هجوم أورلاندو: هوموفوبيا وإسلاموفوبيا.. كراهية قاتلة

هجوم أورلاندو: هوموفوبيا وإسلاموفوبيا.. كراهية قاتلة

13 يونيو 2016
الحب يهزم الكراهية (Getty)
+ الخط -
الكراهية مضمَّنة في الإسلاموفوبيا (رهاب المسلمين)، والهوموفوبيا (رهاب المثليين). والكراهية، هي ما حاربها المتضامنون مع ضحايا هجوم أورلاندو الإرهابي في ولاية فلوريدا الأميركيّة، الأحد.

50 شخصاً على الأقل قُتلوا في الهجوم الذي نفذه، عمر متين، الأميركي من أصل أفغاني، مستهدفاً ملهى "بالس" للمثليين في مدينة أورلاندو، في هجوم هو الأكبر منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. متين، الذي أعلنت زوجته السابقة أنّه كان يُعنّفها، وقال مكتب الاتحاد الفيدرالي إنّه استجوبه مرّتين، اقتنى السلاح الذي نفذ به جريمته بطريقة قانونيّة الأسبوع الماضي. هذه التفاصيل كُلّها شغلت الناشطين الأميركيين وحول العالم. 

وفيما كان المرشح الطامح للحصول على تسمية الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركيّة، دونالد ترامب، يمارس حقده على المسلمين حول العالم، إثر جريمة أورلاندو، كان الناشطون يسألون "كيف استطاع شخص مشبوه، ومعروف للشرطة، أن يقتني السلاح وينفذ جريمته بهذه البساطة؟".

ترامب، وجّه سهامه ضد المسلمين، وأعاد مطالباته السابقة بمنعهم من دخول الولايات المتحدة، إلى جانب مطالبته تنحي الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال في سلسلة تغريدات: "أقدر التهاني لي لأنني كنت محقاً بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء". وأضاف "ما حدث في أورلاندو هو فقط البداية. قيادتنا ضعيفة وغير فعالة. قلتها وطالبت بالمنع. يجب أن نكون قساة".


استخدام ترامب لـ"تويتر" في نشر كراهيّته للمسلمين مجدداً، نجح في تجييش مؤيديه، ونشر شرارة من الإسلاموفوبيا على الموقع. وما زاد من تلك التغريدات، إعلان تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، في منشور عبر إحدى الصفحات التابعة له عبر "تيليغرام"، تبنّي العمليّة والتهليل لها.

هنا، أخذت المنشورات طابعاً طائفياً بحتاً. وبينما قال باتريك غالاغير، رداً على ترامب "لكنّ القاتل وُلد في الولايات المتحدة"، ردّ آخر: "لم أسمع التهليل للمسيح خلال العمليّة"، فيما اعتبر آخر أنّ "الأمر يحتاج أكثر من أن يحمل أي شخص الجنسية الأميركية ليكون أميركياً".  




"هذا شهر رمضان، وهذه فقط البداية"، هكذا قال أحد مؤيدي ترامب في مقطع فيديو نشره على "تويتر"، مضيفاً: "لا يُمكن أن نصوت لهيلاري كلينتون. لا يمكن. سيموت الناس مجدداً". 



لكنّ حالة الإسلاموفوبيا لم تنتشر بنفس الكثافة التي ظهرت مع عمليّات إجراميّة سابقة. فرفض مغردون اتهام المسلمين بشكل عام بالجريمة، أو معاقبتهم ككلّ عليها. وردّ أحدهم على تغريدة تقول إنّ "لا أعمال قتل حصلت باسم المسيحيّة في أميركا"، قائلاً: "أنت فعلاً لا تستطيع تذكر أي أمر من ذلك النوع؟"، في إشارة إلى kkk (كو كلاكس كلان) العنيفة والعنصرية.


وقال أحد المغردين: "ما حصل في أورلاندو ليس تراجيديا للمثليين والمتحولين جنسياً فقط. هو تراجيديا لكلّ البشريّة. ننعي الضحايا لأنها ليست فقط خسارتهم". ولعلّ إحدى أبرز التغريدات التي انتشرت بكثافة، تلك التي أشارت إلى أنّ "كندا تعرضت لثماني عمليات قتل جماعي منذ عشرين سنة، بينما حصل في الولايات المتحدة 7 منذ يوم الإثنين الماضي". فكانت جريمة أورلاندو مدخلاً للمطالبة بتقييد شراء السلاح في الولايات المتحدة.



ووصل إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً عبارة Orlando والتي نُشرت عليها أكثر من مليوني تغريدة ليلاً. كما انتشر وسم "#OrlandoShooting" و"#PrayForOrlando" و#PrayfortheWorld بالإضافة إلى وسم "#LoveisLove".


وظهرت شعارات حملها المتضامنون في ولايات أخرى من الولايات المتحدة الأميركية، والتي كُتب فيها "الحب يهزم الكراهية"، وتعابير ومعانٍ أخرى للحب، بينها الكلمة باللغة العربيّة. وأعاد بعض المستخدمين نشر صور لمسلمين يدعمون المثليين في حريّة اختيارهم، داعين لنشرها بكثافة، بما أنّها صورة لا تُعرض على شاشات التلفزة.

وشارك المستخدمون قصصاً من مختلف الولايات، بينها صور كُتب عليها "لا للإسلاموفوبيا، لا للهوموفوبيا". بينما أعيد نشر صور إضاءة المباني بلون قوس القزح.







المساهمون