الصحافيون العراقيون يواجهون مخاطر الموت

الصحافيون العراقيون يواجهون مخاطر الموت

03 مايو 2016
صحافيون لقوا حتفهم وآخرون يعذَّبون (Getty)
+ الخط -



يتعرض الصحافيون العراقيون كل يوم لمخاطر عديدة خلال تغطيتهم الأحداث المتوالية ساعة بعد أخرى في عموم البلاد، في ظل شبه فوضى أمنية وسياسية تعم العراق.

وقتل صحافيون عراقيون، فيما تعرض آخرون للخطف والاعتداءات والتهديدات بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل سياسيين وقادة مليشيات، بعد كشفهم ملفات فساد أو تغطية جرائم قامت بها عصابات أو مليشيات مسلحة في مختلف مدن البلاد.

وأصدر مرصد الحريات الصحافية في العراق، اليوم، تقريراً مفصلاً حول ما يتعرض له الصحافيون في البلاد من مخاطر واعتداءات متكررة. وقال التقرير إن "أبرز ما يواجهه الصحافيون هو القتل العمد، فقد أعدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خمسة صحافيين في الموصل، فيما قتل مسلحون مجهولون خمسة آخرين في بغداد وديالى والبصرة".

ولفت التقرير إلى أن "الجهات التي تعمد إلى قتل الصحافيين تستهدفهم بشكل مزدوج، بمعنى قتل صحافيَين كل منهما من طائفة مختلفة، بهدف إضاعة الدلائل والمؤشرات التي توصل إلى الجناة".

وتستمر السلطات العراقية في تقنين المعلومات الميدانية وحجبها عن الرأي العام، خاصة في ما يتعلق بشمالي وغربي البلاد، الأمر الذي يعد انتهاكاً لحق حصول الصحافيين على المعلومات. وأظهر التقرير أن "الأحزاب السياسية التي تمتلك أجنحة مسلحة ما زالت تشكل خطراً على الصحافيين وتقوم بمراقبتهم وتبعث لهم رسائل رعب عبر تصفية أو اختطاف العاملين في المؤسسات الإعلامية المحلية والأجنبية، فيما يواجه الصحافيون المنتقدون لتلك الأحزاب الموت أو في حالة كشفهم لملفات فساد تتعلق بتلك الأحزاب".


وبلغ عدد الانتهاكات في سنة 2016، وفق المرصد، 477 حالة انتهاك، منها مقتل 9 صحافيين عراقيين، و87 حالة احتجاز واعتقال، و98 حالة منع وتضييق، و32 حالة ضرب واعتداء، وأربع حالات تعرض فيها صحافيون لهجمات مسلحة، و23 حالة ملاحقة قضائية وأربع حالات إغلاق ومصادرة".

وكشف المرصد أن "العمل الصحافي اختفى في محافظة نينوى شمالي البلاد تماماً للفترة ما بين 3 أيار/مايو 2015 و3 أيار/مايو 2016 والحال نفسه في مناطق الأنبار وديالى وكركوك التي وضع فيها الصحافيون أمام النيران المباشرة للجهات المتصارعة ما جعلهم غير قادرين على التغطية".

ووثق المرصد مقتل 294 صحافياً عراقياً وأجنبياً منهم 166 صحافياً و73 فنياً ومساعداً إعلامياً لقوا مصرعهم خلال عملهم مشيراً إلى أن الأحزاب والجهات الحكومية كانت تشتري ذمم بعض المنابر الإعلامية بالمال، ولكن بسبب الأزمة المالية بدأت بالتهديد والضغط".

وذكر البيان أن "تنظيم "داعش" أعدم ما لا يقل عن 13 صحافياً في مدينة الموصل، فيما يلف الغموض مصير 10 آخرين يعتقد أنهم محتجزون لدى التنظيم، فيما تتعامل هيئة الإعلام والاتصالات بشكل سيئ مع الفضائيات المحلية والأجنبية، كما أغلقت خلال هذا العام قناة البغدادية ومكتب الجزيرة في بغداد".

وأوضح أن السلطات العراقية حجبت 22 موقعاً إخبارياً أبرزها "قناة "البغدادية" و"البغدادية نيوز" وموقع قناة "العربية نت" وموقع "الجزيرة نت" وعدد آخر من المواقع الإخبارية المحلية والأجنبية".

واتهم المرصد البرلمان العراقي بالإخفاق في حماية حرية الصحافة منذ 13 عاما، ولم يقم بتغيير القوانين النافذة التي تهدد حرية الصحافة، ومنها المادة 15 من قانون العقوبات المتعلقة بتجريم النشر.

كما تعرض الصحافيون إلى التعذيب الشديد بعد اختطافهم، منهم 18 صحافيا اختطفهم تنظيم "داعش" في الموصل تعرضوا للتعذيب، وأفرج عن عدد منهم فيما بعد. وبيّن المرصد أن "الصحافيين العراقيين تعرضوا للضرب المبرح في كثير من المواقع خلال تغطيتهم الإعلامية، من تلك الحالات تعرض الصحافي علي عبد الزهرة للضرب المبرح على يد 20 جندياً بإشراف ضابط برتبة نقيب من الفوج الرئاسي وتوالى الجنود على ضرب الصحافي بأعقاب بنادقهم، فيما كان يطالبه الضابط بالركوع تحت قدميه أو سيطلق عليه النار، وتسبب تعذيبه بنزيف في رأسه".

دلالات

المساهمون