانجليزي اتسرب وشاومينج عملها من خلف القضبان".

وأصبح شاومينج مطلباً جماهيرياً لبعض الطلبة، فقال "عوكش": "هو ليه مفيش شاومينج لجامعة المنصورة". وسخر حسام: "#شاومينج نزلوا امتحان العربي بنموذج اجابة الوزارة و محدش اعترض، لكن لما نزلوا امتحان الدين من غير الاجابة بتاعته الوزارة خدت على خاطرها ولغت امتحان الدين".






المساهمون