صحافيات الميدان في تونس: محاربات بأجور زهيدة

صحافيات الميدان في تونس: محاربات بأجور زهيدة

30 ابريل 2016
تواجه الصحافيات صعوبات عديدة (Getty)
+ الخط -

ورغم التفوق العددي للصحافيات الإناث، إذ يشكلن حاليا حسب إحصائيات رسمية قرابة 51 بالمائة من مجموع العاملين في القطاع، إلا أنهن ما زلن يعانين من عديد المشاكل التي تكبل قدرتهن على التفوق والتألق. وبعد تطور الأحداث السياسية والأمنية منذ ثورة الياسمين، خرجت الصحافيات التونسيات من مكاتبهن واندمجن شيئا فشيئا في العمل الميداني جنبا إلى جنب مع زملائهم من الذكور.

لم تستثن الصحافيات الأحداث الإرهابية والمظاهرات والمناوشات مع الأمنيين فكن جاهزات لتحدي المصاعب من أجل نقل المعلومة، والقيام بالمهمة الإعلامية كأحسن ما يكون حتى أن بعضهن تعرضن للعنف اللفظي والجسدي في أكثر من مناسبة، ولم يفت هذا من عزمهن على مواصلة العمل. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أكدت الصحافية هبة عقوبي أن العمل الميداني بالنسبة لها مضن وشاق غير أنه ممتع. وقالت عقوبي "دخلت مجال العمل الميداني الصحافي منذ سنتين، وقد عرفت من خلاله كل ألوان الانتهاكات كالاختناق بالغاز المسيل للدموع وملاحقات الأمنيين العنيفة؛ مما أجبرني على الركض أحيانا هربا خوفا على حياتي، هذا بالإضافة إلى تعرضي منذ فترة إلى مضايقات ذات طابع أخلاقي من طرف أحد رؤساء التحرير".

وعن الوضعية المادية لصحافيات الميدان في تونس أضافت هبة "مرتب الصحافيات في تونس زهيد جدا، ولا يكفي حاجتهن خصوصا المتزوجات منهن. نضطر أحيانا إلى العمل في أكثر من مؤسسة ومراسلة صحف أجنبية بأسماء مستعارة من أجل تحصيل ما يضمن لنا حياة كريمة".

الصحافية بإحدى الإذاعات العمومية جيهان اللواتي تحدثت لـ"العربي الجديد" عن إشكال التمييز على أساس الجنس بين الصحافيين فيما يخص الأجر. وعبّرت جيهان عن استغرابها الشديد من منح الصحافيين الذكور مرتبات أعلى من الإناث ببعض المؤسسات الإعلامية الخاصة. وأكدت اللواتي أن "معاناة صحافيات الميدان في تونس متواصلة، حيث تتعرض للاعتداء أثناء الوقفات الإحتجاجية من قبل المواطنين ورجال الأمن، كما تتعرض أحيانا للتحرش في ظل هيمنة العقلية الذكورية على المجتمع التونسي، هذا عدا عن غياب شبه كلي للصحافيات في المناصب القيادية وفي المنابر الحوارية الهامة".

أما الصحافية بقسم الأخبار النقابية في جريدة الضمير إيمان غالي فتحدثت لـ"العربي الجديد" عن مضايقات تعرضت لها بسبب ارتدائها للحجاب. تقول إيمان "أعمال بشكل يومي ومتواصل طيلة الأسبوع، وأتعرض أحيانا أثناء العمل الميداني للمضايقات بسبب ارتدائي للحجاب، حتى أن البعض ينعتني بعدم الحياد وبانتمائي لحزب حركة النهضة.



وقد وصل الأمر إلى حد السخرية مني وامتناع بعض المسؤولين عن تقديم تصريحات لي، وقد طالبني أحدهم يوما بالابتعاد قليلا حتى يتمكن من تقديم مداخلة لبقية الصحافيين. هذا وقد قام بعض المحتجين النقابيين بتمزيق الأوراق التي أعمل بها. ولكن رغم الصعوبات فأنا أعشق العمل الميداني، وأبذل جهودا كبيرة للقيام بعملي على أحسن وجه، ولن يمنعني كوني امرأة أو محجبة من التقدم والنجاح".

المساهمون