تغطية حلب: أخطاء إعلامية مقصودة؟

تغطية حلب: أخطاء إعلامية مقصودة؟

02 مايو 2016
الخطأ أغضب رواد مواقع التواصل (Getty)
+ الخط -
لم يمرّ أسبوع على نشر مراسلة قناة "سما" التابعة للنظام السوري، كنانة علوش، صورة سيلفي مع جثث في حلب، وهي تبتسم، حتى انتشرت أخطاء مهنيّة بنفس مستوى الجسامة في الإعلام الدولي.

قناة "روسيا اليوم" بدورها ارتكبت خطأ مقصوداً، عبر نشرها، مساء الخميس، تسجيلاً مصورًا التقطه الناشط السوري هادي العبد الله، ووثق فيه آثار قصف طيران النظام السوري على حي بستان القصر في مدينة حلب. وزعمت القناة أنّ الجهة التي قصفت المدينة هي "جبهة النصرة".

ويَظهر في التسجيل صوت الناشط بشكل واضح، إضافةً إلى دمار كبير لا يمكن أن يحدث إلا بصواريخ أو براميل من الطيران، بالإضافة إلى حرائق ضخمة. كما قامت القناة باجتزاء مقاطع يظهر فيها حديث الناشط عن الإشارة إلى قصف الطيران السوري والروسي.

الخطأ الذي سيطر على نقاشات مواقع التواصل لساعات صُنّف بالمقصود، خاصةً أن العبدالله كان قد نشر تفاصيل تغطيته للقصف الروسي وقصف طيران النظام للمناطق المحررة في حلب على صفحته الشخصية على "فيسبوك".



وقد ترافق مع فيديو تقرير "روسيا اليوم" انتشار مجموعة من الصور على مواقع التواصل، أبرزها صورة مسرح مدمر بفعل حريق كبير، أكد ناشطون أنه "مسرح حلب"، ليتبيّن لاحقاً أنها صورة مسرح من مسارح أوكرانيا.

إلا أنّ خطأ مهنياً آخر برز على الشاشات وانتقل النقاش حوله إلى مواقع التواصل بعد أن تداول مغردون خطأ وُصف بـ"الجسيم" ارتكبته قناة "بي بي سي" خلال بثها تقريرًا مصوراً في نشرتها الإخبارية الصباحية تضمّن مشاهد من مناطق معارضة في حلب السورية، أشار التقرير إلى كونها مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

الخطأ الذي لم يكن الأول خلال التغطية المستمرة للقنوات الإخبارية لما يحصل في سورية، أغضب عدداً كبيراً من رواد مواقع التواصل، على الرغم من توضيح "بي بي سي" تفاصيل ما حصل عبر حسابها على "تويتر"، واعتذارها عن التقرير. وكتبت القناة "تصحيح: تضمنت عناوين نشرة أخبار السابعة صباحا لتلفزيون بي بي سي لقطات لمناطق المعارضة في حلب على أنها تابعة للحكومة. نعتذر عن هذا الخطأ".

التعليقات على الخطأ كانت غاضبة، فكتب الكاتب والروائي السوري فادي عزام، عبر صفحته على "فيسبوك": "تبرير تافه على تويتر غير مقبول. الخبر كان هو الخبر الأول، يعني مسؤول عنه منتج النشرة، ومحرر الخبر، ومر على المخرج وعلى المذيع، كلهم يفترض على إطلاع بالحد الأدنى. الخبر كان مقصود (ابحثوا عن أسم برديوسر الفترة المسؤول عن سبق إصرار على هذا الكذب". وأضاف: "الأمر ليس فقط خطأ، بل أخلاق مهنية وضيعة. يجب أن يعاقب صاحبها مؤسسة يفترض عمرها المهني حوالي القرن، إعلامي برتبة جاسوس بحولها لقناة الدنيا... البي بي سي في تقريرها الكاذب والمغير للحقائق تأخذ سيلفي لحلب مع كنانة علوش وأبطال السيلفي مع الجثث".

وقال الكاتب والإعلامي السوري ماهر شرف الدين: "سقوط مهني وأخلاقي غير مسبوق لـ"بي. بي. سي!". وغرّد ناشطون على وسم "#قاطعوا_قنوات_BBC" لتسليط الضوء على تأثير ما قامت القناة ببثه. وكتب محمد "للأسف، الإعلام العالمي كله بدلا من أن يكون ناقلا للحدث بحيادية، أصبح شريكا في الجريمة، وأضاف "#قاطعوا_قنوات_BBC لا توجد حرية إعلامية في قنوات الإعلام الغربي، هناك أجندة خاصة لصالح الدول التي ترعاها تتبعها فقط".

المساهمون