ناشطون: سجن 152 مصرياً تعبيراً عن سعادة السيسي بوطنيتهم

ناشطون: سجن 152 مصرياً تعبيراً عن سعادة السيسي بوطنيتهم

15 مايو 2016
خلال تظاهرات جمعة الأرض (Getty)
+ الخط -
"ليس وقتاً طويلاً الذي مرّ على كلام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أول خطاب له عقب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي بموجبها تنازلت مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، حيث قال: "هو إنتو فاكرين إن رد الفعل بتاع المصريين أنا مش سعيد بيه؟ لا أنا سعيد بيه، غيرتكم على بلدكم وخوفكم عليها أمر يسعدنى ويسعد أي وطني حقيقي"... حتى حكمت المحكمة أمس على حوالي 100 شاب تظاهروا ضد الاتفاقية، بالسجن ما بين عامين وخمسة أعوام مع غرامات عالية".

هكذا ترجم الغاضبون على مواقع التواصل الاجتماعي حديث السيسي على أرض الواقع، بموجب أحكام قضائية تعبر صراحة عن الإرادة السياسية الحاكمة.

وكانت محكمة جنح قصر النيل، قد حكمت في القضية رقم رقم 6408 لسنة 2016 التي انعقدت أمس في معهد أمناء الشرطة بالسجن عامين مع الشغل والنفاذ على 33 شخصا حضوريا و18 شخصا غيابيا كان قد أخلي سبيلهم. وتبقى من المتهمين في هذه القضية 13 حدثا أحيلوا إلى محكمة جنح الطفل ولم يصدر بشأنهم حكم بعد.
أما قضية متظاهري 25 إبريل بقسم الدقي والعجوزة، والبالغ عددهم 101 متظاهرا، فقد حُكم عليهم بالسجن خمس سنوات مع الشغل وغرامة مائة ألف جنيه مع المصادرة (حوالى 10 آلاف دولار).


المصريون على مواقع التواصل أعلنوه "يوماً أسود"، فأطلقوا على "تويتر" وسم "#يوم_اسود_في_تاريخ_العداله" الذي وصل إلى لائحة الأكثر تداولاً. وكتب علي كريم: "لما يتحكم على 150 شاب بأحكام متفاوتة من سنتين لخمس سنين فى يوم واحد لتعبيرهم عن حبهم لبلدهم ووطنيتهم، يبقى ده فعلا #يوم_اسود_في_تاريخ_العداله". 

وكتب محمد: "احد المحكوم عليهم بالحبس سنتين في قضية قصر النيل يعيش في دار أيتام وتم القبض عليه عشوائيا #قهر #يوم_اسود_في_تاريخ_العدالة".

وعلق المحامي، بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، منظمة مجتمع مدني مصرية، مختار منير، على حسابه الخاص على "فيسبوك" قائلا: "عندما يجلس علي منصة القضاء ضابط شرطة سابق، لا تنتظر منه تطبيق القانون، بل علينا جميعاً أن ننتظر هدم منصة القضاء بأكملها حتي نستطيع أن نبني منصة تحترم القانون، دولة الظلم سترحل مهما كلفنا هذا أي ثمن، سنعيش نكافح من أجل كلمة عدل تقال بصحيح القانون سنعيش نفضح ونحارب قاضي جلس علي منصة القضاء ارتدى بدله مدنية علي بدلته الميري".

وعلق المحامي الحقوقي، ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، منظمة مجتمع مدني مصرية، قائلا: "كل مناطق العالم شهدت ديكتاتوريات مستبدة، أمريكا اللاتينية، أفريقيا السمراء أسيا وشرق أوربا... أغلبها تراجع وبعضها رغم استبداده انجز بعض الإصلاحات، لكن أحط الديكتاتوريات تشهدها المنطقة العربية، نهب وعدالة مختلة وصحافة تابعة وضحالة فكرية، إحنا آسفين يا بينوشيه".

ومن بين المحكوم عليهم، المصور الصحافي بجريدة "الفجر"، علي عابدين، الشهير بـ"بيكا" الذي ألقي القبض عليه يوم الخامس والعشرين من إبريل/نيسان الماضي، ورغم تأكيدات صحيفته وزملائه أنه كان مكلفا بتغطية التظاهرات، إلا أنه حكم عليه بالسجن عامين مع الشغل.
وكتب عنه صديقه، أحمد نبيل، قائلا: "علي بيكا المصور الصحافي بجريدة الفجر أخد سنتين مع الشغل لمجرد إنه كان بيشوف مهام شغله.. علي من أطيب الناس إلي اشتغلت معاهم في حياتي وبيعشق الكاميرا بتاعته. علي مش حرامي ولا قاتل ولا حتي متظاهر ده كان في شغل زيه زي الظابط الي اعتقله بالظبط".

وقالت عنه الصحافية إيمان عوف: "علي بيكا صور انتهاكاتهم فحبسوه سنتين مع الشغل#الصحافة _مش _جريمة".

المساهمون