في ذكرى الثورة..."لاكروا" الفرنسية تنقل آمال سوريي الشتات

في ذكرى الثورة..."لاكروا" الفرنسية تنقل آمال سوريي الشتات

14 مارس 2016
غلاف "لاكروا" اليوم (تويتر)
+ الخط -
مع معاودة المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام السوري، في جنيف، اليوم الإثنين، كرّست صحيفة "لاكرْوا" الفرنسية، صفحتها الأولى إضافةً إلى ملف من أربع صفحات لسورية، بعنوان: "سورية، خمس سنوات من الحرب والمنفى"، ويتعلق الأمر بشهادات للاجئين سوريين، وهي شهادات "مُرّة"، ولكنها، أيضا شهادات "أمل"، كما تقول الصحيفة.

كما نشرت، افتتاحية، لجان كريستوف بلوكين، وهو أحد مديري الصحيفة، عن الهدنة التي لا تزال صامدة، منذ أسبوعين. وهي هدنة تشبه معجزة، خصوصاً إذا "تذكّرنا حدّة العنف التي تسبّبت في مقتل أكثر من 270 ألف شخص في خمس سنوات". ويعزو الصحافي الفرنسي هذه الهدنة الهشة إلى استعراض الروس لقوّتهم، في الأشهر الخمسة الأخيرة، والتي ساهمت غاراتُ طيرانهم في "تدمير أمل المعارضين في قلب النظام السوري بواسطة السلاح".

يستعرض الصحافي الإستراتيجية الروسية، التي تصطدم بموقف المعارَضة السورية، التي تشدّد على ضرورة انسحاب بشار الأسد من المَشهد السياسي. ويرى أن مطلب المعارضة "مَطلب شرعيّ بسبب القسوة التي عبَّر عنها النظام منذ سنوات، وبسبب عجزه عن تأمين تنمية متناغمة في البلد"، ولكنه مطلَبٌ صعب المنال، يعترف الصحافي الفرنسي، بسبب "حماية روسيا وإيران لبشار الأسد".

ويكتُبُ جان كريستوف بلوكين أن مستقبل السوريين "متعلقٌ بالملايين من السوريين، خصوصا أولئك الذين دُفِعَ بهم في طرقات المنافي".

ولهذا الغرض فتحت الصحيفة الفرنسية صفحاتِها لرسائل وشهادات لمنفيين سوريين، يتحدثون فيها عن ماضٍ مُهشَّم، وحيوات مكسرة، ولكن، أيضاً، عن "حُلم العودة".

والتقت الصحيفة الفرنسية بخمسة منفيين سوريين (باسم وفاطمة ونور وعمر وعبد الفتاح)، موزّعين على فرنسا وتركيا وألمانيا ولبنان. يكشف "باسم"، وهو لاجئ في فرنسا، عن حبه لبلده، ويؤكد على أن "الصُوَر والذكريات حاضرة في ذهنه"، لكن "سورية لن تكونَ كما كانت. لأن العقليات تكون قد تغيرت، في حين أن الطوائفَ ستظلُّ منقسمةً". ولا يخفي أمله في "العثور على سعادة، هنا، وأن يفعل شيئا في حياته".

ويختلف هذا "الأمَل الفرنسي" لدى فاطمة، اللاجئة في تركيا، التي تحلُمُ بمغادرة تركيا بعيدا "من أجل أبنائي". كانت سعيدة، من قبل، هي وزوجها، لكن قمع التظاهرات السلمية، وانزلاق البلد نحو الحرب، دفعاها إلى إحضار أبنائها إلى تركيا، بعد مقتل زوجها سنة 2012، قبل سنة. "الحياة صعبة، هنا. أرملة مع أبنائي، ليس لديّ هنا أيُّ مستقبل. ولن أعود إلى سورية، أبدا. أريد الرحيل بعيدا. من أجل أبنائي حتى أمنحهم مستقبلا. وقد قدّمتُ طلب لجوء في فرنسا".

نور، المنحدر من عائلة معارضة لبشار الأسد، اللاجئ في شتوتغارت، بألمانيا، يؤكد من جهته أن مستقبله "يوجد هنا وهناك"، يقُصّ مقاطعَ مؤلمةً من حياته، خاصة إقامته في مصر، بعد الثورة المصرية: "في البداية، كانت مصر حلماً بالنسبة لمناضل اشتراكي وقومي، أنا الذي تربيتُ في الحزب الناصري. درَّسْت الإنجليزية في معهد بالإسكندرية، خلال سنة. ولكني كنتُ أريد، أيضا، أن أعملَ من أجل سورية. توجهتُ إلى القاهرة حيث عاودتُ النضال، ولكن عبد الفتاح السيسي استولى على السلطة، فلم يعُد السوريون مُرحَّباً بهم. وطُلِب مني أن أغادرَ مصر في أسبوع".

يُنهي نور رسالته: "مستقبلي هنا وهناك. لا أستطيع نسيان بلدي. إذا كان في حاجة إليّ فلن أتخلى عنه. عائلتي في ألمانيا تفهم هذا. وأواصل النضال من شتوتغارت. القضية السورية هي ديانتي، وأنا أصلي، كل يوم، من أجل بلدي".

أما عمر، اللاجئ في تركيا، فيتمنى أن يشبه بلدُهُ "جمهورية أفلاطون". في حين أن عبد الفتاح، اللاجئ السوري في لبنان، لا يغادره الأمل في العودة، ولكنها عودة مشروطة: "أملي هو أن أعود إلى سورية. ليس من أجلي، فلم يَعُدْ لديَّ مستقبلٌ، ولكني أريد أن أربّي فيها بناتي، ويعشن فيها أياما أفضل. ولكني لن أدخل إلى سورية إلا إذا تغيّر النظام".



اقرأ أيضاً: تفجيرات في الخليج" على "الجزيرة"... سيرة للإرهاب