بطل "الاتجار بالبشر".. ضيف مكرّم على الشاشة؟

بطل "الاتجار بالبشر".. ضيف مكرّم على الشاشة؟

26 ابريل 2016
جو معلوف خلال الحلقة (تويتر)
+ الخط -
"بدك ثورة بدك تغيير احكي جالس/ ثورات تغيير رفض لكل المعايير/ كلنا بدنا عالم جديد بدنا عالم أفضل بدنا عدالة" بهذه الكلمات يبدأ الاعلامي جو معلوف كل حلقة من برنامجه "احكي جالس"، أغنية وشعارات تليها مقدمات نارية لا تخلو من الوعظ للشعب اللبناني عن ضرورة وأهمية التغيير وكشف الفاسدين وفضحهم بالأسماء. 


كل هذا يبدو عاديا وجديرا بالاحترام، حتى إن معالجة ملفات أساسية بطريقة لا تخلو من السطحية والشعبوية هي أيضا أمر عادي في بلد تسقط فيه الكثير من المعايير المهنية.

الا أن ما قدمه الإعلامي جو معلوف في حقلته الأخيرة بتاريخ 25 نيسان/ ابريل 2016، كان صادما للرأي العام اللبناني الذي تابع تفاصيل قضية الاتجار بالبشر التي اكتشفت شهر آذار الماضي. لأكثر من ثلاثين دقيقة فتح معلوف وفريق عمله الهواء لـ"عماد الريحاوي" المتهم الابرز في قضية الاتجار بالبشر في الشي موريس. 

عماد الريحاوي الذي تصدر نشرات الأخبار منذ الكشف عن فضيحة الشي موريس خصوصا بعد ان تحدثت القتيات اللواتي خرجن من سجن الشي موريس عن دور الريحاوي في سجنهن وتعذيبهن واستغلالهن.

هو أكثر من طبيعي ان يقود الفضول اي صحافي لإجراء لقاء مع الريحاوي حتى وهو متوارٍ عن الأنظار وهارب من العدالة، لكن ما حصل في حلقة حكي جالس لم يكن مقابلة عادية. الحلقة او النصف ساعة من الحلقة التي خصصت للريحاوي ومحاميه كانت فقط لتبييض صفحة الريحاوي.

وجاءت الأسئلة خلال المقابلة مع عماد لتمهيد الطريق أمام عماد للدفاع عن نفسه بطريقة أفضل. أما الجزء الأخير من المقابلة وذلك بعدما عرضت عليه المحاورة فيديو يظهر زوجته وهي تتحدث عنه وعن عدم معرفتها بطبيعة عمله جاء لاستكمال المشهد الدرامي وخدمة لهدف التقرير: إظهار الريحاوي كضحية ايضا للفقر والعوز و"ولولاد الحرام" واقتصار جريمته على الدعارة وليس الاتجار بالبشر. وفي تلك اللحظة الدرامية التصاعدية من التقرير الطويل دمعت عينا عماد الريحاوي واقتربت الكاميرا اكثر من وجهه لإظهار مدى تأثره وهنا أجاب بكلمات قليلة "انا مش هيك" نافخا سيجارته...

قد يكون عماد الريحاوي "مش هيك" وقد يكون "هيك وأكثر"، خصوصًا بعد شهادات الفتيات اللواتي عانين منه، لكن السؤال هو ما الهدف من مقابلة يراد منها كسب تعاطف اللبنانيين مع قضية طاولت كل شخص منا؟ ولماذا لم يستضف جو بعد هذه المقابلة ضحية من الضحايا للرد على الريحاوي بدل استكمال مهمة تبييض صفحته باستضافة محاميه هيثم ترشيشي الذي بدأ كلامه بتهنئة جو معلوف على تقريره عن الريحاوي فكان رد معلوف انه يبحث عن الحقيقة.

أي حقيقة بحث عنها جو معلوف في فتح الهواء لعماد الريحاوي؟ اي حقيقة تلك التي اراد معلوف ان يوصلها للبنانيين بمقابلة مؤثرة عن دور بسيط وثانوي للريحاوي في قضية الاتجار بالبشر؟ لماذا لم تطرح أسئلة جدية على الريحاوي وعلى محاميه؟ وأخيرا كيف لبرنامج يحمل شعار الثورة والتغيير وإصلاح الذات وغيرها من التعابير والكلمات الرنانة أن يخصص كل هذا الوقت لمتهم بقضية اتجار بالبشر دون وجود الطرف الثاني المتضرر في قضية هزّت اللبنانيين وطرحت أسئلة حقيقية عن البلد الذي نعيش فيه والقوانين والدولة؟

المساهمون