حرب نشرات الأخبار بدأت في تونس

حرب نشرات الأخبار بدأت في تونس

04 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
يبدو أن قناة "التاسعة" الخاصة، بإعلانها الشروع بداية من الثلاثاء، في بث نشرة مسائية للأنباء عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، قد اختارت نهج المنافسة مع النشرة المسائية التي يقدمها التلفزيون الرسمي التونسي في التوقيت نفسه.

هذه المنافسة حاولت بعض القنوات الخاصة الأخرى تجنبها عندما أعلنت عن بثها لنشرة رئيسية للأنباء، حيث اختارت قناتا "حنبعل تي في" و"نسمة تي في" أن يكون موعد نشرتيهما للأنباء خمسة عشر دقيقة قبل موعد نشرة أنباء التلفزيون الرسمي، في حين ارتأى المشرفون على قناة "الحوار التونسي" إعداد برنامج حواري ذي طابع إخباري متحاشين تقديم نشرة للأنباء، رغم أنهم عملوا في صيف 2015 على إعداد هذه النشرة من خلال فريق متكامل يضم الإعلامي سفيان بن حميدة ومحمد علي بن رجب ويقدمه الإعلامي الياس الغربي، ليتم التراجع بعد ذلك عن الفكرة ويختار الفريق الذي كلّف بإعداد النشرة مغادرة قناة "الحوار التونسي" إلى قنوات تلفزيونية أخرى.

قناة "التاسعة" حاولت أن توفر لسياستها كل أسباب النجاح من خلال الاستعانة بالإعلامي التونسي مكي هلال الذي فكّ ارتباطه بقناة "بي بي سي" التي كان يقدم نشرات الأنباء فيها، واختار العمل مديرا ومقدما للأخبار بقناة "التاسعة". كما تمّت الاستعانة بفريق كبير من الصحافيين التونسيين أملا في جذب المشاهد التونسي وبالتالي جلب أكبر عدد من الإعلانات للقناة.

لكن لماذا هذا الاختيار؟ ولماذا تجنبت القنوات الخاصة الأخرى منافسة التلفزيون الرسمي التونسي في تقديم نشرة أنباء رئيسية وفي التوقيت نفسه؟ الإجابة عن هذين السؤالين تتلخص في أن التلفزيون الرسمي التونسي يحظى بعدد قياسي من الإعلانات يوميا قبل نشرة الأنباء الرئيسية وبعدها، أي قبل تقديم نشرة الأحوال الجوية. ووفقًا لمصادر من الإدارة التجارية للتلفزيون الرسمي التونسي تدر النشرة الرئيسية للأنباء ما يعادل السبعين بالمائة من مداخيل الإعلانات التي يحصّلها التلفزيون الرسمي التونسي، بدون احتساب مداخيل الإعلانات التجارية في شهر رمضان. ولهذه الاعتبارات اختارت قناة "التاسعة" المنافسة مع التلفزيون الرسمي في هذا المجال علّها تستطيع الحصول على جزء من هذه الإعلانات التجارية التي توفرها النشرة الرئيسية للأنباء، خاصة أمام ضعف المردود المالي للإعلانات التجارية وتراجعها في السنوات الأخيرة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس.

في المقابل، اختارت القنوات التلفزيونية الخاصة الأخرى عدم المنافسة فى مجال نشرة الأنباء الرئيسية وذلك لارتفاع نسب المشاهدة لهذه النشرة في التلفزيون الرسمي التونسي، حيث بلغت وفقا لشركة "ميديا سكان" المختصة في سبر الآراء وقياس نسب المشاهدة في النصف الأول من شهر شباط/ فبراير الماضي 31.7 بالمائة، وهي أعلى نسبة مشاهدة للقناة مكّنتها من احتلال المرتبة الأولى. ويرجع بعض المختصين ذلك إلى أن التونسيين يشاهدون النشرة الرئيسية للأنباء في التلفزيون الرسمي بحكم العادة، فهذا الموعد الإخباري يعود تاريخه إلى تاريخ تأسيس التلفزيون الرسمي التونسي سنة 1966، كما أن هذه النشرة تعبّر عن وجهة النظر الرسمية بالأحداث وهو ما يجعلها الأكثر مشاهدة.

إدارة التلفزيون الرسمي التونسي وإدراكا منها لحجم المنافسة المعلنة مع قناة "التاسعة" وتدعيما لواحدة من أكبر نقاط قوتها، قررت فتح باب الترشح لانتداب رئيس تحرير للأخبار يقدم مشروع رؤية جديدة لتطوير النشرة الرئيسية للأنباء علّها تحافظ على ريادتها في هذا المجال.


اقرأ أيضاً: تونسيون ينقسمون حول تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية

دلالات

المساهمون